بعد نحو 10سنوات مما يسمى بالربيع العربي، وبعد نجاح الحركات السياسية المنتمية لتيار الإسلام السياسي في الوصول إلى سدة الحكم في عدة دول عربية، بدأ مشروع الإسلام السياسي في تراجع يوصف من قبل كثيرين بالانهيار.
فبعد مصر وتونس، جاءت خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية، التي فاز بها حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي سيشكل الحكومة بقيادة عزيز أخنوش، الذي تم تكليفه من قبل العاهل المغربي.
سقوط مدوي
بداية، قال أستاذ العلوم السياسية، تاج الدين الحسيني، إن خسارة تيار الإسلام السياسي الانتخابات التشريعية في المغرب أمر عادي لأبعد الحدود، موضحا أن الحزب حكم لفترة كبيرة، ولكن سقوطه كان مدويا ومفاجئا حتى لأعضائه.
وأضاف تاج الدين، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن حزب العدالة والتنمية لم ينجح في سباق البرامج، التي قد تلبي حاجة المغاربة بشكل كامل، مشيرا إلى أن الحزب لا يتوفر على الأطر الكفء لمواجهة التحديات الراهنة، خاصة وأنه لا بد أن يتتم اتخاذ مواقف صارمة تجاه عدد من القضايا الحساسة.
كما أوضح تاج الدين، أن رئيس الحكومة المغربية ينبغي أن يتميز بعدد من الصفات الاستثنائية ولم تتوفر في العدالة والتنمية”، مؤكدا أن سعد الدين العثماني رئيس حزب العدالة والتنمية فشل في الحصول على مقعد نائب برلماني في دائرته.
نهاية التاريخ
ومن القاهرة، أكد مدير مركز الأهرام للدراسات، الدكتور محمد فايز فرحات، أن تنظيم الإخوان عندما وصل إلى السلطة في مصر كان من المفترض أن يتنازل عن فكرة الجماعة.
وأضاف فرحات، أن الإخوان نظروا إلى السياسة نظرة دينية، ونظروا إلى الصراع بين التيارات الإسلامية وغير الإسلامية على أنه صراع بين الدين وغير الدين، موضحا أنهم اعتبروا وصولهم للسلطة نهاية التاريخ.
كما أكد فرحات: “كان يجب أن يراجعوا أنفسهم، لكن للأسف لم يقدموا أي مراجعات فكرية، أو أي اعتذار للمجتمع عما وقعوا فيه من أخطاء ولكن اتجهوا نحو التشدد أكثر وأكثر، بالإضافة إلى أنهم مارسوا الإرهاب ضد الدولة، لذلك لا يوجد أمل لهم في مصر”.
وعين العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الجمعة، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، رئيسا للحكومة، وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة.
واستقبل العاهل المغربي، الجمعة، في القصر الملكي بفاس، عزيز أخنوش، وفقا لبيان صادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة.
يأتي ذلك إثر تصدر حزب أخنوش لنتائج الانتخابات التشريعية، التي شهدتها البلاد يوم الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري.
وقال رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، إنّ فوز حزبه بالانتخابات البرلمانية في المغرب يعكس إرادة شعبية للتغيير، في ظل هزيمة مدوية لحزب العدالة والتنمية، الذي تولى رئاسة الحكومة لنحو عقد.
ويتولى أخنوش، وهو رجل أعمال ثري، وزارة الزراعة منذ العام 2007، كما أنّه لعب دورا أساسيا في تشكيل الحكومة المنتهية ولايتها وتولى فيها حزبه وزارات أساسية مثل الاقتصاد والمالية والصناعة والسياحة.
كما شارك في الحكومات المتعاقبة منذ 23 عاما، باستثناء فترة قصيرة بين 2012 و2013.
