«أعرب عن قلقي» جملة ارتبطت بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي أصدر مئات البيانات يشجب ويدين أوضاع سياسية وأزمات إنسانية كبرى، ويطمح الرجل البالغ من العمر 72 عاما، لدور جديد بعد أن تنتهي مدة رئاسته للأمم المتحدة التي باتت وشيكة، نهاية هذا العام بعد ولايتين قضاهما على رأس المنظمة الدولية.
وتشير الترجيحات إلى أنه يستعد ليترشح لرئاسة كوريا الجنوبية، وفي تقرير لها، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس، أن التحضيرات جارية على قدم وساق فى بلدة يومسيونج، مسقط رأس الأمين العام، استعدادا لترشحه.
وقالت الصحيفة أنه فى حالة الذهاب إلى العاصمة الكورية الجنوبية من البلدة بالسيارة، فسيكون هناك خياران للوصول، إما الاستدارة يمينا عند تمثال كبير للأمين العام بحقيبته الأممية وعبارة تشير إلى أنه يحمل العالم بأكمله فى يديه، أو القيادة عبر شارع بان كى مون للتوجه إلى مركز البلدة حيث توجد لوحة إعلانية ضخمة بها صورة له وهو مبتسم.
وأشارت الصحيفة أنه في مسقط رأس بان كى مون، تم بناء نسخة مقلدة من منزله، تعلوها لافتة مكتوب عليها «الغرفة التى ولد فيها بان كى مون».
يأتي ذلك في وقت تشير فيه استطلاعات الرأى عن تمتعه بفرص كبيرة للفوز خصوصا لوجود شعبيه جارفة له في بلاده.
ففي استطلاع أجرته وكالة يونهاب للأنباء تصدر قائمة الرؤساء المحتملين لكوريا الجنوبية بنسبة 28.3 بالمئة، وفي استطلاع لمؤسسة غالوب كوريا حصل على 26% من الاصوات المدعمة لترشحه بالرئاسة.
التكهنات أثيرت في مايو/آيار الماضي عندما زار كوريا الجنوبية، لمدة ستة أيام، وقالت وسائل إعلام محلية وقتئذ أنه ينوي نيته الترشح في السباق الى البيت الأزرق مقر الرئاسة الكورية الجنوبية عام 2017.
خصوصا انه خلال الزيارة طالب بإيجاد طريق نحو الحوار مع الشمالية، وتحدث عن الملف النووي لكوريا الشمالية، وهي قضية قد تكون مهمه أن يناقشها في خطوته نحو الرئاسة.
كما أنه زار قرية صغيرة تقع في مقاطعة كيونج سانج الشمالية معقل حزب سينوري الحاكم، الذي من المتوقع في حال الترشح أن يكون هو مرشح الحزب.
لكنه امتنع عن التأكيد بعد بيان ألمح فيه إلى أنه يمكن أن يطلب نصائح عن مستقبله السياسي، لينفي بعدها أن تكون رحلته تهدف إلى تجهيز ترشحه لرئاسة بلده، وقال إنه يستغرب التكهنات المبالغ فيها مؤكدا ان زيارته لا ترتدي اي طابع شخصي او سياسي.
وأضاف في مؤتمر صحفي «انا اكثر من يعرف ما افعله ويجب ان احسم امري».
لكنه خلال زياره لبلدته الصغيرة قال إنه سيفكر في مستقبله كواطن كوري جنوبي فور تقديم استقالته من منصبه الأممي، وتم تفسير هذا التصريح بأنه مؤشر على خوضه الانتخابات القادمة في ديسمبر/كانون الأول 2017.
وما أثار التكهنات مرة اخري هي رسالة ارسلها في يوليو/تموز الماضي إلى كيم جونج- بيل رئيس وزراء كوري جنوبي سابق يوصف بأنه رمز سياسي هناك، قال في الرسالة إنه سيزوره عندما يعود إلى كوريا الجنوبية في يناير القادم، وطلب من كيم تقديم النصح والتوجيهات له في المستقبل.
ولم يكن مون بعيدا عن السياسة فقد كان وزير خارجية قبل تقلده المنصب الاممي، وكان قد بدأ مسيرته الدبلوماسية في الهند عضوا في بعثة بلاده بنيودلهي، ثم تولى منصب السكرتير الأول في بعثة بلاده في نيويورك قبل أن يصبح مديرا لقسم الأمم المتحدة في البعثة.
يوصف بأنه صاحب الدبلوماسية الهادئة، فعندما انتقد من قبل منظمة هيومان رايتس ووتش عام 2010 متهمته بالفشل في الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول ذات الأنظمة القمعية، دافع مكتب الأمين العام موضحا أنه يستخدم الدبلوماسية الهادئة ويمارس ضغوطا من أجل وقف هذه الانتهاكات.
