انشقاق ثالث داخل “نداء تونس”.. و”السبسي”: سينعكس بالسلب على وضع البلاد
في خطوة قد تفاقم الصراع الدائر داخل الحزب الحاكم في تونس، أعرب شق ثالث مكون من 20 نائبا بالبرلمان دعمهم لاستقالة 32 من كتلة “نداء تونس”، في حين أعرب الرئيس عن انشغاله بما يحدث في الحزب وتأثيره على وضع الدولة، فيما يرى مراقبون أن الأزمة داخل “النداء” ربما ستؤدي إلى انقسام يفقده الأغلبية في البرلمان، ما يمثل فرصة ذهبية لـ”حركة النهضة” الإسلامي ليتصدر المشهد مرة أخرى بالأغلبية.
وكشف فوزي اللومي، نائب رئيس حزب حركة نداء تونس الذي أعلن دعمه للنواب المستقيلين، أن تيارا حداثيا داخل النداء يتكون من 20 نائبا في طور الاعداد.
وقال اللومي في حوار لراديو “موزايك” التونسي، “بعد الصراع بين حافظ ومرزوق هنالك طرف ثالث سيكون الأغلبية” مشيرا إلى أن هذا التيار الديمقراطي يضم كتلة مستقلة وكتلة في وسط الحزب فيها 20 نائبًا من الطرف الحداثي، وأن 17 نائبا في كتلة نداء تونس فقط يساندون شق حافظ قائد السبسي.
وكانت الكتلة البرلمانية لحزب نداء تونس انقسمت إلى مجموعتين، بعد استقالة 32 نائباً ينتمون إلى شقّ الأمين العام محسن مرزوق، ضد حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي، والذي يسعى للعب دور أكبر في الحزب، وأن هناك سعيًا لعقد مؤتمر يتم خلاله تعيين المساندين لشق ابن الرئيس في المراكز القيادية ويرفضون إجراء انتخابات، مما يشير إلى نية التوريث في الحكم وفقا لاعتقاد شق مرزوق.
وقررت الكتلة المجتمعة في مجلس المستشارين إجراء تغييرات استباقية في المناصب خلفا لبعض الأعضاء دون انتظار ما سيسفر عنه مشاورات حل الأزمة.
وفي سياق السعي للحفاظ على تماسك “النداء”، دعا رئيس حركة نداء تونس محمد الناصر، أعضاء الهيئة التأسيسية للحزب المنادين بعقد اجتماع الهيئة اليوم الخميس، إلى العدول عن هذه الدعوة، كما دعا في بيان نقلته الوكالة التونسية “وات” مساء أمس مجموعة النواب المستقيلين إلى التراجع عن قرارهم.
ومع اشتداد الصراع استدعى الأمر اجتماع الرئيس التونسي ومؤسس “النداء” بوفد عن المجموعة المستقيلة من الكتلة مكون 6 نواب في القصر الرئاسي، حيث أعرب عن انشغاله بما يحدث في الحزب وما قد يترتب عليه من انعكاسات على الوضع السياسي، إلا أن ذلك لم يثن النواب عن تأكيدهم على ضرورة عقد اجتماع للهيئة التأسيسية المقرر اليوم الخميس لبحث الحلول اللازمة.
ويرى مراقبون، أن الأزمة داخل “النداء” ربما ستؤدي إلى انقسام يفقده الأغلبية في البرلمان، مما يمثل فرصة ذهبية لـ”حركة النهضة” الإسلامي ليتصدر المشهد مرة أخرى بالأغلبية.
