برغم إظهار نتائج الانتخابات الإسرائيلية تقدما واضحا لمعسكر اليمين، بقيادة حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو، إلا أنها تُظهر حتى الآن عدم قدرته على الحصول على 61 مقعدا من مقاعد الكنيست ليكون قادراً على تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما يتطلب منه جهودا كبيرة وربما تنازلات من أجل إقناع المزيد للانضمام إلى الائتلاف، وعلى رأس هؤلاء زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيجدور ليبرمان.
وحتى الآن يرى البعض أن ما حقق اليمين ليس انتصارا قاطعا، برغم ما حققه في الجولة الثالثة من الانتخابات الإسرائيلية، وأن الوقت لا يزال مبكرا للفصل بتشكيل حكومة يمينية، ورأت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن فشل قيادة اليمين للفوز بـ61 مقعدا، وهو ما يعني عدم قدرة نتنياهو على قيادة تحالف اليمين من أجل تشكيل حكومة جديدة.
انتصار تاريخي للقائمة المشتركة
وأشادت الصحيفة الإسرائيلية بالنتائج التي حققتها “القائمة العربية المشتركة” في الانتخابات، مؤكدة أنها حققت انتصارًا تاريخيا، ليس فقط بكونها ثالث أكبر حزب في إسرائيل بل باكتسابها المزيد من القوة السياسية.
وأشارت القناة الـ12 من التلفزيون الإسرائيلي أنه بعد فرز 99,9% من الأصوات أظهرت حصول “الليكود” على 36 مقعدا، مقابل 33 مقعداً حصل عليها منافسه الأقوى حزب “أزرق أبيض”، برئاسة رئيس الأركان الأسبق بيني جانتس، يليهما القائمة العربية المشتركة، والتي حصدت 15 مقعداً، تلاها حزب “شاس” الديني بـ9 مقاعد، أعقبهم حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة ليبرمان بحصوله على 7 مقاعد مثل كلاً من حزب “يهدوت هتوراة” وتحالف “العمل – جيشر – ميرتس” 7 مقاعد، تلاهم حزب “يمينا” بـ 6 مقاعد.
ضغوط لمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست”، إن زعيم حزب “كاحول لافان”، جانتس، يضغط من أجل منع بنيامين نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة، كونه متهمًا في قضايا فساد منظورة أمام القضاء حاليًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قادة “أزرق أبيض” يخططون للترويج لمشروع قانون يحظر على المسؤولين المتهمين بالفساد العمل في منصب رئيس الوزراء، وذلك للضغط على نتنياهو وحزبه للانضمام إلى حكومة وحدة برئاسة جانتس.
وفي إطار تبادل الاتهامات والانتقادات بين الجانبين، شن نتنياهو هجومًا حادًا على جانتس ووصفه بأنه أسوأ من المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي.
محاولات لتغيير رئيس الكنيست
وفي إطار المساعي تلك المساعي التي يقودها جانتس للضغط على نتنياهو، أو الإطاحة به إن استطاع، أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن هناك محاولات يقودها حزب جانتس من أجل تغيير هوية رئيس الكنيست الحالي، يولي إدلشتاين، إذ يرون ضرورة انتخاب رئيس جديد للكنيست، وتم طرح اسم جديد لرئاسة الكنيست وهو مائير كوهين.
ووفقًا للصحيفة، فإن ليبرمان يدعم تلك الخطوة من أجل تعزيز القانون والتناوب داخل الكنيست، حيث أعلن “إسرائيل بيتنا” أنه سيدعم أمام الكنيست قانون لتقصير مدة ولاية رئيس الوزراء لفترتين فقط، ومنع أي عضو كنيست متهم بقضايا جنائية من تكليفه بتشكيل الحكومة، في إشارة إلى قانون الحصانة، الذي يعتزم نتنياهوتقديمه في الكنيست للهروب من الملاحقة الجنائية في القضايا التي تلاحقه.
