انطلاق معركة «الأمعاء الخاوية».. والحكومة الفلسطينية تدعو إلى حملة لمساندة الأسرى

وجه القيادي الفلسطيني محمد دحلان اليوم الإثنين، التحية إلى أبطال الشعب الفلسطيني من الأسرى، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.

وكتب دحلان على صفحته على موقع فيسبوك: «لا كلمات تليق بمقام أسرى شعبنا في سجون الاحتلال، هؤلاء الذين اختاروا طريقًا يجودُ فيه الإنسان إما بحياته أو بحريته، فكان قدرهم أن يُمضوا زهرات شبابهم في زنازين باردةٍ ومعتمة، وسجلوا بثباتهم وصبرهم أعظم الأساطير، فكانوا بحق أول الحكاية ونبض القضية وأيقونة الكفاح».

وأضاف: «في يوم الأسير الفلسطيني، نقف فخورين بجبروت الأسرى وبطولاتهم وشجاعتهم، فقد باتوا بكل صدقٍ رموزًا لقضيتهم، وأمناء على وحدة شعبهم، فملكوا القلوب والعقول والجوارح، وكسروا معادلة الإذعان ليصبحوا مناراتٍ للتصدي والصمود والانتصار».

واختتم دحلان منشوره: «تحية إلى الأسرى الأبطال، وعهدًا أن نواصل بثباتٍ وعزيمةٍ مشوارنا الطويل الذي لن ينتهي إلا بتحريرهم، ليكملوا مع رفاق دربهم مشوار الحرية والاستقلال».

وتجدر الإشارة إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ 4900 أسير، منهم ألف أسير إداريا.

أطلق تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، اليوم الأحد، حملة إلكترونية دعماً وإسناداً وتضامناً مع الأسرى البواسل في سجون الاحتلال، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.

ودعا التيار كوادره وأعضاءه، والمؤسسات الإعلامية، والمجتمع المدني، وحقوق الإنسان ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التفاعل مع الحملة من خلال التغريد على هاشاتاج “#يوم الأسير الفلسطيني”.

وأكد مفوض الإعلام في حركة فتح بساحة غزة، الدكتور أحمد حسني أن المشاركة في حملات دعم الأسرى والتضامن معهم، وإثارة قضيتهم لتظل حية وحاضرة، هو واجب وطني وأخلاقي وإنساني، تجاه الذين قدموا زهرة شبابهم في السجون، على مذبح حرية شعبهم وديمومة ثورتهم وقضيتهم العادلة.”

ودعا “حسني” كل فصائل العمل الوطني، ومكونات شعبنا المجتمعية والسياسية إلى الاستجابة لنداءات الأسرى المتكررة، بتجاوز آثار وأسباب الفرقة والانقسام، واستدعاء كل مسببات الوحدة الوطنية، المتعلقة بالثوابت الكبرى بما فيها قضية الأسرى، ووحدة الدم والمصير في مواجهة احتلال همجي عنصري، وإرهاب منظم يقوده بن غافير وسموتريتش.

من جهته، قال عماد محسن الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: “يوم الأسير الفلسطيني مناسبة وطنية نستلهم منها تجربة الحركة الوطنية الأسيرة، ونستحضر سيرة الأبطال الذين أفنوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال من أجل حرية وطنهم وكرامة شعبهم”.

وأضاف: “في (17) أبريل نتوقف أمام شريطٍ طويلٍ من النضالات المريرة والتضحيات الجِسام التي قدمها أسرى شعبنا، الذين خاضوا وما يزالون معارك العز والفخار وانتصروا بإرادتهم الفولاذية على عصا الجلاد وقيوده”.

وتابع “حسني”: “في هذا اليوم نجدد العهد والقسم مع أسرى الحرية أن نواصل نضالنا العادل من أجل تحريرهم، وألا يغمض لنا جفن حتى نرى هؤلاء الأبطال يتقدمون المسيرة نحو القدس الحرة عاصمة دولتنا المستقلة.

ويصادف يوم غد الإثنين، 17 من نيسان/ أبريل الجاري، يوم الأسير الفلسطيني، وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو (4900) أسير/ة، بينهم (31) أسيرة، و(160) طفلًا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن (18 عاما)، إضافة إلى أكثر من (1000) معتقل إداريّ، بينهم (6) أطفال وأسيرتان.

قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، اليوم الأحد، إن سلطات الاحتلال لم تتعاطَ بعد بالجدية المطلوبة مع المطالب التي قدمها الأسرى الـ 30 المضربون عن الطعام في سجون الاحتلال احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري.

وأضاف فارس أن مختلف الفصائل الفلسطينية، في السجون ستبعث برسائل لإدارة السجون تتضمن إعلان دعم الإضراب القائم وعدم الوقوف على الحياد، بما يعطي القضية ديناميكية جديدة تدفع باتجاه مفاوضات مع سلطات الاحتلال تتناول ملف الاعتقال الإداري بشكل أكثر عمقاً.

وأوضح فارس، أن الرسالة التي بعث بها الأسرى المضربون، فيها تأكيد على عزمهم المضي قدما في معركة الأمعاء الخاوية بإرادة فولاذية، بإيمانهم في أن ينتهي اعتقالهم الإداري، مهما بلغ صلف الاحتلال وعدوانه على الأسرى.

جاء ذلك خلال اعتصام داعم للأسرى الثلاثين المضربين عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقالهم الإداري، ودعما للأسرى المرضى، وعلى رأسهم الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، وذلك في الخيمة القائمة في ساحة مركز بلدنا الثقافي بمدينة البيرة.

وشارك في الاعتصام التضامني أسرى محررون، وممثلون عن مؤسسات الأسرى وقيادات فصائل، ورجال دين وعدد من المواطنين، ورفع المشاركون صور للأسرى المضربين والمرضى، ولافتات تطالب بوقف سياستي الاعتقال الإداري والإهمال الطبي المتعمد.

ولليوم الثامن على التوالي، يستمر 30 معتقلا إداريا في إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضا لسياسة الاعتقال الإداري، كما يواصلون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال بكافة درجاتها.

وكان الأسرى المضربون عن الطعام أكدوا في بيان صادر عنهم اليوم، أنهم ماضون في معركة الأمعاء الخاوية، وأعينهم تتجه نحو الشعب الفلسطيني، الذي لم ولن يخذل أسراه وسيقف إلى جانب المناضلين المدافعين عن حقوق الحياة والحرية والكرامة.

وأكد الأسرى المضربون في بيانهم، استمرارهم في معركة الأمعاء الخاوية، ضد سياسة الاعتقال الإداري، الذي لا ينطبق عليها وصف «التعسفي» فحسب بل النازي والاستبدادي وغير الأخلاقي.

وقال بيان الأسرى: “لقد حسمنا خيارنا بأن مواجهتنا الحالية، بأمعائنا الخاوية لمواجهة الاعتقال الإداريّ، هي واحدة من سلسلة مواجهات متواصلة ضد هذه السياسة التعسفية التي تحرمنا من فسحة فرح مع أبنائنا وذوينا”.

من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن هناك تعنتا كبيراً من قبل إدارة سجون الاحتلال في التعاطي مع مطالب الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، وهو ما يفاقم من معاناتهم في داخل المعتقلات .

وأكد على أهمية الدعم الشعبي لقضية الأسرى وضرورة المشاركة في الفعاليات التضامنية والإسنادية لهم خاصة وأنهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية من خلال التواجد في خيام الاعتصام المقامة في مراكز العديد من المدن الفلسطينية .

وأوضح أبو يوسف أن هناك اتصالات تجري من قبل مستويات رسمية مع المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية لتشكل عملية ضغط على الاحتلال لوقف سياسات الاعتقال الإداري والتعذيب والعزل والإهمال الطبي المتعمد، مشيراً إلى أن عدد الملتحقين بالإضراب مرشح للزيادة في الفترة المقبلة في حال لم يستجب الاحتلال لمطالب الأسرى.