باحث: هدفان وراء مساعي موسكو لبيع الغاز والنفط بالروبل

يرى الباحث الاقتصادي أنور القاسم، أن ثمة هدفين أساسيين وراء سعي روسيا لبيع غازها ونفطها بالروبل، أحدهما الحفاظ على عملتها ومنعها من الهبوط، مؤكدا أن هذا الطلب يعد أمرا غير قانوني ومرفوضا ولم يحدث من قبل في أي دولة، لكن في الحرب كل شئ يصبح مشروعا وهو ما يحدث الآن.

وتابع أن العقود التي وقعتها موسكو مع العديد من البلدان ومنها دول أوروبية ببيع الغاز لآجال طويلة منذ 2006 إلى 2030 بالدولار أو باليورو، بهاتين العملتين فقط، مشيرا إلى أن ما حدث الآن هو انقلاب روسي على هذه الاتفاقات.

ولفت إلى روسيا تبرر هذه الخطوة بفرض عقوبات غربية عليها من ناحية واحدة، كما لم يأخذ مصالحها بعين الاعتبار، مشيرا إلى ان موسكو تريد أن تضمن قوة عملتها ومنع هبوطها.

وأكد أن هدف روسيا من ذلك هو نوع من الالتفاف على العقوبات الأوروبية من ناحية والحفاظ على عملتها ومنعها من الهبوط من ناحية أخرى، فضلا عن إجبار الدول التي تحاول خنق هذه العملة على الشراء بها.

وشكك الباحث في قيام الدول بتنفيذ مطلب روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل، موضحا أن هذه تعد عملية خطيرة وتمثل نوعا من الحرب الاقتصادية، وإذا أصرت موسكو على هذه الخطوة فهي تشن حربا حقيقة.

وألمح إلى أن الرد الغربي على مطلب روسيا جاء من خلال الدول السبع وهو عدم الالتزام بالمنطق الروسي، وقالت هذا مخالف للقانون، ومن ثم هذا سيضع روسيا في موقف صعب، إما أن تتراجع عن موقفها وتحفظ ماء وجهها وتقبل التعامل بالدولار أو اليورو، وإما أن ترفض مد الغرب بالغاز وتزيد من أزمة الطاقة في أوروبا وهذا بدوره يزيد خنق موسكو أكثر ويتسبب بارتفاع جنوني لسعر الطاقة.

وأشار الباحث الاقتصادي إلى أن العلاقات الروسية الصينية تشهد تقدما غير مسبوق في هذه الآونه وتوافقا في كل شيء وكلاهما يحاول تغيير آحادية الدولار الذي بات يسيطر على كل شئ ويتم استخدامه من قبل أمريكا والغرب في خنق اقتصاديات دول أخرى، وتخشى الصين أن تفرض عليها عقوبات مماثلة للعقوبات المفروضة على روسيا، ومن ثم من مصلحة موسكو وبكين الآن وقد تنضم إليهما الهند والبرازيل وبعض الدول الإفريقية الانضمام للتكتل الجديد.

وأعلن وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابك، أن دول مجموعة السبع اعتبرت مطالبة موسكو بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، غير مقبولة، وتظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين في مأزق.

فيما قال المشرع الروسي إيفان أبراموف إن رفض مجموعة السبع دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، سيؤدي إلى توقف الإمدادات.

وأصدر فلاديمير بوتين الرئيس الروسي تعليماته إلى مجلس الوزراء والبنك المركزي وشركة غاز بروم لاتخاذ التدابير الضرورية لتغيير عملة الدفع لإمدادات الغاز إلى الروبل بحلول نهاية مارس الجاري.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو تحضّر مرسومًا لفرض قيود على دخول المتحدّرين من دول قامت بأفعال، غير صديقة، إلى الأراضي الروسية، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن رئيسي روسيا وأوكرانيا لا يمكن أن يجتمعا لإجراء محادثات.

من جانبه قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إن كييف يمكنها إعلان الحياد وتقديم ضمانات أمنية لروسيا لتحقيق سلام دون تأخير.

وأضاف زيلينسكي أن الاجتماع المباشر فقط مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن ينهي الحرب.