قال الكاتب والباحث في العلوم السياسية، مبارك العاتي، إن مشاركة سوريا في القمة العربية ستكون فرصة كبيرة لها للعودة إلى محيطها العربي.
وأكد، في مقابلة مع قناة الغد، أن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد شبه مؤكدة طبقًا للأخبار الواردة من سوريا، وهذه فرصة كبيرة لإعادة تقديمه من جديد في العالم العربي، بعد عودة سوريا للمشاركة ورفع الحظر، والذي أثبت عدم جدواه.
وأشار إلى أن عودة سوريا فرصة لعودة العمل العربي مع سوريا، من أجل معالجة البيت السوري وتحقيق متطلبات الشعب السوري المهجر في دول عربية وأوروبية، ووضع استراتيجية لمعالجة القضية السورية لتكون سوريا لكل السوريين.
وأشار إلى وجود عشرات الملفات، تنتظرها القمة العربية التي ستشهد تمثلًا لكل الدول العربية بها، وبمشاركة رؤساء وزعماء الدول العربية، ما رآه يعد قمة القمم العربية، نظرًا إلى ما تشهده من إعداد جيد وترتيب لملفات عربية مشتركة تصب في مصلحة العمل العربي المشترك.
وأوضح أن هذه القمة سوف تشهد بحث العديد من الملفات، لا سيما ملفات نزيف الدم العربي في المنطقة سواءً في ليبيا أو في السودان مؤخرًا، رغم وجود اهتمام عربي واهتمام مصري وسعودي مشترك وجهود دبلوماسية لعقد مشاورات في جدة لحل الأزمة.
وتابع «كما أن ملف سد النهضة والأمن المائي العربي، وأمن مصر والسودان المائي، سيكونان على رأس الملفات التي سوف تناقش في القمة، وكذلك الكيانات والقوى الإقليمة المحيطة بالدول العربية، والحرب على الإرهاب، والأمن القومي العربي والعلاقات العربية – العربية، وكذلك ترميم البيت العربي من الداخل».
وذكر أن هذه القمة هي الأولى التي تأتي في ظل عودة العلاقات السعودية الإيرانية بضمانة صينية، وكذلك تحسن في العلاقات العربية التركية، كما أنها تأتي في ظل موقف عربي واضح ومحايد في ظل أزمة أوروبا وروسيا بشأن أوكرانيا، وتفهم غربي للموقف الصلب الذي اتخذته المملكة العربية السعودية لحماية أسعار الطاقة العربية.
وانطلقت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين على مستوى الوزراء والمندوبين في مدينة جدة، لمناقشة أهم القضايا التي سيطرحها القادة في اجتماعهم المقرر يوم الجمعة 19 مايو/ آيار الحالي بالعاصمة السعودية الرياض.
وبدأ وزراء خارجية الدول العربية بالتوافد إلى مقر القمة لحضور الاجتماع، حيث وصل مساء أمس، وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى جدة، كما وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السعودية، للمشاركة في اجتماعات غابت عنها سوريا منذ عام 2011.
وقال المقداد، خلال تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية، إن مشاركة بلاده في هذه القمة تعد «فرصة جديدة حتى تقول دمشق للعرب إنها لا تتطلع إلى الماضي وإنما إلى المستقبل».
