«بادية السواحرة» في مرمى الاستيطان الإسرائيلي
في إطار الخطة الإسرائيلية لتوسيع البؤر الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة واستباحة أراضيها، أقدم مستوطنون تحت حماية جيش وشرطة الاحتلال على وضع كرفانات وأسلاك شائكة في منطقة بادية السواحرة بالقدس، بهدف مصادرة هذه الأراضي.
وأكد مسؤولون فلسطينيون، في أحاديث لموقع قناة الغد، أن ارتفاع وتيرة الأعمال الاستيطانية الإسرائيلية لن ينال من عزيمة الفلسطينيين.
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف “البؤرة في بلدة السواحرة تأتي ضمن مسلسل البؤر الاستيطانية التي تنتشر في المناطق لتقسيم الضفة الغربية، وهذا المخطط خطير جدا، ويحب على الجميع مقاومته، ولا يحق لإسرائيل البناء على أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس المحتلة”، مؤكدا عدم شرعية الاستيطان.
وأضاف عساف، أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أعلنت عن اعتصام مفتوح في منطقة السواحرة شرق مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد سيطرة مستوطنين متطرفين على أرض وإقامة بؤرة استيطانية، مؤكدا بقوله “سنقوم بحملة وطنية لإزالة البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية”.
ولفت إلى أنه خلال الشهور التسعة الماضية، أقامت حكومة الاحتلال والمستوطنون 9 بؤر ، اثنتين في شمال طوباس وشرقها، واثنتين في يعبد، وأخرى في عين سامية من كفر مالك برام الله، وأخرى في جيبيا غرب رام الله وأخرى في تقوع، وأخيرا في منطقة المخرور ببيت لحم وبؤرة المنطار في القدس.
كما أكد الناطق الإعلامي باسم خيمة التضامن عضو بلدية السواحرة يونس جعفر، أن الهدف من هذه البؤرة الاستيطانية هو المزيد من مصادرة الأراضي الفلسطينية، وتقطيع أوصال حلم الدولة والتضييق على الفلسطينيين من حيث مصادرة رزقهم في التجمعات البدوية بمنطقة السواحرة شرق مدينة القدس المحتلة.
وأوضح جعفر، أن هذه البؤر الاستيطانية تهدد 18 تجمعا بدويا، حيث يعيش في هذه التجمعات 850 فلسطيني في بادية منطقة المنطار بالقدس المحتلة، و أن امتداد أراضي السواحرة تبدأ من جبل المكبر، وتنتهي في ساحل البحر الميت.
سطو وتدمير
وقال يونس شقير، أحد ملاك الأراضي المصادرة “إسرائيل لا تصادر الأرض فقط، بل تدمر ما عليها، هذه التجمعات يعيش سكانها على تربية الحيوانات والزراعة، وكل هذا سيتم فقدانه لصالح التجمعات الاستيطانية”.
وتابع شقير “سلطات الاحتلال تقوم بحماية المستوطنين، الذين نصبوا كرفانات ووضعوا أسلاك شائكة حول هذه الأراضي بحجة أنها ملك لهم ، هذه كانت مصدر رئيسي للزراعة، نحن الآن واقع علينا ضرر كبير جدا، هناك 150 فلسطيني مالك لهذه الأراضي”.
وأعلنت حكومة الإحتلال الإسرائيلي عن مصادرة الأراضي في المنطقة بهدف إقامة حي استيطاني أُطلق عليه اسم “كدمات زيون”، والذي سيضم 400 وحدة استيطانية، ومنذ الإعلان تحاول مجموعات المستوطنين السيطرة على هذه الأراضي للبدء بإقامة هذا الحي الاستيطاني، والذي يطل على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
وشرع المستوطنون، في وقت سابق، في بناء وحدة استيطانية في هذه المنطقة كمقدمة لبناء الحي الاستيطاني “كدمات زيون”، ويأتي تجريف الأراضي في إطار خطة توسيع وتسريع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس بشكل خاص، من أجل تهويدها والسيطرة على جميع الأحياء التي تحيط بها عبر إنشاء وإقامة وتنفيذ مشاريع استيطانية عدة.
