«بحر الخيانة» يفصل بين الحلفاء بـ«موجات شكوك» متفاقمة

تؤكد الدوائر السياسية في باريس، أن أزمة الغواصات  جاءت في مرحلة شكوك أوروبية متفاقمة، وكشفت أنَّ العالم الغربي يجتاز مرحلة من الشكوك العميقة، وأن أزمة الغواصات كشفت أيضا  عن رسائل  «بحر الخيانة» بين الحلفاء.. ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تقفز إلى الواجهة الخلافات العلنية بين الولايات المتحدة وحلفائها، لكن الأزمة الجديدة تأتي في مناخ جديد يتعلق بأمريكا ودورها في إدارة العالم.

تصاعد الشكوك في القارة القديمة

ويرى خبراء ومحللون سياسيون، أن السنوات الأخيرة ساهمت في تصاعد الشكوك في القارة القديمة، ولا يتعلق الأمر دائماً بأخطاء أمريكا في إدارة العالم، ولكن يتعلق أحياناً بالشكوك في رغبة أمريكا في الاستمرار في هذه الإدارة وفي مدى حرصها على تحالفاتها وحلفائها، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، غسان شربل، ولم يتردد مسؤولون أمريكيون في الحديث صراحة في العقود الأخيرة عن القارة العجوز العاجزة عن العثور على موقع مضمون في نادي الكبار.

  • وبينما كانت روسيا بوتين تحاول الفوز بأكبر قسط ممكن من الإرث السوفياتي، وكان ورثة ماو يخترقون العالم بمشروعات البنية التحتية والقروض، في حين كانت المجموعة الأوروبية تعاني الأمرين للتحدث بصوت واحد في شؤون القارة والعالم. ضاعف من البلبلة قيام بريطانيا بالقفز من السفينة الأوروبية طامعة بعلاقة خاصة وحميمة مع أمريكا.

خيانة أمريكية..وانتهازية بريطانية

في الحديث عن استيائها من التحالف الأمني الثلاثي (أمريكا ـ بريطانيا ـ استراليا ) الذي أفقدها ما كانت تعتبره «صفقة العصر» مع أستراليا ( صفقة الغواصات الفرنسية قيمة 90 مليار دولار  استرالي، ما يعادل 56 مليار يورو)، استخدمت فرنسا مفرداتٍ قاسيةً تعبر عن الشكوك العميقة التي كانت كامنة تحت السطح الهادئ للعلاقات. زاد في مرارة باريس أنَّها كانت تعتقد أنَّ عهد جو بايدن ليس في وارده ارتكاب مثل هذا النوع من المفاجآت الذي كانت تتخوف منه في عهد سلفه.

  • وهكذا تحدثت باريس عن «الخيانة» و«الطعن في الظهر» و«الأنانية» و«الانتهازية»، مبررة استدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور..وإذا كانت باريس تتَّهم استراليا بالإخلال بصفقة الغواصات، فإنَّها تعتبر أنَّ العرض الأمريكي هو الذي شجّعها على الخيانة، من دون أن تنسى الحديث عن الانتهازية البريطانية.

الأزمة تلقي بظلالها على الأمم المتحدة

واعتبرت صحيفة «لي زيكو» الفرنسية، أن شبح الازمة  «الأمريكية – الفرنسية» سيلقي بظلاله على أجواء الجمعية العامة للأمم المتحدة، غدا الثلاثاء..وقالت الباحثة لدى المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، لورانس ناردون، أن الأمريكيين يخال لهم أنهم غير مستفيدين من أوروبا في صراعهم مع الصين، لكنهم يطالبونها، رغم ذلك، بالاصطفاف الى جانبهم بشكل كامل، ما يجعل العلاقة مع واشنطن خاسرة بكل الاحوال.

هل يصمد الحلف الأطلسي وأوروبا امام الازمة؟

ويرى الكاتب الفرنسي، دومينيك مويزي، أن الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي أولى ضحايا الدبلوماسية الأمريكية، وأن الحلف الأطلسي سيجد صعوبة بالاستمرار جراء أجواء الخيانة والانشقاق بين اعضاءه، اثر هزيمته في أفغانستان، وأن أوروبا تلقت صفعة بمجرد اعلان الرئيس الأمريكي عن ولادة الاتفاقية الأمنية الثلاثية بين بلاده وأستراليا وبريطانيا، في الوقت الذي كشفت فيه عن استراتيجية اكثر تشددا تجاه الصين.

وأشارت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إلى أن الأزمة سوف تعطي زخما لمشروع استقلال الدفاع الأوروبي، أو إذا كان ما بدا من ضعف فرنسي سوق يقوض المشروع من أساسه..وأنه لم يسبق لفرنسا رغم حدة وخطورة أزماتها السابقة مع واشنطن أن لجأت الى استدعاء سفيرها في العاصمة الفدرالية «واشنطن».

تساؤلات حائرة  داخل أوروبا

الأزمة طرحت تساؤلات، بحسب تحليل غسان شربل : .هل تراجع ثقل أوروبا بعد خروج بريطانيا من هذا النادي الذي يتحدَّث بلغات كثيرة؟ وماذا عن القاطرة الألمانية – الفرنسية للاتحاد الأوروبي، في وقت تستعد فيه أنجيلا ميركل للمغادرة، ويتَّجه فيه إيمانويل ماكرون نحو انتخابات رئاسية؟ وإذا كانت أوروبا لم تستطع توحيد مفرداتها في التعامل مع فلاديمير بوتين كخصم أو شريك أو منافس، فمن يضمن توحيد صوتها في موضوع الصعود الصيني؟

تكشف أزمة فرنسا مع التحالف الثلاثي  «الأمريكي – الأسترالي – البريطاني» افتقار العالم الذي تقوده الولايات المتحدة، أو الذي يفترض أن تقوده، إلى إدارة هادئة وثابتة ومطمئنة للحلفاء. ليس لأمريكا في هذا التحالف منافس على الموقع الأول. الطموح الأوروبي لا يصل أبداً إلى هذه الحدود. لكن دولاً من قماشة فرنسا وألمانيا تطمح أن تكون شريكاً ولو متواضعاً في رسم السياسات؛ خصوصاً إذا كانت ستطالب بتحمل مسؤوليات ونتائج.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]