انقلاب ناعم على الشرعية.. حصار سياسي وبرلماني لـ«إخوان تونس»

تشھد الأزمة السیاسیة في تونس ، تطورات متسارعة ومتلاحقة على مدى الساعات الماضیة، في ظل مناخ ساخن من ملاحقة ومطاردة  حركة النهضة «إخوان تونس»، وحصارها سياسيا وبرلمانيا، مما فجر الصراعات وتبادل الاتھامات والتھدیدات بشكل غیر مسبوق، قد یفرض تغییرات في المواقف، وربما « انقلابات » وتحالفات مفاجئة تھز المشھد السیاسي برمته، وبالتوازي مع تھدیدات حركة النھضة بسحب الثقة من رئیس الحكومة إلياس الفخفاخ.

  • التطورات التي ستشھدھا الساعات القلیلة القادمة قد تكون حاسمة بشكل قد تنقلب معھا المعطيات وتسقط كل الحسابات والتكھنات.

المشهد السياسي أشد تعقيدا

وبينما شرعت 4 كتل برلمانية بمجلس نواب الشعب التونسي ـ  الكتلة الدیمقراطیة (وتضم حزبا التیار الديمقراطي وحركة الشعب)، وكتلة الإصلاح الوطني، وكتلة تحیا تونس، والكتلة الوطنية  ـ  في إجراءات لسحب الثقة من رئيس المجلس، راشد الغنوشي..ومع تواصل اعتصام  نواب حزب الدستوري الحر، بمقر مجلس نواب الشعب، مطالبين بسحب الثقة من الغنوشي إثر التطورات الأخیرة التي عاش على وقعھا البرلمان..بدت حركة المواجهة أشد تعقيدا داخل المشهد السياسي التونسي.

 

المقایضة «رأس برأس»

وكان مجلس شورى حركة النهضة «إخوان تونس»، قد أعلن عن تكليف رئيس الحركة راشد الغنوشي بإطلاق سلسلة من المشاورات مع رئيس الجمهورية، لإجراء تغيير حكوم ، معتبرا أن حكومة «إلياس الفخفاخ» فقدت كل مصداقية بسبب شبهات تضارب المصالح التي تلاحق رئيس الوزراء..وأثار قرار حركة النهضة بإطلاق مفاوضات لتغيير المشهد الحكومي جدلا واسعا في الساحة السياسية، باعتبار هذا التوجه  انقلابا ناعما على الشرعية القائمة.

 

وعلى خلفيــة قـــــــرار مجلــــس شـورى النهضة.. أصدر رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، مساء أمس، بيانا أكّد فيه رفضه لما كشفت عنه حركة النهضة من العمل على تغيير الحكومة، معلنا إجراء تعديل وزاري في الأيام المقبلة، يتناسب مع مصلحة تونس، ردا على مسعى تشكيل حكومة بديلة، وسط خلاف قوي مع حزب النهضة، في خطوة تهدف فيما يبدو لإخراج وزراء النهضة من الحكومة، لتجد «حركة النهضة الإخوانية» نفسها خارج الحكم لأول مرة منذ ست سنوات.

 

  • ومن المتوقع أن تزيد الخطوة الصراع السياسي في البلاد التي تشهد وضعا متوترا في البرلمان والحكومة..بينما يرى بعض المراقبين أن التحركات المفاجئة الأخیرة ، ھي بمثابة المقایضة «رأس برأس»، بما یعني بقاء الفخفاخ أو سحب الثقة من الغنوشي !

الرئيس التونسي يرفض الابتزاز السياسي

وبات واضحا، أن الرئيس التونسي، قيس سعيد، في حِلّ من أي مشاورات حول تشكيل الحكومة، مؤكدا رفضه مباشرة اية مشاورات مع حركة النهضة للتوافق حول رئيس حكومة جديد خلفا لـ «إلياس الفخفاخ» ، الذي تعلقت به شبهة فساد وتضارب المصالح وصفقة مشبوهة يجري بتحقيق بشأنها من قبل البرلمان والقضاء،  قبل ان يستقيل رئيس حكومته الفخفاخ طوعيا أو يقدم البرلمان على لائحة لسحب الثقة منه.

 

وقال الرئيس قيس سعيد خلال لقائه رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي، إنه متمسك بالدستور، و لن يقبل بأي مشاورات تهم تشكيل حكومة جديدة ما دامت الحكومة الحالية قائمة وكاملة الصلاحيات،  وذكّر بأن المشاورات لا يمكن أن تحصل إلا إذا قدم رئيس الحكومة استقالته أو سحبت منه الأغلبية المطلقة بمجلس نواب الشعب الثقة.

 

  • وأضاف «قيس سعيد»: لن أقبل ابتزاز ولا مساومة ولا العمل في الغرف المغلقة ولا بالمناورات، حول صلاحيات رئيس الحكومة الياس الفخفاخ، فالنظام السياسي ينظمه الدستور ولا مجال تحت أي ظرف من الظروف حصول تجاوز له أو بروز نظام سياسي مواز له.

كتل برلمانية: «شبه المستحيل» التعامل مع الغنوشي

ومن جانبه، أكد النائب والقيادي في حركة «تحيا تونس»، مصطفى بن أحمد، أنه أصبح من شبه المستحيل مواصلة العمل داخل البرلمان برئاسة الغنوشي..وقال: الأمور بصدد التعقيد أكثر وأكثر، والبرلمان أصبح يختزل في عهد الغنوشي، في مكتب مجلس النواب..وأضاف في توضيحه لتناقضات وتوترات المشهد السياسي في تونس: إن  الغنوشي بصدد القيام بتحالفات متناقضة، فهو من جهة، جزء في الائتلاف الحكومي، ومن جهة أخرى لديه تحالفات مع حزب قلب تونس، وائتلاف الكرامة في البرلمان،  واليوم أصبحت الوضعية في المجلس غير طبيعية وتطلب التحرك.

أخونة الدولة

تواجه تونس حالة احتقان سياسي وبرلماني مع التوترات الاجتماعية والأزمات الاقتصادية.. ويراقب الشارع التونسي، تطورات الأوضاع الملتبسة ويخشى من الانزلاق إلى دوامة عنف من تنظيم الإخوان المعروف تاريخه بها، بحسب تعبير المحلل السياسي التونسي، سالم بوسعد، خاصة وأن المشهد الأخير داخل البرلمان له دلالات خطيرة.. وقال للغد: من المرجح عدم استسلام حركة النهضة الإخوانية للإزاحة من المشهد السياسي، ومهما كان الثمن، وهنا مكمن الخطورة، وأصبحت القضية أعقد كثيرا من مجرد سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب أو تغيير الحكومة، القضية هي النفوذ الإخواني في تونس قبل أن يستيقظ الشعب على «أخونة الدولة».

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]