استقبل ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصل الإمارات اليوم الإثنين في زيارة تستغرق يومين.
وكتب أردوغان في حسابه عبر “تويتر” قبيل مغادرته إلى الإمارات: “بدأنا حقبة جديدة في العلاقات التركية الإماراتية من خلال اللقاء الذي عقدناه مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، في أنقرة في نوفمبر. واليوم نتوجه إلى أبو ظبي لتعزيز هذا الزخم الذي اكتسبته علاقاتنا”.
وأشار إلى أن الزيارة تركز على الأوضاع الإقليمية والدولية، مؤكدا أن التعاون بين الإمارات وتركيا مهم للسلام بالمنطقة بأكملها.
في هذا السياق رأى الباحث السياسي التركي، طه عودة أوغلو، أن هذه الزيارة “تاريخية”، وتأتي بعد أشهر قليلة من زيارة قام بها ولي عهد أبو ظبي لأنقرة، مؤكداً أن زيارة الشيخ محمد بن زايد كانت ناجحة على المستويين السياسي والاقتصادي.
وأشار إلى أن الرئيس التركي يقوم الآن باستثمار نتائج تلك الزيارة والبناء عليها لفتح صفحة جديدة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.
وأضاف أوغلو، في مداخلة لفضائية “الغد”، أن تلك الزيارة ستكون لها فائدة اقتصادية كبيرة لتركيا، خاصة في هذا التوقيت، كما سيكون هناك تنسيق بين البلدين في العديد من الملفات والذي سيصب في مصلحة المنطقة برمتها.
وأشار إلى أن الحديث في تركيا يدور منذ أشهر على العلاقات “التركية الإماراتية”، خاصة أن الإمارات من أكبر الدول التي لها استثمارات داخل أنقرة، مضيفا أن زيارة أردوغان هي “نقطة انطلاق للعمل والتنسيق بين البلدين خلال المرحلة المقبلة”.
ولفت إلى أن المراقبين الأتراك يولون أهمية كبيرة لتلك الزيارة، وما سيترتب عليها ويعود بالنفع على البلدين.
واستطرد الباحث السياسي التركي أن زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى أنقرة، شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات، ما ساهم في ضخ العديد من الاستثمارات التي أعطت دفعة للاقتصاد التركي.
وتابع: يدور الحديث الآن عن التوقيع على العديد من الاتفاقيات التي ستصب في مصلحة الاقتصاد التركي الذي يعاني ظروفا صعبة، كما ستكون دعما سياسيا للرئيس أردوغان الذي يستعد لخوض انتخابات برلمانية ورئاسية في 2023.
وأكد أن التنسيق “الإماراتي التركي” سيساعد في التوصل لحلول في عدة مسائل شائكة مثل الملف السوري والملف الليبي وقضايا أخرى.
وأعرب عن اعتقاده بأن تلك الزيارة تفتح باب التوقعات بوجود انفراجه في العلاقات التركية مع الدول الخليجية ومصر.
فيما قال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، خلفان عبيد الكعبي، إن زيارة أردوغان للإمارات “ناجحة”، وتأتي استثمارا لزيارة ولي عهد أبوظبي لتركيا.
وأشار إلى أن الاستقبال الذي حظي به الرئيس التركي كان لافتاً، ويعبر عن حُسن التوجه الإماراتي تجاه أنقرة والمنطقة.
وأعرب عن اعتقاده بأنه ستكون هناك نتائج إيجابية لتلك الزيارة ستعود على البلدين والمنطقة ككل، متابعاً أن ما يمتلكه البلدان من تأثير وعلاقات باستطاعتهما حل الكثير من أزمات المنطقة وتقريب وجهات النظر وجعل المنطقة أكثر استقرارا وإبعاد الصراعات.
كما رأى أن هذه الزيارة ستساهم في فك شفرات الخلافات بين عدة دول.
أيضا أوضح الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية الدكتور محمد مسعود الأحبابي، أن هذه الزيارة لتوطيد العلاقات بين البلدين، بعد الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي، والتي تصب في صالح المنطقة.
وأكد أن الزيارة ستتطرق أيضا لملف السلام في المنطقة للوصول إلى حلول تضمن هذا السلام.
وأشار الأحبابي إلى أن القيادات تدرك أن الخلافات في وجهات النظر لن تصب في مصلحة المنطقة، لذا سيكون هناك تعاون وثيق بشكل أكبر مستقبلا مع تلك التغييرات التي يشهدها العالم والمنطقة.
