انتخابات الليكود.. أول تحد داخلي جاد لنتنياهو
من المقرر أن يتوجه عشرات الآلاف من أعضاء حزب الليكود، الخميس، إلى صناديق الاقتراع، فيما سيكون أول تحد داخلي جاد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القابع في السلطة منذ أكثر من عقد.
ويأمل السياسي الإسرائيلي المخضرم، جدعون ساعر، في الإطاحة بنتنياهو، أطول زعيم إسرائيلي بقاء في السلطة، الذي أصابه الضعف جراء اتهام بالفساد، ما قد يضطره إلى مغادرة منصبه، إضافة إلى فشله في تشكيل حكومة هذا العام.
وقال عوفير كونغ، الخبير في الانتخابات الإسرائيلية، إنها المرة الأولى منذ 14 عاما، التي تشهد فيها البلاد “متحديا قديرا” لقيادة الليكود.
ورغم أن ساعر ما زال الأقل حظا في الاستطلاعات، إلا أنه حقق بعض النجاح قبل اقتراع 26 ديسمبر/ كانون الأول بين الأوفياء للحزب.
وساعر مستشار سابق ووزير حكومي سابق في حكومات نتنياهو، ويعتبر نجما صاعدا في الليكود ووريثا محتملا مستقبلا.
لكن في حين ينتظر آخرون بصبر تنحي نتنياهو، كان ساعر الوحيد الذي تجرأ على مناطحته.
يواجه نتنياهو تهم رشوة وتزوير وخرق ثقة في 3 قضايا فساد اتهم فيها بتقديم مجاملات تشريعية أو تنظيمية مقابل هدايا فاخرة أو تغطية إعلامية موالية.
وينفي نتنياهو ارتكاب أي خطأ، وشن حملة غاضبة ضد وسائل الإعلام ومسؤولي إنفاذ القانون الذين قال إنهم مصرون على الإطاحة به من منصبه.
وظاهريا يدعم أعضاء الليكود بقوة زعيمهم وانضموا إلى المنددين بـ”الانقلاب” ضده، إلا أن ظهور ساعر بدأ في إظهار بعض التصدعات.
وفي الوقت الذي دعا فيه معارضو نتنياهو من مختلف الأطياف السياسية لاستقالته بسبب مشاكله القانونية، استمر ساعر بالقول بأن الحزب يحتاج إلى زعيم جديد، لأن نتنياهو لم يتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية مستقرة.
وخلال إطلاق حملته الانتخابية في وقت سابق هذا الشهر، تعهد ساعر بتشكيل حكومة بقيادة الليكود، وإنقاذ المعسكر الوطني، وتوحيد شعب إسرائيل.
وتشير استطلاعات رأي أجريت مؤخرا إلى أنه في حال فوز ساعر، سيشكل الليكود كتلة أكثر قوة مع حلفائه الطبيعيين، الأرثوذكس والمتطرفين.
وسيسهل على ساعر أيضا تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب “أزرق أبيض” الوسطي، كما هو متوقع، إذا أسفرت انتخابات مارس/ آذار المقبلة عن طريق مسدود مثل التصويتين السابقين.
وقال كونج “الانتخابات شيء لا يمكن التنبؤ به، سباق لا يمكن التنبؤ به، لذلك قد نستيقظ صباح الجمعة على مفاجأة كبيرة”.
واستبعد حزب أزرق وأبيض العمل مع نتنياهو بسبب مشكلاته القانونية.
حتى في خضم الفوضى السياسية، فإن تحدي ساعر مناورة محفوفة بالمخاطر في حزب يقدّر قيمة الولاء، وله أربعة قادة فقط طوال تاريخه، الذي يتجاوز 70 عاما.
ومن جانبه، ندد نتنياهو بساعر، ووصفه بـ”المخرب”.
