انتخابات للكنيست وسط تراجع شعبية الأحزاب اليسارية بإسرائيل
قبل أيام من انتخابات الكنيست، تشير استطلاعات للرأي في إسرائيل إلى تراجع حاد في شعبية الأحزاب اليسارية والتي كانت في الماضي تمثل القوة الحاكمة. في المقابل بات اليمين بتوجهاته العلمانية أو الدينية هو الحاكم.
تاريخيا، فإن اليسار هو الذي أسس إسرائيل وأنشأ فيها الكيبوتسات التي كانت تجمعات سكنية اشتراكية. فالمؤسس بن جوريون ومن بعده جولدا مائير كانا من حزب العمل الذي تبدل اسمه أكثر من مرة وهو نفسه الحزب الذي قاد احتلال الضفة الغربية وسيناء والجولان ولكنه سرعان ما بات العنوان السياسي لتسوية مع العرب بقيادة إسحق رابين.
وحسب استطلاعات الرأي فإن حزب العمل قد يحصل على ستة مقاعد فقط.
ويقول المحلل السياسي مازن الجعبري، إن وقف المفاوضات في نهاية عام 1999 وراء هذه التغيرات. مشيرا إلى أن إيهود باراك استطاع إنهاء ما يسمى حركة السلام داخل إسرائيل.
ويدعم حزب العمل التسوية السياسية لكن دون الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة بما فيها القدس.
أما حزب ميرتس الذي يطالب بالانسحاب فقد لا يتجاوز نسبة الحسم والذي بات يمثل المثليين والحركة النسوية مع مشاركته الواسعة في المظاهرات المطالبة بالإطاحة بنتياهو التي لم تنجح.
وقد أضحت توجهات المجتمع الإسرائيلي أقرب لليمين. بينما اختفت الشخصيات الكاريزمية في اليسار، وآخرها كان إيهود باراك الذي كان آخر رئيس وزراء يساري قبل عشرين سنة، وهو من فشل أيضا في إبرام اتفاق نهائي مع ياسر عرفات.
وخلال الانتفاضة الثانية وجه اليمين اللوم لليسار بتضييع الهيبة العسكرية. ليكون شعار اليمين من بعدها , أمنٌ قوي واقتصاد يعتمد على الرأسمالية لتفقد إسرائيل وجهها الإشتراكي تماما بخصخصة كل شيء”.
