انهيار أحلام أمة.. أفغانستان تحقق قفزة كبيرة إلى الوراء
ترصد الدوائر السياسية الغربية، قفزة أفغانستان الكبيرة إلى الوراء، من خلال كشف حساب «حركة طالبان» بعد عام واحد من العودة والاستيلاء على الحكم في كابول تمثلت في أزمة اقتصادية، وغياب الحريات العامة، وخصوصا: حرية الرأي، واضطهاد المرأة والتمييز العرقي والطائفي، وقمع المعارضة. ويشير المراقبون في كابول، إلى إنه في يوم الإثنين المقبل، سيكون قد مر عام على استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، مما يمثل انهيار أحلام أمة.
- وفقدت أفغانستان أكثر من نصف صحفييها، وخاصة النساء، منذ أن عادت حركة طالبان إلى الحكم العام الماضي..وبحسب منظمة «مراسلون بلا حدود»، كان هناك 11 ألفا و857 صحفيا قبل وصول طالبان إلى الحكم، ولم يبق اليوم منهم سوى 4759. وأشارت المنظمة إلى أن 76,19 بالمائة من الصحفيات فقدن عملهن. وكانت هناك 547 وسيلة إعلام، وبعد عام توقفت 219 وسيلة إعلامية.
الكابوس يتزايد ويتعمق
وترى صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الكابوس الذي تعيشه أفغانستان الآن يتزايد ويتعمق، وأن الأفغان يعيشون الآن مع قمع طالبان ويواجهون الجوع الجماعي، وتتعرض المعارضة للقتل أو الاعتقال التعسفي والتعذيب. وتقول الصحيفة: إن البعض رحب برحيل القوات الأجنبية واحتمال استمرار السلام بعد عقدين من الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين. وعلى الرغم من العنف والتفجيرات الانتحارية، أصبح يحدو البعض الآمال في الحصول على فرص جديدة، كما تطلعت النساء في المناطق الريفية وكذلك المدن الكبرى إلى التعليم وحرية الحركة، لكن جاءت طالبان لتقوض تلك الآمال.
- وتضيف الصحيفة إنه في مارس/ آذار، وصلت فتيات متحمسات إلى المدارس الثانوية لاستئناف دراستهن، ليتم إخبارهن بأن الفصول الدراسية ستبقى مغلقة في وجههن. ومُنعت المرأة من العديد من الوظائف، ومنعت من السفر أو الذهاب إلى العمل إلا برفقة ولي أمرها. وتعرض البعض للتهديد أو الضرب لتجاهلهم أوامر تغطية وجوههم بما يتماشى مع تفسير طالبان لقواعد اللباس الإسلامي.
أفغانستان غرقت في أزمة اقتصادية وكارثة إنسانية
وبينما تؤكد صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، أن أفغانستان غرقت في أزمة اقتصادية وكارثة إنسانية، وأن حركة طالبان أعادت البلاد الى الوراء في ظل اضطهادها للمرأة وتواطؤها مع الحركات الإرهابية.. وأوضحت الصحيفة أنه قبل يوم 15 أغسطس/ آب 2021، كانت البلاد واحدة من أفقر دول العالم حيث لم يكن لها القدرة على الإنتاج وفي المدن الكبيرة كانت الطبقة الوسطى تتطور بفضل البرامج الدولية المختلفة التي تهدف إلى تعزيز التعليم والبحث وخلق الأعمال التجارية أو حتى إشراك المرأة في الحياة العملية.
- وبعد استيلاء حركة طالبان على السلطة بدون العملية الديمقراطية، سحبت الهيئات الدولية الكبرى مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والحكومة الأمريكية ـ المانح الرئيسي لأفغانستان ـ مساعداتها المالية.. وبين عشية وضحاها، خسرت أفغانستان 40٪ من ناتجها المحلي الإجمالي.
ووفقًا لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، فإن 90٪ من الأسر الأفغانية ليس لديها ما يكفي من الطعام. ويعاني جزء كبير من السكان من سوء التغذية الحاد..كما يعتبر برنامج الغذاء العالمي، أن أفغانستان البلد الأكثر معاناة في العالم من حيث نقص الغذاء.