أطلقت قوات الأمن في ميانمار النار لتفريق محتجين عند محطة للكهرباء يوم الأحد وانتشرت عربات مدرعة في المدن الرئيسية في الوقت الذي يواجه فيه الحكام العسكريون الجدد تاسع يوم من المظاهرات الرافضة للانقلاب والتي شهدت خروج مئات الآلاف إلى الشوارع.
وانتشرت قوات عند محطات توليد الكهرباء في ولاية كاشين الشمالية مما أدى لاندلاع مواجهة مع المتظاهرين الذين قال بعضهم إنهم يعتقدون أن الجيش يعتزم قطع الكهرباء.
وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق المحتجين أمام إحدى المحطات في ميتكيينا عاصمة ولاية كاشين حسبما أظهرت لقطات حية بثت على فيسبوك ولكن لم يتضح إن كانت القوات تستخدم الرصاص المطاطي أو الذخيرة الحية.
وتم اعتقال صحفيين اثنين من محطة 74 ميديا ،التي كانت تبث على الهواء مباشرة من موقع المواجهة، بالإضافة إلى ثلاثة صحفيين آخرين وذلك حسبما قالت المحطة على منشور على فيسبوك.
وبحلول المساء ظهرت عربات مدرعة في العاصمة التجارية يانجون وميتكيينا وسيتوي ، عاصمة ولاية راخين ، وأظهرت لقطات حية بثتها وسائل الإعلام المحلية عبر الإنترنت ، أول انتشار واسع النطاق لهذه المركبات في جميع أنحاء البلاد منذ الانقلاب.
وبعد منتصف الليل بقليل تحدث سكان ميانمار عن انقطاع الإنترنت. وقالوا إنه لا يمكن الوصول لجميع شبكات الاتصالات الأربعة منذ الساعة الواحدة صباح الاثنين (1830 بتوقيت جرينتش). وكانت خدمة الانترنت قد انقطعت في جميع أنحاء البلاد في الأيام الأولى بعد الانقلاب.
وأصدرت السفارات الغربية من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا و 11 دولة أخرى بيانا في ساعة متأخرة من مساء الأحد دعت فيه قوات الأمن إلى “الكف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين والمدنيين الذين يحتجون على الإطاحة بحكومتهم الشرعية”.
وحثت السفارة الأمريكية في ميانمار مواطنيها على “الاحتماء بأماكن وجودهم” مشيرة إلى تقارير عن تحركات عسكرية في يانجون. كما نبهت إلى احتمال حدوث انقطاع في الاتصالات خلال الليل بين الواحدة بعد منتصف الليل والتاسعة من صباح الاثنين.
وإلى جانب الاحتجاجات الحاشدة في أنحاء ميانمار يواجه الحكام العسكريون للبلاد إضرابا من موظفي الحكومة في إطار حركة عصيان مدني للاحتجاج على الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المدنية بقيادة أونج سان سو تشي.
* عصيان مدني
وفي أحدث مؤشر على تعطيل العمال للعمل ، قالت إدارة الطيران المدني في بيان إن العديد من الموظفين امتنعوا عن الذهاب إلى العمل منذ الثامن من فبراير شباط مما تسبب في تأخير الرحلات الدولية. وأضافت أنه تم اعتقال أربعة من مراقبي الحركة الجوية يوم الخميس ولم يعرف أي شيء منذ ذلك الحين.
وقال طيار ، طلب عدم نشر اسمه خوفا من الانتقام، إن مئات من موظفي الإدارة أضربوا عن العمل. وأضاف أن الجنود كانوا يحاصرون المطار الدولي في يانجون في وقت متأخر من ليل الأحد.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن القطارات توقفت أيضا في مناطق من البلاد بعد أن رفض الموظفون الذهاب إلى العمل، بينما نشر الجيش جنودا في محطات توليد الكهرباء حيث واجهتهم حشود غاضبة.
وأمر المجلس العسكري موظفي الحكومة بالعودة إلى العمل ، مهددا باتخاذ إجراءات.
*احتجاجات في أنحاء البلاد
وتظاهر مئات الآلاف في أنحاء البلاد بعد ليلة مروعة شكل خلالها السكان دوريات.
خرج طلبة الهندسة في مسيرة إلى وسط مدينة يانجون كبرى مدن البلاد، مرتدين ملابس بيضاء ورافعين لافتات تطالب بالإفراج عن الزعيمة أونج سان سو تشي المحتجزة منذ الانقلاب والمتهمة باستيراد أجهزة اتصال على نحو مخالف للقانون.
وفي إطار أكبر احتجاجات منذ أكثر من عقد، مر موكب من الدراجات النارية والسيارات في أنحاء العاصمة نايبيداو. وفي بلدة داوي الساحلية في الجنوب الشرقي قرعت فرقة الطبول بينما كانت الحشود تسير تحت أشعة الشمس الحارقة. وفي وايماو بولاية كاشين حملت الحشود الأعلام ورددت الأغاني الثورية.
ورفع كثير من المحتجين في جميع أنحاء البلاد صورا لسو تشي.
ومن المقرر أن تنتهي فترة احتجازها يوم الاثنين. ولم يتسن التواصل مع محاميها للتعليق.
وقالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين، وهي جماعة مراقبة، إن عدد المحتجزين منذ الانقلاب تجاوز 384، في موجة من الاعتقالات الليلية في الغالب.
وتجمع سكان في ساعة متأخرة من مساء السبت للقيام بدوريات في شوارع يانجون وماندالاي، ثاني كبرى مدن البلاد، خوفا من المداهمات ووقوع جرائم بعد أن أمر المجلس العسكري بالإفراج عن آلاف السجناء.