في جميع دول العالم تستخدم السجادة الحمراء لتكريم المشاهير والشخصيات الرفيعة، بينما في قطاع غزة خطت أقدام الفلسطينيين على سجادة حمراء بطول مائة متر في الذكرى المئوية لـ “وعد بلفور” المشؤوم.
وانطلق مهرجان “السجادة الحمراء” السينمائي، في قطاع غزة، اليوم الجمعة، للعام الثالث على التوالي، من ميناء الصيادين، ويستمر على مدار خمسة أيام، بالتزامن مع انطلاق نسخته في رام الله وحيفا.
وفُرشت “السجادة الحمراء” على أرض ميناء غزة بطول مائة متر نسبة إلى مرور مائة عام على “وعد بلفور” المشئوم، بينما نصبت شاشة ضخمة لعرض الأفلام الخاصة بالمهرجان، وسط حضور كبير من المواطنين وممثلي المؤسسات الحقوقية والدولية.
وقال سعود أبو رمضان، المتحدث باسم المهرجان، لـ “الغد”، أن “اختيار ميناء غزة لإقامة المهرجان هذا العام رسالة للعالم أجمع بضرورة أن يكون هناك منفذ بحري لغزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من عشر سنوات”.
وحمل المهرجان شعار “بدنا نرجع”، وقال أبو رمضان أن “شعار المهرجان إشارة إلى حق العودة لشعب فلسطين ورجوعه إلى وطنه وإلى إعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي، وإلى إعادة مفهوم السينما في فلسطين”.
وأوضح أبو رمضان أنه سيتم عرض أكثر من 100 فيلم فلسطيني وعربي ودولي جُلها حاصل على جوائز دولية، على مدار خمسة أيام للمهرجان، وجميعها تسلط الضوء على قضايا اجتماعية وحقوقية من خلال نافذة الأفلام السينمائية”.
وأشار إلى أن قضية الأسرى المضربين عن الطعام حاضرة في المهرجان، إلى جانب بعض الأفلام التي تؤكد على تمسك الفلسطينيين بحق العودة والذي تقترب ذكراه الـ 69.
صعوبات
وواجه منظمو المهرجان صعوبة في وصول الأفلام التي من المقرر عرضها خلال أيام المهرجان.
وقال منتصر السبع، المدير التنفيذي للمهرجان أن إدارة المهرجان استقبلت أفلام متنوعة تتعلق بحقوق الإنسان من شتى أنحاء العالم عبر الموقع الالكتروني الخاص بالمهرجان، نظراً لصعوبة وصعولها عبر البريد أو المعابر.
وأوضح أن المهرجان هذا العام لن يشارك أحد فيه من الخارج، نظراً للقيود التي يفرضها الاحتلال على حرية الحركة من وإلى قطاع غزة.
وسبق أن أقيم المهرجان في العام 2015 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، الذي تعرض لدمار هائل بفعل الحرب الإسرائيلية عام 2014، حيث فرشت سجادة حمراء بين أنقاض البيوت المدمرة وعرضت سلسلة أفلام في المكان.
ويقول القائمون على المهرجان أن مهرجانهم السنوي حصل على العضوية الكاملة في الشبكة العالمية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان (H.R.F.N) التي تتخذ من مدينة أمستردام في هولندا مقرا لها.
