المشهد العام في اليمن، أصبح على أبواب مرحلة جديدة، بحسب تحليل الدوائر السياسية في القاهرة، والتي أكدت أن «الانقلاب داخل الانقلابيين» سوف يفتح صفحة جديدة للعملية السياسية في اليمن، بالعودة إلى المسار السياسي على أساس المرجعيات الثلاث وهي: المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216 ..وهو ما يتفق مع تأكيد وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، بدعم الشعب ضد الانقلاب من أجل عودة الشرعية واستعادة الدولة والعودة إلى المسار السياسي «الذي نمد يدنا فيه لكل القوى السياسية».
وتشير الدوائر السياسية في القاهرة، إلى أن الواقع الجديد في اليمن ليس مجرد «حالة عابرة»، ولكنها انتفاضة شعبية شملت العاصمة صنعاء و6 محافظات أخرى، كشفت عن «ثورة شعبية» انفجرت في الوضع القائم باليمن، الذي تسبب في معاناة انسانية للشعب اليمن على مدى نحو ثلاث سنوات، مارست خلالها ميليشيات الحوثيين كل أشكال الظلم والقهر والعسف، ونهب ممتلكات الدولة والسيطرة على مقدرات البلاد.
وكشفت الدوائر السياسية، عن «حالة الوعي المتأخرة» للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، مدركا ثلاثة عناصر كانت حاكمة في انتفاضته ضد الحوثيين وهي: أولا أن الكلمة العليا في المواجهات العسكرية منذ إطلاق «عاصفة الحزم» كانت لصالح قوات التحالف، والدعم العربي والدولي لأهداف التحالف الداعم للشرعية في اليمن .. وثانيا: اكتشافه خديعة الحوثيين له ولحزب المؤتمر، وعدم التزام اتفاقات الشراكة مع المؤتمر الشعبي، وتدعيم معسكراتهم بالأسلحة والقوات في «صعدة»، وأن كلمة إيران هي النافذة لدى الحوثيين .. وثالثا: أن الشعب اليمني أصبح مضغوطا لدرجة الانفجار، وبات هناك توجه بأن فترة حكم علي عبدالله صالح كانت أفضل لأنها كانت في إطار مفهوم الدولة.
ومن جانبه قال المحلل السياسي اليمني، فهد العريقي، إن المشهد العام في اليمن يؤكد أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو اللاعب الرئيسي على الساحة بحكم الواقع، الذي يحدث حاليا، والقوات العسكرية التابعة له تسيطرعلى العاصمة صنعاء، والأمور في صالحه حتى الآن.
وتترقب الدوائر السياسية في القاهرة، خطوة وصفتها بـ «الجادة » من جانب الرئيس السابق علي عبد الله لصالح، باتجاه دول التحالف العربي، لبدء مشاورات حول الوضع في اليمن، والتنسيق من خلال جبهة موحدة تكتب نهاية « ميليشيات الحوثيين والتدخل الإيراني» وبدعم من قوات التحالف بوقف القصف، حتى يشعر الشعب اليمني بالتغيير المنشود للأمن والاستقرار والحفاظ على كيان الدولة اليمنية.
ويؤكد المحلل السياسي اليمني، الدكتور محمد جازم، أن القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، سيطرت على مواقع عدة في العاصمة صنعاء، غداة اشتباكات مسلحة مع ميليشيات الحوثيين شركائها في الانقلاب، وهذا كان متوقعا في ظل الصراع بين عبدالملك الحوثي الذي ينفذ أجندة إيرانية، وعلي عبدالله صالح الذي لا يريد سوى السلطة في اليمن.. ولكن الانتفاضة اليمنية قالت وستقول كلمتها في هذه المرحلة من تاريخ اليمن التي تتطلب ـ بحسب بيان قوات التحالف العربي ـ «التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية، بمن فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران».
