قالت مراسلة الغد في باريس، إن الفرنسيين وصفوا اليوم بأنه الخميس الأسود بسبب الشلل العام في البلاد نتيجة للإضراب العام الذي دعت إليه النقابات العمالية.
وامتد الإضراب إلى قطاعات عدة مهمة من بينها: التعليم والصحة والطاقة والمواصلات والنقل.
وأوضحت مراسلتنا أن الإضراب شاركت فيه العديد من المدن الفرنسية فضلا عن الوفود التي حضرت للعاصمة باريس للمشاركة والتجمع في ساحة الجمهورية.
وأشارت إلى أن هدف التظاهرات هو الضغط على الحكومة للتراجع عن إصلاح قانون التقاعد المثير للجدل، ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما، مع الإبقاء على 62 عاما عمرا قانونيا للتقاعد ولكن براتب تقاعدي غيرِ كامل، بسبب أن خزينة التقاعد تعاني من عجز يبلغ 12 مليار يورو، موضحة أن نسبة كبيرة من الفرنسيين يعارضون هذا الإصلاح وهذه التغيرات.
ووفقا لمشروع القانون، فسيتم تطبيق الإصلاحات فقط على المواليد بعد عام 1975.
كما بينت مراسلة الغد أن هناك مطالب أخرى تتعلق برفع الأجور في القطاعين العام والخاص، بالتزامن مع غلاء الأسعار، خصوصا في ملف الطاقة، حتى بات الحديث الآن لدى المواطنين هو الاختيار ما بين الطعام ودفع الفواتير.
ودخل الإضراب العام في فرنسا حيز التنفيذ، احتجاجاً على تعديل نظام التقاعد في البلاد، بدعوة من جميع النقابات العمالية، ليشمل معظمَ القطاعات الحيوية، أبرزُها النقلُ والملاحةُ الجوية والتعليمُ والصحة.
وتشهد البلاد مظاهراتٍ يقدر عدد المشاركين فيها بأكثر من نصف مليون شخص، وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية أن المتظاهرين قد يلجأوا إلى العنف، لذلك قررت حشدَ أكثرَ من عشرة آلاف شرطي بينهم 3500 في باريس وحدها.
وتعد هذه المرةَ الثانية خلال عشرة أعوام التي تحاول فيها الحكومةُ الفرنسية رفعَ سن التقاعد، حيث قامت في 2010 برفع السن من 60 إلى 62 عاما.
ووفقا لاستطلاعات الرأي، يعارض 68%من الفرنسيين هذه الخطوة. ولكن الحكومةُ الفرنسيةُ تقول إنها ضرورية لخفض عجز الميزانية. وبلغت قيمةُ المعاشات ما يقرب من 14% من الناتج المحلي الإجمالي، ويبلغ الحدُ الأدنى للمعاشات في فرنسا ألفا ومئةَ يورو.
وتسبب الإضراب، اليوم الخميس، في إغلاق قصر فرساي وبرج إيفل.
كما سيغلق متحف أورسيه أبوابه مساء اليوم بسبب الإضراب ضد إصلاح نظام التقاعد، لذا ألغيت الزيارة الليلية للمتحف.
كما تم إغلاق النصب التذكاري بشكل استثنائي، اليوم الخميس، وسيتم تأجيل افتتاحه من جديد حتى الساعة 11 صباحًا، يوم غد الجمعة.
