أسست صحيفة «إسبرسو» الإيطالية الشهيرة منصة باللغة العربية، للمرة الأولى في تاريخها، لجمع روايات شهود العيان بشأن التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، قائلة إنها تطالب بالعدالة للطالب الإيطالي، الذي قُتل في مصر جوليو ريجيني.
وأطلقت الصحيفة على المنصة لقب «ريجينيليكس»، على غرار موقع «ويكيليكس»، المسؤول عن تسريب وثائق وتقارير سرية وشديدة الأهمية على مستوى العالم.
وقالت المنصة، في افتتاحيتها: «أسسنا منصة محمية لجمع شهادات حول التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، للمطالبة بالعدالة لجوليو ريجيني ولأي ريجيني آخر من مصر»، وتابعت: «موت جوليو ريجيني غير مقبول، للطريقة التي تم بها، وغير مقبول للروايات الكاذبة ولمحاولات التضليل، قد يكون مختزلا الاكتفاء بالمطالبة بكشف حقيقة مقتل ريجيني فقط ونسيان الضحايا الآخرين، حتى لو سلموا قتلة ريجيني، وهذا أمر حتى الآن غير محتمل، فإن الانتهاكات أصبحت تحت أعين العالم بأسره، والتظاهر بعدم رؤيتها يعتبر ظلما».
وقُتل الشاب الإيطالي ريجيني في مارس/ آذار الماضي بالقاهرة، حيث عُثر على جثته ملقاة على أحد الطرق الصحراوية بعد 9 أيام تقريبا من اختفائه، وظهرت بها علامات تعذيب وحشية.
وتوترت العلاقات بين القاهرة وروما على خلفية اتهامات من الأخيرة لقوات الأمن بتعذيب الشاب حتى الموت، وطالبت بتحقيق عاجل حول ملابسات مقتله، فيما استدعت سفيرها لدى مصر في 8 أبريل/ نيسان الماضي، عقب فشل اجتماع بين محققين إيطاليين ومصريين.
وتعد «إسبرسو» أعرق الصحف الإيطالية، وتعد ثاني أكبر المجلات وأبرزها، تصدر بدورية أسبوعية، وتأسست في أكتوبر/ تشرين الأول 1955، ولم يسبق لها إطلاق إصدارات بأي لغات أخرى سوى الإيطالية.
وأضافت الصحيفة، في افتتاحية تحقيقاتها، أنه على الرغم من الضغوطات من طرف الحكومة الإيطالية والمجتمع الدولي، في قضية قتل ريجيني، إلا أن الحقيقة لم تظهر بعد، متابعة: «جوليو كان باحثا إيطاليا من جامعة كامبريدج، ولد في مدينة ترييستي، شمال إيطاليا، ونشأ في فيوميشيلو التابعة لبلدية أوديني، سافر إلى مصر ليقوم ببحث يتعلق بالنقابات المستقلة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ولم يرتكب أي جريمة، وفي الذكرى الخامسة لثورة يناير خرج من بيته للقاء بعض الأشخاص في ميدان التحرير، رمز الربيع العربي، إلا أنه لم يصل هناك أبدا، ووجدت جثته في 3 فبراير/ شباط الماضي، ملقاة في مصرف بجانب طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي، لقد اختطف وعُذب لمدة أيام على يد محترفين، كما أظهر التشريح الطبي، الذي أُجري في إيطاليا».
وعلى الرغم من إطلاق المنصة مساء أمس، الإثنين، إلا أنها حظيت بتداول واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أشارت الصحيفة إلى أنها أسستها لتكون متاحة عبر تطبيقات الهاتف النقال المختلفة، وعبر أنظمة التشغيل المختلفة: ويندوز ولينوكس وماك، بالإضافة إلى أنها نصحت باستخدام «متصفح تور» الشهير الخاص بتأمين إدخال البيانات والتصفح في العالم.
وتشن الصحف الإيطالية هجوما لاذعا على نظيرتها المصرية بعد مقتل ريجيني، بينما قررت روما تغيير سفيرها لدى القاهرة، إلا أنها لم تعد تكليفه حتى الآن بالعودة إلى مصر.