اليوم الثاني لمؤتمر «فتح» السابع بلا إنجازات تذكر

واصل المؤتمرون في مدينة رام الله اليوم الأربعاء، فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العام السابع لحركة «فتح»، بعد أن شهد اليوم الأول تعيين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منصب رئيس الحركة، في إطار أنه كان المرشح الوحيد لشغل ذلك المنصب بعد حالة الإقصاء والتغييب التي مارسها ضد غالبية القيادات المؤثرة داخل الحركة على مدار الشهور الماضية.

وبدأت الجلسة الصباحية بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي من المفترض أن يلقي كلمته في الجلسة المسائية، لتخضع فيما بعد للنقاش من قبل أعضاء المؤتمر، وفي حال تمت المصادقة عليها ستصبح البرنامج السياسي الجديد لحركة «فتح».

وللمرة الأولى، شارك ممثلون عن حركة «حماس»، في مؤتمر حركة «فتح» الذي بدأت أعماله يوم أمس الثلاثاء، وألقى خلاله رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، كلمة قرأها نيابة عنه أحد نواب الحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني.

وقال مشعل في كلمته، «نحن في حركة حماس، جاهزون لكل مقتضيات الشراكة معكم في فتح، ومع كل الفصائل والقوى الوطنية».

يشار إلى أن حركة «حماس»، كانت قد منعت أعضاء حركة «فتح» عام 2009، من الخروج من قطاع غزة إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر السادس الذي عقد في مدينة بيت لحم.

ولم تنجح عدة محاولات للمصالحة بين الحركتين منذ أن سيطرت «حماس» في يونيو/ حزيران 2007، بقوة السلاح على قطاع غزة، وكافة مؤسسات السلطة الفلسطينية هناك.

وتستمر أعمال المؤتمر الذي بلغ عدد أعضائه 1400 عضو، خمسة أيام، بحسب ما أعلن المتحدث باسم المؤتمر، ما يعني نصف عدد أعضاء المؤتمر السادس الذي عقد في العام 2009، والذي بلغ حينه 2800 عضوا.

ويشارك في المؤتمر 250 عضوا من قطاع غزة، من أصل 380 كان من المفترض حضورهم.

وهذا هو المؤتمر الأول لحركة «فتح» منذ سبع سنوات. ومنذ تأسيسها في 1959، لم تعقد «فتح»، سوى ستة مؤتمرات كان آخرها في 2009 في بيت لحم، علما بأنه كان الأول في الأراضي الفلسطينية وجاء بعد عشرين عاما من المؤتمر الخامس.

وأصدرت كوادر حركة «فتح» في قطاع غزة، في وقت سابق بيانا يتناول تداعيات التحضير لانعقاد المؤتمر السابع للحركة في مبنى المقاطعة بمدينة رام الله، مشيرين إلى حالة الإقصاء والتهميش التي تعمدها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ضد كوادر وقيادات الحركة في قطاع غزة والضفة الغربية.

ويبدو أن هناك حالة من الاصطفاف الشديد خلال أيام انعقاد المؤتمر، وهناك علامات غضب واضحة وقوية لدى قيادات فتحاوية تاريخية بدأت تترجم بمنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يعبرون من خلالها عن غضبهم واحتجاجهم على شطب أسمائهم من المؤتمر وإلغاء تمثيلهم.

  • عن حركة «فتح»

تعتمد حركة «فتح»، على مفهوم القيادة الجماعية في إدارة شؤون التنظيم من الداخل. وتقصد الحركة بمفهوم «القيادة الجماعية»، وجود مؤسسات قيادية مؤلفة من هيئات مختلفة لأعمال القيادة التشريعية والاستشارية والتنفيذية، تتشكل من مجموعة أعضاء يتساوون في الحقوق والواجبات، وتؤخذ داخلها القرارات، بموجب أغلبية محددة وفقاً للأصول.

ويعتبر المؤتمر العام لحركة «فتح»، أول الأجهزة القيادية وأهمها، فهو أعلى سلطة قيادية في الحركة، ومن المفترض أن ينعقد المؤتمر العام مرة كل سنتين أو ثلاثة سنوات على أكثر تقدير، بدعوة من اللجنة المركزية أو نصف أعضاء المجلس الثوري للحركة، ويضم المؤتمر: أعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية، وممثلي الأقاليم، وأعضاء المجلس العسكري، وكفاءات حركية.

وعقدت الحركة قبل هذا المؤتمر، ستة مؤتمرات عامة، كان أولها قبل الانطلاقة عام 1964، وانعقد المؤتمر الثاني عام 1968 بالزبداني في سوريا، وانعقد المؤتمر الثالث عام 1971، ثم انعقد المؤتمر الرابع في دمشق عام 1980، أي بعد تسع سنوات، وحظي بتغطية إعلامية فلسطينية وعربية ودولية واسعة، وانعقد المؤتمر الخامس في تونس عام 1989، وانعقد المؤتمر السادس بمدينة بيت لحم الفلسطينية عام 2009.

  • «لا يوجد بديل لعباس»

على الرغم من أن حركة «فتح»، تعتبر حركة جماهيرية غزيرة بقياداتها التاريخية، إلا أن الأعضاء الذين حضروا المؤتمر السابع، كانوا مصممين على أنه لا يوجد بديل لرئاسة الحركة سوى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح»، في تصريحات لوكالة «الأناضول»، إن «عباس سيلقي مساء اليوم كلمة مطولة تستغرق ما يزيد عن ساعتين، تحتوي على ما يزيد عن 60 نقطة تتناول الأوضاع الفلسطينية الحالية والرؤية المستقبلية داخل الأراضي الفلسطينية».

وأضاف مقبول، «كلمة الرئيس عباس ستخضع للنقاش يوم الخميس من قبل أعضاء المؤتمر، وفي حال أقرت ستصبح البرنامج السياسي للحركة».

وتابع مقبول، «لم يكن هناك تفكير في بديل للرئيس، كان هناك اتفاق وتوافق في اللجنة المركزية لحركة فتح، أنه (عباس)، هو الرئيس القادم، باعتبار أهمية وجوده في المرحلة المقبلة».

  • المصالحة مع «حماس» 

قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق، إن التقدم بملف المصالحة الفلسطينية ينتظر نتائج المؤتمر السابع لحركة «فتح»، وأن حركة «حماس» تأمل أن يؤدي ذلك بحركة «فتح» إلى الذهاب باتجاه تنفيذ المصالحة التي تم الاتفاق عليها سابقا.

وأضاف حمدان في حديث لـ«الخليج أونلاين»، «نحن بحاجة لدعم كل الأطراف العربية التي ساهمت في دفع المصالحة قدماً إلى الأمام. هناك دعوة مصرية، ونأمل أن يكون بجانبها إسناد عربي كامل، لاسيما من الدول التي رعت المصالحة في محطات وفترات مختلفة مثل السعودية وقطر».

وكانت حركة «حماس»، أكدت في وقت سابق، أن حوارات المصالحة مع حركة «فتح»، توقفت بسبب إصرار عباس، على شروطه خلال لقائه قيادة حماس بالدوحة، الشهر الماضي، والذي جرى برعاية قطرية.

  • قلق عربي من نتائج المؤتمر

كشفت الدوائر السياسية العربية عن مخاوف من الخطوات القادمة، نتيجة تداعيات نتائج مؤتمر حركة «فتح» السابع، من إشهار الانقسام وتوجيه ضربة قاضية لأكبر الحركات الوطنية الفلسطينية، وأن التداعيات المترتبة على ذلك تفتح الأبواب واسعة لشرور كثيرة تهدد مسار ومصير القضية الفلسطينية، فضلا عن أن سجلات الأطراف التي تدير المشهد لا تطمئن كثيراً، وأن مجرد ارتياح إسرائيل وسعادتها بما يجري، لابد أن يرفع منسوب القلق ومؤشراته، لأن الموقف من الاحتلال ظل العنوان الغائب.

وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يسعى من خلال المؤتمر السابع لحركة «فتح»، إلى تصفية أعدائه، وتوريث ابنيه ياسر وطارق، السلطة وقيادة حركة «فتح».

وأضافت الصحيفة في تقرير لمحللها السياسي آساف جيبور، أن هذه المساعي التي يقوم بها عباس لا تحظى بإعجاب القاهرة، وأن مصر والجامعة العربية، تمارسان ضغوطاً مكثفة عليه من أجل تعيين نائب له، لكنه (عباس) يواصل رفض الخيار، وأن مصر تشعر بعدم الرضا تجاه عباس، بينما تريد الجامعة العربية من عباس أن يستقيل.

فيما أكدت الصحيفة، أنه في ظل الموقف المصري وموقف الجامعة العربية، يبرز الموقف الإسرائيلي الذي لا يفضل أحداً سوى عباس، لإدراكها أن التنسيق الأمني لم يصل إلى الحد الذي وصل إليه في ظل قيادة محمود عباس للسلطة الفلسطينية، «وهو ما تحبه إسرائيل فيه».

ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد خروب، «ليس مهماً الآن الزعم بأن المؤتمر السابع قد انتخب قيادة جديدة، وأن أسماء قد برزت وأخرى تراجعت، بل المهم هو أنه لن يصدر عن هذا المؤتمر أية برنامج سياسي نضالي جديد، ما يجعله مجرد مؤتمر تنظيمي جرى فيه تصفية أجنحة ومعسكرات وشخصيات لا تتماشى مع خطاب القيادة الحالية».

وأضاف خروب، لـ«الغد»، «إلا أنه ومهما كانت نتائج هذا المؤتمر، ستكون أكثر خطورة على تماسك الحركة. ما يمنح فرصة للكثيرين ممن يتربصون بقضية الشعب الفلسطيني ويسعون إلى تصفيتها والتخفف من أعبائها في الداخل الفلسطيني وخارجه الإقليمي، أن يعودوا لممارسة لعبتهم المفضلة، في اللعب على التناقضات الفلسطينية، ما يعيد إلى الأذهان مسار القضية الفلسطينية منذ ثورة العام 1936، حتى الآن».

وتابع خروب، «ليس مبالغة التوقع بأن المؤتمر السابع لحركة فتح، سيكون المؤتمر الأخير، لأن الحركة في ما يبدو وصلت إلى ذروة ضعفها، ما يصعب على المخلصين والوطنيين في صفوفها استعادة شبابها وتأثيرها».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]