باريس تعتزم حل حركة تركية «متطرفة»

دعا نواب ألمان الأربعاء الحكومة الى النظر في حظر جماعة “الذئاب الرمادية” القومية التركية المتطرفة، بعد وقت قصير من إعلان فرنسا حلّ الجماعة على أراضيها.

واتّهم المشرّعون الألمان جماعة “الذئاب الرمادية”، التي ينظر اليها على أنّها جناح تابع لحزب متحالف مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بتبنّي “عقيدة قومية وعنصرية”.

وترتبط الجماعة بشكل وثيق مع حزب الحركة القومية التركي الذي يتزعمه دولت بهتشلي، المتحالف مع حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.

وأيّد النواب مشروع قانون يطالب الحكومة “بمراقبة أنشطة الحركة في ألمانيا عن كثب والتصدي لها بحزم من خلال حكم القانون لدينا”.

وأورد مشروع القانون أن هناك نحو 11 ألف تركي ينتمون الى اليمين المتطرف في ألمانيا.

وكانت باريس قد أعلنت بداية الشهر حل جماعة “الذئاب الرمادية” بعد يومين من فرض حظر عليها، في حين توعّدت أنقرة بردّ “حازم” على خطوة باريس.

وجاء قرار الحكومة الفرنسية بعد تشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية قرب ليون بكتابات شملت عبارة “الذئاب الرمادية”.

ويرى محللون أن دور حزب الحركة القومية حاسم لتمكين أردوغان من الاستمرار في بسط سيطرته على تركيا، حيث كان دعم بهتشلي له عاملاً رئيسياً وراء فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2018.

فيما وصف بأنه «إزاحة الستار» عن تنظيم إرهابي لم يتوقف نشاطه منذ الستينيات، وكان يعمل من خلف الستار بعيدا عن الأضواء  الإعلامية سواء عبر بيانات أو وسائط الاتصال الاجتماعي، رجحت إدارة الأمن الفيدرالي الروسي، مشاركة جماعة «الذئاب الرمادية القومية» التركية، في حادث تحطم الطائرة الروسية «إيه -321» من طراز إير باص بوسط سيناء، بالتنسيق مع تنظيم داعش الإرهابي، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224.

وكشفت  وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، أن إدارة الأمن الفيدرالي الروسي تعتقد أن تنظيم «الذئاب الرمادية» التركي المتطرف، والذي يعمل في العديد من الدول العربية، ومن بينها مصر، قد يكون وراء انفجار الطائرة الروسية، وذلك بالتنسيق مع تنظيم «داعش».
ويؤكد الخبير الأمني الروسي، الجنرال فيدرا كويف، أن دائرة الأمن الفيدرالي أعادت منظمة إرهابية إلى أضواء «الخيمة السوداء» التي تنضوي تحتها جماعات وتنظيمات إرهابية بمسميات مختلفة، وهو أول إعلان عن نشاط هذه الجماعة الإرهابية التي تمارس عملياتها في الظل غالبا رغم تواجدها داخل الأراضي التركية وخارجها.

ويشير الخبير الأمني الروسي، إلى أن المؤسسة الأمنية السيادية في روسيا، رصدت منذ سنوات تحركات الذئاب الرمادية، داخل تركيا، ولكنها عادت إلى ما يمكن تسميته بـ«الأضواء السوداء» داخل الساحة الإرهابية مؤخرا خارج الأراضي التركية بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، ثم وجهت عملياتها ونشاطها الإرهابي ضد روسيا، في أعقاب أزمة شبه جزيرة القرم في شهر فبراير/ شباط 2014، وتدخلت لصالح النظام التركي عقب التوتر الساخن بين موسكو وأنقرة.

 وأوضح فيدرا كويف، أن منظمة الذئاب الرمادية اعترضت على الحصار الروسي لشبه جزيرة القرم، ونشرت صورا لعناصر إرهابية ترفع أصابعها بإشارة «الذئاب الرمادية»، وهو ما عبر عنه رئيس أوكرانيا المعزول فيكتور يانوكوفيتش، صراحة بالقول، «شركاؤنا الأتراك من منظمة الذئاب الرمادية يشاركوننا في حصارنا»، كما شاركت المنظمة الإرهابية في العمليات القتالية التي خاضتها قوات انفصالية في جمهورية الشيشان الروسية، وفي تنظيم نقل الأسلحة إلى المقاتلين المناهضين لموسكو في منطقة القوقاز.

  وأضاف، لصحيفة كورمسانت الروسية، أن المعلومات الاستخبارية التي رجحت مشاركة الذئاب الرمادية في إسقاط الطائرة الروسية داحل سيناء المصرية، استندت إلى واقعة لفتت الانتباه إلى دور هذه الجماعة الإرهابية، بعد أن بثت  قناة «سي إن إن» الناطقة باللغة التركية، شريطا لقائد المجموعة المسلحة التي أطلقت النار على طياري القاذفة الروسية «سو-24» التي أسقطتها تركيا فوق الأجواء السورية أثناء هبوطهما بالمظلة، وهو التركي ألب أرسلان جيليك أحد أعضاء منظمة «الذئاب الرمادية» المتطرفة ونجل عمدة سابق لإحدى المدن التركية، وكان واضحا فيما بعد أن هناك علاقة بين السلطات التركية وجماعة الذئاب الرمادية، وتكشفت بوضوح في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، حين قام رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، بزيارة قبر  ألب أرسلان توركيش، مؤسس منظمة «الذئاب الرمادية» وحزب الحركة القومية في العاصمة أنقرة.

ويسمى تنظيم الذئاب الرمادية، أيضا «تنظيم الشباب المثالي»، ويعتبر الذراع المسلحة غير الرسمية لحزب الحركة القومية التي تعارض أي تسوية سياسية مع الأكراد، وهي منظمة تركية معروفة بتطرفها القومي، تأسست في نهاية ستينيات القرن الماضي بمبادرة من ألب أرسلان توركيش، وقد قامت بعمليات عنيفة ودموية في السبعينيات.