قال الباحث العسكري في بيروت، إلياس فرحات، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران أعلنا رسميا معارضتهما التدخل التركي في الشمال السوري، ومن جهة أخرى لم تصدر روسيا بيانًا رسميًا يفيد برفضها للخطوة التركية ذاتها.
وأضاف فرحات، خلال لقاء له بقناة الغد، اليوم الإثنين، أن انضمام الفصائل السورية المسلحة في الهجمة العسكرية التركية على الشمال السوري تعتبر جزء من الحملة التي تنوي أنقرة توجيهها ضد وحدات حماية الشعب الكردي، الذي تعتبره تركيا جزء لا يتجزأ من حزب العمال الكردستاني التي تعتبره منظمة إرهابية.
وأكد أن هناك هدفان من شن عملية عسكرية تركية في الشمال السوري، “استراتيجية وأمنية وإنسانية”، إذ تتعلق بدفع نحو مليون نازح سوري إلى هذه المنطقة.
أما الهدف الثاني فيتعلق بتحديد منطقة أمنية بعمق 30 كيلومترًا على طول الحدود السورية.
وأكد أن حظ العملية العسكرية من النجاح يبدو ضئيلًا.
وأشار إلى أن هناك تعقيدات تحاط بالعملية خاصة فيما يتعلق بالاشتباكات مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن روسيا تلعب دوًا هامًا في منطقة الشمال السوري.
واعتبرت الحكومة السورية أن العملية التركية على أراضيها يعد عدوانًا فاضحًا.
وتابع، تركيا تستهدف منطقة عين العرب التي تعتبر أهم مكون للأكراد في الشمال السوري، وحال شن الهجوم التركي فقد يلاقي الأكراد دعمًا يمكنها من التصدي للقوات التركية.
وأشار إلى أن تقدم القوات التركية بعمق 30 كيلومترًا داخل الحدود السورية، يعني القضاء على وحدات حماية الشعب الكردي التي أنشأتها ومولتها ودعمتها أمريكا.
وأعلنت جماعات مسلحة بالمعارضة السورية، أنها مستعدة للانضمام إلى القوات التركية في شمال سوريا.
وقال اثنان من كبار القادة الميدانيين، إن أوامر صدرت إلى قادة وحدات بالجيش الوطني السوري والذي تدعمه تركيا، باتخاذ موقف هجومي، مع تصعيد الجيش التركي القصف بقذائف الهاون وضربات الطائرات المسيرة، في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أعلن الأسبوع الماضي، أن أنقرة ستشن قريبا عمليات عسكرية جديدة على طول حدودها الجنوبية لإقامة مناطق أمنية بعمق 30 كيلومترا لمكافحة ما وصفه بتهديدات إرهابية من هذه المناطق.
وهو الأمر الذي أدانته الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها الذي حذر أنقرة من أي تصعيد جديد.
ويستهدف هذا الهجوم, بحسب مصادر في قوات المعارضة السورية, هدفين رئيسيين هما، “تل رفعت” وهي بلدة شهدت تشريد آلاف العرب و”كوباني” وهي مدينة ذات أغلبية كردية، وسيتيح الاستيلاء عليها لتركيا ربط بلدتي جرابلس وتل أبيض اللتين تسيطر عليهما الآن.