تتعاظم التوقعات بشأن استعادة الجمهوريين الأغلبية في مجلس النواب خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي.
مجلة فورين بوليسي نشرت تقريرا يرى أنه إذا ما فاز الجمهوريون فسوف تهيمن ملفات السياسية الداخلية على الخارجية في الكونجرس وعل رأسها قضايا التضخم، والتعليم، والحدود.
وعلى المستوى الخارجي، ستبقى حرب أوكرانيا محل اهتمام، ويمكن التنبؤ بأن الجمهوريين سيستمرون في دعم وتسليح كييف، ولكن يبقى التساؤل حول حجم هذا الدعم.
وبالتأكيد، لن تكون أوكرانيا الملف الخارجي الوحيد الذي يهتم به الجمهوريون، فهناك أيضا ملف العلاقات مع الصين، ومسألة الدفاع عن تايوان.
وسوف يحتل الشرق الأوسط مكانا مهاما في ترتيب الأولويات الخارجية للحزب الجمهوري، خاصة التعامل مع إيران، فمن المتوقع أن تتوقف المحادثات النووية، مع تزايد في وتيرة فرض العقوبات على طهران.
كما أن الإنفاق الدفاعي ملف رئيسي للجمهوريين، فلطالما انتقدوا الإنفاق الدفاعي للرئيس جو بايدن باعتباره غير كاف لمواجهة التحديات الحالية، وصعّدوا هذه الاتهامات بعد حرب أوكرانيا.
كذلك يتصدر ملف أمن الطاقة أولويات الحزب الجمهوري في ظل السعي لاستعادة استقلال الطاقة الأمريكية، وتجنب المشاحنات غير الضرورية مع الدول المنتجة للنفط.
حول هذا الملف دار الجزء الأول من حلقة الليلة من برنامج “مدار الغد”.
من برلين، قال أندرياس رينيك الدبلوماسي السابق ومدير معهد دراسات الشرق ردًا على سؤال حول ما الذي سيتغير في العالم إذا ما فاز الجمهوريون، إن ما يهمنا الآن هو السياسات الخارجية، هذا الذي سيهتم به الفائز في تلك الانتخابات”.
وحول ما إذا كان فوز الجمهوريين سيؤدي لنفس الإمداد لأوكرانيا ضد روسيا، قال رينيك، إن هذه المسألة ستكون محل اهتمام، والمسألة الثانية ستكون إيران ومنطقة الشرق الأوسط، فبالنسبة لإيران كان لها دورا في حرب أوكرانيا ولها تأثيرها في الشرق الأوسط وأيضا أوروبا، وعموما أعنقد أن الجمهوريين سيركزون على الجانب الداخلي أكثر من الخارجي.
وأضاف: “وبالنسبة لجو بايدن إذا فاز حزبه في تلك الانتخابات فسيقوى مركزه في أوروبا وسيقوى نفوذه، ونحن نعتقد أن بايدن سيكون له دعم كبير في هذه الانتخابات”.
ومن واشنطن، قال د. تشارلز كبتشان مدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأمريكي سابقاً إنه يعتقد أن الجمهوريين إذا حصلوا على مقاعد أكثر في مجلس النواب فسيظل بايدن هو الرئيس حتى لو فاز الجمهوريون، لكنني لا أعتقد أن الأمر سيختلف بشكل كبير في قضايا تخص إيران أو الشرق الأوسط أو الحرب في أوكرانيا.
وأضاف: “أعتقد أن الجمهوريين لن يكونوا متحمسين مثل الديمقراطيين في دعم أوكرانيا، لكن سيقل هذا الدعم بشكل ما”.
وبالنسبة للعلاقات الأمريكية مع الصين، قال كبتشان: “لا أظن أنه سيكون هناك اختلافات كبيرة عن الوضع الحالي، فقط أعتقد أن الدعم الذي سيقدم لأوكرانيا سيقل لكن لن نلحظ أنه سيكون هناك اختلافات كبيرة إذا فاز الجمهوريون”.
ومن القاهرة، قال أحمد المسلمانى رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، إن الانتخابات الأمريكية في الواقع لم تعد انتخابات أمريكية، وإنما انتخابات عالمية، هناك عولمة لهذه الانتخابات، في معظم الدول انتخابات الداخل تخص الشعب لكن الناخب الأمريكي يذهب إلى صندوق الانتخابات لكي يصوت على موقف أمريكي من الصين وروسيا والشرق الأوسط وإيران وإفريقيا وأمريكا اللاتينية”.
واضاف: “الناخب الأمريكي بات ناخبا عالميا، وهذه الانتخابات باتت انتخابات عالمية رغم أنهم يقدمون الداخل على الخارج ومن ثم فإن عولمة الانتخابات الأمريكية متغير خطير في العالم لأن هناك شخص يمارس الديمقراطية ربما على حساب آخرين في العالم”.
وأوضح المسلماني أن العالم لم يكن ليكترث نهائيا بانتخابات الكونجرس فيما قبل، كان أقصى اهتمامات العالم انتخابات الرئاسة الأمريكية، أما المتخصصون فقط هم المهتمون بانتخابات الكونجرس، الآن انتخابات الكونجرس أصبحت حدثا عالميا الكل يراقب هذه الانتخابات، هل سيحصل الجمهوريون على مجلس النواب أم لا، هل سيستمر الديمقراطيون في المجلسين أم لا، ماذا سيحدث إزاء أوكرانيا؟.
والجزء الثاني من حلقة “مدار الغد” ناقش استراتيجية تعامل الولايات المتحدة مع الصين.
فهناك توقعات بتغييرات كثيرة داخليا وخارجيا إذا ما فاز الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ولكن هل تطال هذه التغيرات استراتيجية التعامل مع الصين، فالحزبان الجمهوري والديمقراطي يعتبران الصين الخطر الأكبر الذي يهدد الولايات المتحدة، ولذا فمن المتوقع أن تستمر السياسة الأمريكية في دعم تايوان مع تشديد الإجراءات التجارية علنا وسرا لمجابهة بكين.
من واشنطن، قال د. ريتشارد وايتز خبير الأمن والاستراتيجية العسكرية في مؤسسة ويكي ستراد، إنه لا يعتقد أن الوضع سيتغير بشكل كبير إذا فاز الجمهوريون بانتخابات التجديد النصفي، مؤكدا أن الصين وسياساتها وتايوان وسياستها يعتبروا نقاط تخص الديمقراطيين، لن يكون هناك تغير إذا جاء الرئيس ترامب مرة أخرى، والذي كان قد بدأ في علاقات واتفاقات مع الصين وقد أكملها الرئيس بايدن.
وتابع: “أنا لا أرى أنه سيكون هناك تغيرات في السياسات الأمريكية تجاه الحكومة الصينية، كما أن العلاقات مع تايوان لن تتغير أيضا”.
وأضاف وايتز: “الاختلاف الوحيد إذا فاز ترامب هو أن حزبه ستكون علاقاته بالصين أكثر تدخلا، وسيسعي لأن يغيّر في طبيعة العلاقات بين البلدين”.
