انتقادات لخطط أوروبية لتمويل مشروعات محطات نووية وغازية
وجه نشطاء يدافعون عن البيئة وعدد من الأحزاب السياسية الحاكمة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انتقادات فورية لمسودات خطط الاتحاد التي ستسمح ببقاء الطاقة النووية والغاز الطبيعي جزءا من مسار التكتل وصولا إلى مستقبل صديق للمناخ.
اقترحت المفوضية الأوروبية- الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- في المسودة النهائية للخطط والتي اطلعت عليها الأسوشيتدبرس، نظام تصنيف لتحديد ما يمكن اعتباره استثمارا في الطاقة المستدامة.
ستسمح الخطط في ظروف محددة بتضمين الطاقة النووية والغاز الطبيعي كجزء من مزيج الطاقة.
هذه الخطط سوف يكون لها تأثير بالغ على الاقتصادات التي تعتمد الطاقة النووية مثل فرنسا وكذلك على محطات الطاقة الألمانية التي تعمل بالغاز، إذ ربما كانت ستجد نفسها مجبرة على إحداث تغييرات أساسية في استراتيجياتها.
استخدام الطاقة يتحمل مسؤولية 75% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي ينتجها الاتحاد الأوروبي، ومن ثم تمثل ركنا أساسيا في مساعي الكتلة المؤلفة من 27 دولة للوفاء بالتزاماتها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ما زالت الخطط بحاجة لدعم الأغلبية الضخمة من بلدان الاتحاد، إضافة إلى أغلبية بسيطة في البرلمان الأوروبي.
بيد أن الزخم الأولي من قبل المفوضية الأوروبية يمثل عنصرا أساسيا لتمرير الإجراء.
قالت فرانزيسكا ماريا كيلير- تعرف أيضا باسم سكا كيلير – رئيسة تكتل حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، إن ”تصنيف الاستثمارات في الغاز والطاقة النووية على أنها مستدامة يتعارض مع الصفقة الخضراء(الأوروبية)”.
الصفقة الأوروبية الخضراء هي أول خطة رسمية إقليمية شاملة في العالم لتحقيق التنمية المستدامة أطلقها الاتحاد الأوروبي بهدف جعل التكتل محايدا مناخيا وبيئيا بحلول عام 2050.
كانت فرنسا قد طلبت إدراج الطاقة النووية ضمن ما يسمى بـ ”التصنيف” بحلول نهاية العام، حيث قادت تلك الدعوة مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي تشغل محطات للطاقة النووية وتريد جعلها مؤهلة للحصول على تمويل صديق للبيئة.
قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمون بيون إن المقترح جيد على المستوى التقني وأصر اليوم الأحد على أن التكتل الأوروبي ”لا يمكن أن يصبح محايدا للكربون بحلول عام 2050 بدون طاقة نووية”.
ألمانيا، أكبر اقتصادات الاتحاد الأوروبي، نزعت للاتجاه الآخر، حيث أغلقت نصف المحطات النووية الست التي ما زالت قيد التشغيل أمس الأول الجمعة، قبل عام من إعلانها إسدال الستار تماما على استخدامها المستمر منذ عقود للطاقة الذرية.
الغاز وقود أحفوري ملوث، لكنه ما زال مصنفا كتقنية انتقالية من قبل الاتحاد الأوروبي وصولا لمستقبل طاقة أنظف.
