بات ارتفاع معدلات الجريمة ضد العرب في إسرائيل مقلقا، بسبب ما وصف بالتواطؤ والإهمال المتعمد إسرائيليا، في التحقيقات التي تشمل هذه الجرائم.
فقد ارتكبت في الوسط العربي 90 جريمةَ قتل على خلفيات جنائية ومشاكلَ عائلية خلال العام الماضي، أدت إلى مقتل 106 أشخاص وذلك بارتفاع يصل إلى 50% عن عام 2019.
في البداية، أكد الكاتب الصحفي والناشط السياسي، وائل عواد، أنه لم تعد تقتصر الجريمة على منظمات الإجرام في المجتمع العربي، لأن هناك قرارا إسرائيليا لتحويل العنف لأداة سيطرة على عرب الداخل.
وأضاف الصحفي والباحث السياسي، أن هناك حالة من الشعور بفقدان الأمن، وأن السلاح بات حاجة إنسانية للدفاع عن النفس، ولكن هذا ليس مبررا على الإطلاق لامتلاك السلاح.
وأوضح أيضا أن أكثر من 70% من الأسلحة مهربة من مخازن الجيش والشرطة، ومن المؤكد أن الشرطة تعرف الحقيقة كاملة وربما يكون ذلك مقصودا أو عمدا لأهداف سياسية أو أمنية.
غياب الدور الحكومي
من جانبه يرى أستاذ الفلسفة في جامعة القدس، دكتور سعيد زيداني، أنه لا يوجد هناك من يخطط لانتشار الجريمة على المستوى الرسمي، وربما تكون جرائم إهمال، لأن الحكومة لا تقوم بدورها الأساسي.
وأضاف أستاذ الفلسفة، أن هناك خسائر على المستوى السياسي، وصارت الجريمة على قمة جدول أعمالنا، وربما تكون هناك أيد خفية، ولكن هناك نتائج وأرقام وتصنيفات، ونعرف أيضا أن الشرطة والقضاء الإسرائيليين متقاعسان تجاه مكافحة الجريمة في الداخل المحتل.
العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
كما يرى، مدير المركز العربي للمجتمع الآمن، رضا جابر، أن المظاهرات وحدها لا تكفي لوقف العنف الإسرائيلي ضد فلسطينيي الداخل، ويجب تنظيم المجتمع لأن هناك صراعا مع الدولة.
وأضاف جاير أن قانون القومية يعطي للأغلبية اليهودية امتيازات أكثر بامتلاك الوطن والدولة، ويجب علينا أن نذهب إلى أماكن القوة داخل المجتمع وليس الاعتماد على الدولة.
جدير بالذكر أن الآلاف من الفلسطينيين العرب في مدينة طمرة العربية في “إسرائيل” تظاهروا أمس السبت، ضد ارتفاع معدلات الجريمة وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية، بعد استشهاد الشاب أحمد حجازي الذي قتل برصاص الشرطة مطلع الأسبوع الجاري.
وشارك في التظاهرة الحاشدة، التي جاءت بدعوة من لجنة المتابعة العليا، الآلاف من المواطنين، من بينهم رؤساء سلطات محلية عربية ونواب من القائمة المشتركة ونشطاء من مختلف الأطر والأحزاب الفاعلة على الساحة المحلية.
وانطلقت التظاهرة من دوار الساعة في طمرة، واتجهوا صوب مدخل المدينة وأغلقوا شارع 70 من كلا الاتجاهين أمام حركة السير وصولا إلى منزل عائلة الشهيد، أحمد حجازي، بجانب مفرق بئر الطيرة.
وندد المشاركون الذين حملوا اللافتات التي دعت الى وقف العنف والجرائم التي باتت تهدد المجتمع العربي في ” إسرائيل”.
