أدانت كتل وتجمعات إعلامية فلسطينية اعتداء عناصر أمن مهرجان حركة فتح بذكرى رحيل القائد ياسر عرفات على عدد من الصحفيين ومنعهم تغطية المهرجان الذي عقد في ساحة السرايا في قطاع غزة أمس.
وسادت حالة من الغضب الشديد في صفوف الطواقم الصحفية والإعلامية نتيجة التعامل السيئ الذي تعرضوا له خلال تغطيتهم للمهرجان.
وأكد صحفيون فلسطينيون تعرضهم للاعتداء والسب والإهانة من قبل أمن المهرجان التابع لحركة فتح رغم إظهارهم البطاقات الصحفية التي استلموها لتسهيل مهمة الصحفي خلال تغطية المهرجان.
وقال فتحي صباح، مراسل صحيفة الحياة اللندنية في منشور له على فيسبوك، “منع الصحفيين من التغطية واحتكارها من قبل تليفزيون فلسطين فقط خلال إحياء فتح ذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات والاعتداء على الصحافيين وشتمهم بألفاظ نابية معيب وشائن ومستنكر.
وأضاف “كان على أمن المهرجان احترام الصحفيين وتقديرهم واحترام ذكرى القائد الرمز”، مطالبا بالاعتذار لكل الصحفيين عن الاعتداء، وقال “على نقابة الصحفيين أن تتخلى عن حزبيتها وتدين الاعتداء وتستنكره بدلا من تبريره والقول إنها تواصلت مع حركة فتح”.
أما محمد الداعور، مراسل فضائية القدس، قال في منشور له على “فيسبوك :”إن ما تعرض له الصحفيون في مهرجان أبو عمار إهانة كبيرة، تتطلب الاعتذار من حركة فتح التي غضت بصرها عن ما يتعرض له الصحفيين من عناصرهم”.
وكتب أحمد شلدان، مراسل قناة الميادين في منشور آخر، “طالما أن هناك قرارا بعدم تغطية الصحفيين لفعالية أو مهرجان ما .. فمن الخطأ دعوتهم وتوفير بطاقات لهم ومن ثم تعريضهم إلى هذا الكم من الإهانة.. هذا غير مقبول”.
نقابة الصحفيين الفلسطينيين من جهتها أبلغت حركة فتح استنكارها الشديد لما حدث من بعض رجال أمن تنظيم مهرجان الوحدة والدولة في الذكرى 13 لاستشهاد القائد الزعيم ياسر عرفات .
وقالت نقابة الصحفيين “إنها ستتابع ما حدث مع قيادة الحركة من اجل اتخاذ الإجراءات المناسبة خلال الساعات المقبلة”.
بدورها استنكرت كتلة الصحفي الفلسطيني، بشدة الاعتداء الذي تعرض له الصحفيون أثناء تغطيتهم المهرجان.
وطالبت كتلة الصحفي، الجهات المسؤولة عن الاعتداء بالاعتذار لهم، ودفع تعويضات عن كافة الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت بهم.
وفي بيان لها قالت “إن ما حدث خرق واضح وخطير للحريات الإعلامية، لذا فإنه يستوجب محاسبة كل المتورطين فيه وعدم الصمت عليه، لأنه سيشجع على المزيد من الانتهاكات والاعتداءات بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
كما دعت وزارة الداخلية في غزة، والتي أعلنت تأمين المهرجان بنجاح، إلى فتح تحقيق في حوادث الاعتداء على الصحفيين ، وشددت على أن واجب الجهات الأمنية الحفاظ على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بدلًا من الاعتداء عليهم، باعتبار حرية العمل الصحفي مكفولة وفق القانون، ولا يجوز لأحد منعها أو تقييدها.
بدوره، أدان التجمع الإعلامي الفلسطيني بأشد العبارات أشكال الاعتداء كافة التي تعرض لها الزملاء الصحفيون خلال تغطيتهم فعاليات مهرجان ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأعرب التجمع في بيان له، عن تضامنه ووقوفه الكامل مع الزملاء المعتدى عليهم، مؤكدًا ضرورة تقديم الاعتذار لجموع الصحفيين، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات.
وطالب بفتح تحقيق جاد لمحاسبة المتورطين في الاعتداء الذي رأى فيه انتهاكا خطيرا للحريات الإعلامية، كما طالب الأجسام الصحفية الفلسطينية كافة بالإسراع في إعادة ترتيب البيت الصحفي الفلسطيني، بما يضمن تشكيل جسم نقابي قادر على الدفاع عن الصحفيين في مواجهة كافة أشكال الانتهاك الداخلي و”الإسرائيلي” التي يتعرضون لها.
