باحث سياسي لـ«الغد»: الموت جوعا وعطشا يهدد الفلسطينيين في غزة
في اليوم الـ42 من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، تفاقمت أوضاع الكارثة الإنسانية، وأصبحت ثلاثية (الجوع والعطش والمرض) تهدد أهالي غزة بالموت أمام حالة الصمت العالمي.. والكارثة المحققة هي ما تريدها إسرائيل، أن يصل الناس إلى حافة المجاعة أو المجاعة الفعلية، عندما تقطع عنهم كل سبل العيش، بقصف المخابز، وتدمير الطرق والبنية التحتية، وقصف المستشفبات، ومنع المساعدات من الدخول إلى قطاع غزة، بحسب الباحث السياسي الفلسطيني، عصمت منصور.
مخطط إسرائيلي لدفع أهالي غزة للهجرة خوفا من الموت جوعا
وأضاف لـ«الغد»: كل هذه الممارسات العدوانية الشيطانية، تقود الى هذه النتيجة «الموت جوعا»، وتريد دولة الاحتلال أن تخلق وضع إنساني في غزة، يصعب العيش فبه، وتقول للعالم: هذه مشكلتكم وابحثوا عن حل لها؟ والحل الذي تعتقده إسرائيل، أن يهاجر الفلسطينيين من أبناء غزة، طوعا و كرها .. حيث لا يجدون أمامهم إلا الهرب من الجوع ، أوالموت من الجوع .
الاحتلال يزرع الموت في كل مكان
وقال الباحث عصمت منصور: إسرائيل لن تتراجع عن خططها القديمة تجاه قطاع غزة، هي لديها المخططات وتريد أن تنفذها.. واللافت هنا أن العالم لا يتدخل ولا حتى لقضايا مثل دخول وتأمين وصول المساعدات الغذائية والإنسانية لأهالي غزة لإنقاذهم من الموت جوعا، وكأنه يعتبر أن هذا الوضع هو من أدوات دولة الاحتلال لمواجهة حركة حماس، ولفرض سيادتها على قطاع غزة، والنتيجة أن الملايين في القطاع ستصل الى البمجاعة.. ومن لا يمت جوعا، ومن لايمت بالقصف وتحت الأنقاض، يموت جريحا لنقص العلاح..إسرائيل تزرع الموت في كل مكان.
أميركا شريك في حرب الإبادة على غزة
ويؤكد عصمت منصور، أن الولابات المتحدة الأميركية، ومنذ أول لحظة مع بداية الحرب على غزة -وهذا بدا واضحا أمام العالم- هي شريك في هذه الحرب، شريك في أهداف الحرب وهي وتتوافق وتتماهى مع إسرائيل.. وهي تساهم في تمويل هذه الحرب.. وتقدم الأسلحة والذخيرة.
وتابع موضحا: ربما كان لدي الولايات المتحدة مقاربة مختلفة في بعض الجزئيات مع إسرائيل.. واليوم يزور تل أبيب، عدد من كبار المسؤولين الأمنيين وكبار الضياط، للتباحث في موضوع قطاع غزة، وربما يتم الحديث عن هذه الفجوات في وجهات النظر حول ادارة القتال..ولكن من حيث الجوهر نحن نتحدث عن عدوان تقوده الولايات المتحد، والأهداف تتوافق مع الولايات المتحدة، حيث تريد إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة ومن ضمنها قطاع غزة، وكانت المقاومة هي حجر عثرة أمام مشاريع الولايات المتحدة وأمام تحالفاتها.. ولذلك تريد التخلص من هذه المقاومة بترتيب أوضاع غزة، سواء بإزالة نصف القطاع، أو يسوي بعضه بالأرض، وتحويل القطاع إلى مناطق غازلة، وهنا يتوافق تماما مع إسرائيل.
إسرائيل لن تتراجع عن مشروع التهجير
ويشير الباحث السياسي، إلى أن إسرائيل لن تتراجع عن مشروع التهجير، تهجير أهالي غزة، ولن تتنازل عنه نهائيا، فقط هي تراجعت مؤقتا، بسبب الرفض المصري الحاسم والقاطع، كما رفضت الولايات المتحدة تحت ضغط دول.. ولكن إذا أتيحت لإسرائيل فرصة فلن تتراجع، من حيث الضغط بالجوع والعطش، ومن خلال دفع الناس إلى الجنوب وحصرهم في منطقة محددة، وإذا تجمع الناس في هذا الشريط الضيق في رفح ماذا سيكون المصير؟ هل يقف الجيش المصري أمام الفلسطينيين من أبناء غزة، وهو ما تريده إسرائيل لخلق أزمة بين مصر وفلسطين.. وفي هذه الأزمة تقول إسرائيل للعالم هذه مشكلتكم وبحثوا لها عن حل! ابحثوا لها عن حل!
مسؤولية المجتمع الدولي
ويضيف عصمت منصور: هناك أناس تموت جوعا.. ولا يجدوا مكانا للعلاج.. ولا يجدون شربة.. وبالتالي العالم سيتحرك، وهنا تقول إسرائيل «خذوهم عندكم أو ابحثوا عن حل»، بينما طريق الحل واضح، بأن يتدخل العالم لوقف العدوان الإسرائيلي، وحماية المدنيين، وادخال المساعدات، وامن يحمي العالم حرمة المستشفيالت ، وبالتالي يقطع الطريق على مخططات دولة الاحتلال.
____________________
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
