بالتزامن مع زيارة روحاني للعراق.. اتفاق كردي لضرب الأطماع الإيرانية والتركية

أكثر من مشهد يدور في كواليس زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، للعاصمة العراقية بغداد، التي بدأت أمس الإثنين.

تستهدف طهران عبر هذه الزيارة التي استقبله فيها الرئيس العراق برهم صالح ، فك العزلة المفروضة بالعقوبات الأمريكية على إيران.

كما تحمل زيارة روحاني سعيا لاستمرار النفوذ الإيراني في بعض دول المنطقة، واستكمال التدخل في شؤون الدول العربية.

اتفاق تاريخي لمنع اختراق إيران وتركيا لمناطق الكرد

بالتزامن مع الزيارة، وصل اتفاق تاريخي كردي-كردي، بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، إلى مرحلة التنفيذ.

يأتي الاتفاق بعد عداء بين الجانبين، سبقته حروب أهلية، امتدت في فترة التسعينيات.

وتعمل بنود الاتفاق على تشكيل حكومة موحدة من المكونات السياسية في إقليم كردستان العراق.

ويسعى طرفا الاتفاق إلى تعطيل المحاولات المتوقعة من طهران وأنقرة لإفشاله.

واستهدف كل من تركيا وإيران طوال العقود الماضية أماكن التواجد الكردي في العراق وسوريا ومناطق الكرد الممتدة داخل تركيا وإيران.

وتقوم بذرة هذا الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة لإقليم كردستان العراق، يشارك فيها المكونات السياسية والحزبية الكردية.

محاولات إيرانية لوأد الاتفاق مبكراً

تحدث سياسيون أكراد، عن أن زيارة الرئيس الإيراني في هذا التوقيت إلى بغداد، تستهدف أيضاً عدم تفعيل هذا الاتفاق والعمل على إعادة الوضع بين المكونين الحزبيين الكرديين، الديمقراطي والاتحاد، إلى نقطة الصفر.

وأوضحوا أن الانقسام الكردي، هو أحد المحاور التي تخدم أهداف إيران التوسعية، واستمرار مصالحها ونفوذها في دول الجوار.

وتعتبر زيارة روحاني، التي تستمر لمدة 3 أيام، هي الأولى للعراق، منذ وصوله إلى السلطة عام 2013.

حكومة موحدة في إقليم كردستان العراق

يقول ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في اليونان،إيراهيم مسلم، إن الاتفاق تم العمل عليه منذ فترة، لتشكيل حكومة موحدة، وهو خطوة توحيدية لحزبين رئيسيين في إقليم كردستان العراق.

وأضاف مسلم أن الاتفاق يعمل على تقوية الموقف الكردي وإرادة شعبه في مواجهة الأطماع الإيرانية والتركية.

وأشار مسلم إلى أهمية تشكيل الحكومة لخدمة المواطنين، وإخراج الاحتلال التركي، وإنهاء النفوذ الإيراني.

وأكد على ضرورة تسمية حكومة وطنية تتعامل بشكل جيد مع هذه المخاطر حتى تحل كل المشاكل بينها وبين الحكومة المركزية في بغداد من أجل سلامة الشعب الكردي والعراقي والأمن القومي العربي.

تطورات كردية في سوريا ذات انعكاسات

وأكد المحلل السياسي الكردي، إبراهيم كابان، أن هناك تطورات كردية في سوريا لها انعكاسات على كردستان العراق، وسط علاقات جيدة بين الإدارة الذاتية في شمال سوريا مع الاتحاد الوطني الكردستاني.

ولفت كابان إلى أن هذه الحالة الجديدة، لها أبعادها الاستراتيجية وستنعكس بشكل إيجابي على العلاقة الكردية الواحدة، في ظل تفاهمات على الطريق.

ويرجح أن هذه الحالة قد ينتج عنها وحدة الصف الكردي، والتخلص من العواقب التي كانت تضر بالمصلحة الكردية، سواء الاحتلال التركي أو المطامع الإيرانية في ظل التوجه الأوروبي الأمريكي بتقليص النفوذ الإيراني في العراق.

وقال كابان، إن هذا الاتفاق الاستراتيجي يجعل القوات العسكرية موحدة ضد المخاطر والأطماع الإيرانية والتركية، وتقسم الثروات بشكل عادل، وأن تكون الحكومة صاحبة الإرادة.

وتابع “الأهم أن الإدارة الموحدة لإقليم كردستان العراق المعترف به دولياً، سيكون لها انعكاسات سلبية على إيران وتركيا في المناطق العربية والكردية”.

وأردف قائلا “إذا كان هناك تفاهم كردي- كردي، يجب أن يتجه نحو كسر هذه النفوذ لتلك القوى الإقليمية”.

إيران وتركيا أدارا الحرب الأهلية بين الكرد بالتسعينيات

استكمل كابان موضحا أن الأطماع الإيرانية والتركية، تسببت في نفور بين الطرفين الكرديين، ومع هذا الاتفاق، يضع الحزبين في مرحلة تبتعد عن الحروب الأهلية السابقة، التي أديرت من جانب الإيرانيين والأتراك، في مخطط ضرب الكرد بالكرد.