أدى انفجار بيروت إلى حملة غضب شعبية ضد حزب الله وممارساته بسبب الشكوك التي تحوم حول مسؤوليته تجاه الحادث رغم نفيه، لكن الانفجار دعا الشارع اللبناني والمجتمع الدولي إلى فتح ملف ممارسات حزب الله وتأثيرها السلبي على استقرار لبنان.
دعا ناشطون ومجموعات مناوئة للسلطة إلى تحرك احتجاجي عصر السبت تحت عنوان “يوم الحساب”.
تحذيرات ألمانية
قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، “نريد تقوية لبنان، لأن هذه الأزمة لا يجب استغلالها لفتح باب أمام نفوذ أجنبي هناك”.
وأضاف أن هناك بالفعل في لبنان أطرافاً فاعلة غير حكومية ممولة من الخارج، مثل ميليشيا حزب الله، والتي يمكنها استغلال الفراغ الحالي.
وأوضح أن الكارثة تنطوي على مخاطر كبيرة لمزيد من زعزعة الاستقرار في لبنان.
مستجدات التحقيقات
يتابع المجتمع الدولي والشارع اللبناني مستجدات التحقيقات للكشف عن الأسباب الحقيقية حول الانفجار، حيث تجري الأجهزة القضائية اللبنانية تحقيقاً في الانفجار الذي قالت السلطات إنه ناجم عن تخزين كمية ضخمة من مادة نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12 منذ ست سنوات. وكان العنبر يحوي أيضاً “مواد ملتهبة سريعة الاشتعال وكابلات للتفجير البطيء”، بحسب بيان لمفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية.
وتم توقيف أكثر من 20 شخصاً على ذمة التحقيق بينهم مسؤولون في المرفأ والجمارك ومهندسون، وأيضاً رئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم ومدير عام الجمارك بدري ضاهر .
لكن المخاوف من عدم حيادية التحقيقات بسبب سيطرة حزب الله على الحكومة الحالية دفعت الكثير إلى التشكيك والمطالبة بتحقيق دولي، حيث كشفت وزيرة الإعلام اللبنانية، منال عبد الصمد، عن مشاركة محققين فرنسيين بالتحقيق في انفجار بيروت كخبراء.
وقالت عبد الصمد، في تصريحات لها، إن “التحقيق الدولي مهم لكشف ملابسات انفجار بيروت”.
إعادة نظر
شدد الرئيس اللبناني ميشال عون على وجوب إعادة النظر بالنظام القائم الذي يعيق تحقيق إصلاحات.
وقال عون “نحن أمام تغييرات وإعادة نظر بنظامنا القائم على التراضي بعد أن تبيّن أنّه مشلول ولا يمكن اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة”.
ويقوم النظام اللبناني على المحاصصة السياسية والطائفية.
نزع سلاح حزب الله
أكد عضو مجموعة مطالبة بنزع السلاح غير الشرعي في لبنان نبيل يزبك، أن لبنان يعاني من مشكلة السلاح غير الشرعي خاصة سلاح حزب الله.
وطالب يزبك، خلال لقائه مع برنامج مدار الغد، أنه لا بد من نزع كافة السلاح غير الشرعي، خاصة من حزب الله، مؤكدا أن لبنان يواجه مافيا في السلطة الحاكم
وأعلن يزبك رفضه لأي تدخل دولي أو دعوات للمطالبة باستعمار لبنان لمعارضتها مع الوطنية.
حزب الله خارج السيطرة
قال الكاتب والمحلل السياسي، طوني أبي نجم، إنه لا حل في لبنان سوى بعد نزع سلاح جماعة حزب الله، لأن الحالة الراهنة تعيق عمل أي حكومة حين تواجه قوة خارج سيطرة القانون.
وأشار المحلل اللبناني إلى أن حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته أمس الخميس لبيروت عن ضبط الموانئ الشرعية وغير الشرعية، في مطالبة تتعارض مع سيطرة حزب الله على بعض هذه المواقع.
وأكد طوني أبي نجم، أن وضع حزب الله داخل لبنان مرتبط بموقف إيران إقليميا ودوليا، وقال إن “لبنان يتلقى الضربات عبر وجود حزب الله أثناء توجيه أي رسائل إلى طهران”.
وعن تاريخ حزب الله في المقاومة ضد إسرائيل وما يتكرر على ألسنة سياسيين داخل لبنان وخارجها حول شرعية حيازته السلاح لذلك السبب، قال أبي نجم، إن ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني تتلقيان الغارات الإسرائيلية بشكل مستمر في لبنان وسوريا.
وأعرب المحلل والكاتب السياسي عن رفضه أن تصبح لبنان ساحة معارك لصالح إيران، مشيرا إلى أن الجيش اللبناني أكد وقوع 22 خرقا جويا لإسرائيل يوم انفجار مرفأ بيروت، دون حركة من حزب الله، ما يدل على عدم جدوى حيازته السلاح.
حزب الله يرد
التساؤلات المطروحة حول مسؤولية حزب الله عن الانفجار دفعت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى نفي وجود أي أسلحة تابعة لحزبه مخزنة في مرفأ بيروت.
وقال نصرالله في خطاب تم بثه مباشرة عبر محطات تلفزة، “أعلن اليوم نفياً قاطعاً ومطلقاً وحاسماً.. أنه لا شيء لنا في المرفأ، لا يوجد مخزن سلاح أو مخزن صواريخ أو بندقية أو قنبلة أو رصاصة أو نيترات (الأمونيوم) على الإطلاق”.
وقال “إذا كانت مؤسسة الجيش موثوقة لدى كل اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية والزعامات السياسية، تفضلوا وكلفوا الجيش اللبناني طالما تقولون إنكم تثقون به… ليحقق الجيش ويعلن النتائج”.
