برلمان سريلانكا يوقف صرف رواتب الوزراء للضغط على رئيس الحكومة

حثت اليابان السبت سريلانكا التي أعلنت العام الماضي إفلاسها، على تسريع إعادة هيكلة دينها مع مقرضيها ولا سيما الصين أكبر دائنيها، سعيا لإعادة الاستقرار إلى اقتصاد هذا البلد بعد أزمة غير مسبوقة.

ورحب وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي بالإصلاحات الاقتصادية بموجب حزمة إنقاذ من صندوق النقد الدولي لكنه قال إن سريلانكا بحاجة إلى تسريع وتيرة المفاوضات مع دائنيها.

وقال هاياشي للصحافيين بعد زيارة استمرت يوما واحدا “نقلت توقعاتي بمزيد من التقدم في عملية إعادة هيكلة الدين”.

نحو 52 بالمئة من ديون سريلانكا الثنائية مصدرها الصين، تليها اليابان والهند.

ولا تبدي بكين حماسة لتمديد آجال الديون، وقد عرضت في بادئى الأمر مزيدا من القروض لسداد الديون القديمة، وهي خطوة غير مقبولة بموجب قواعد صفقات الإنقاذ الخاصة بصندوق النقد الدولي.

وتسبب موقف بكين بتأخير حزمة انقاذ من صندوق النقد الدولي بقيمة 2,9 مليار دولار مُنحت أخيرا في آذار/مارس، بعد عام تقريبا على إعلان كولومبو تخلفها عن سداد 46 مليار دولار من الدين الأجنبي.

ويتعين على سريلانكا الحصول على موافقة جميع الدائنين الرسميين وغالبية حاملي السندات للحصول على دفعة ثانية من صندوق النقد مقدارها 330 مليون دولار في سبتمبر.

بعد عجزها عن سداد قرض ضخم حصلت عليه من الصين في 2018 لبناء ميناء بحري عميق في هامبانتوتا، سلمت سريلانكا المشروع إلى شركة صينية مقابل 1,12 مليار دولار بعقد إيجار مدته 99 عاما.

وعانت سريلانكا من نفاد السيولة النقدية لشراء السلع الأساسية العام الماضي ما أدى إلى نقص مزمن في الغذاء والوقود والأدوية. وأُرغم الرئيس آنذاك غوتابايا راجاباكسا الذي اتُهم بسوء الإدارة، على الفرار من البلاد والاستقالة في يوليو 2022 بعد أشهر من الاحتجاجات.

أطلقت الشرطة في سريلانكا اليوم الأحد الغاز المسيل للدموع وفتحت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين غاضبين من قرار تأجيل الانتخابات المحلية بعد أن قالت الحكومة إنها لا تستطيع تمويلها بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة.

وتلقى نحو 15 شخصا العلاج من إصابات طفيفة، وفقا لمستشفى كولومبو الوطني.

وحاول آلاف المؤيدين لحزب السلطة الوطنية المعارض التوجه نحو حي الأعمال الرئيسي في العاصمة كولومبو، متجاهلين تحذيرات الشرطة بعدما أمرت محكمة بمنعهم من دخول المنطقة التي تشمل مقر إقامة الرئيس ومكتبه والعديد من المباني الحكومية الرئيسية.

جاء الأمر على خلفية الاحتجاجات الحاشدة التي شهدها شهر يوليو/ تموز، عندما اقتحم آلاف الأشخاص مكتب الرئيس ومقر إقامته واحتلوهما لعدة أيام.

وأجبرت الأزمة الرئيس آنذاك غوتابايا راجاباكسا، على الفرار من البلاد وتقديم استقالته.

ونتج الاضطراب عن النقص الحاد لبعض الأطعمة والوقود وغاز الطهي والدواء، بعدما أفلست سريلانكا جراء عجزها عن سداد الديون الخارجية.

وتفاوض الرئيس الجديد رانيل ويكرمسينجه بشأن حزمة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي بقيمة 2.9 مليار دولار، على مدى 4 سنوات، لكن لا يمكن إتمام الصفقة إلا إذا قدم الدائنون تأكيدات بشأن إعادة هيكلة الديون.

ويتجاوز إجمالي الدين الخارجي لسريلانكا 51 مليار دولار، يجب سداد 28 مليار دولار منها بحلول عام 2027.

وقدمت الهند والعديد من الدول الدائنة الأخرى حتى الآن تأكيدات تفي بمعايير صندوق النقد الدولي، لكن الصفقة معلقة على موافقة الصين على إعادة هيكلة الديون بنفس المستوى.

وقالت وزارة المالية السريلانكية إنها لا تستطيع جمع التمويلات الكافية لإجراء الانتخابات في 9 مارس/ آذار في مجالس المدن والقرى، على الرغم من تقديم الأحزاب السياسية ترشيحاتها.

وأجبر القرار لجنة الانتخابات على تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى.

قال وزير الدفاع السريلانكي، اليوم الجمعة، إن بلاده ستخفض قوام جيشها بما يصل إلى الثلث إلى 135 ألفا بحلول العام المقبل وإلى 100 ألف بحلول عام 2030، فيما تحاول البلاد، التي تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ أكثر من 7 عقود، خفض الإنفاق.

وقال بريميتا باندارا تيناكون، في بيان، إن “الإنفاق العسكري هو في الأساس نفقات تتحملها الدولة والتي تحفز بشكل غير مباشر وتفتح مجالات للنمو الاقتصادي عن طريق ضمان الأمن القومي وأمن السكان”.

وقال صحفي يعمل في صحيفة ديلي ميرور في سريلانكا في تغريدة على تويتر إن الرئيس السابق جوتابايا راجاباكسه توجه إلى الولايات المتحدة مع أسرته بعد ترك منصبه في وقت سابق من هذا العام في أعقاب الأزمة الاقتصادية في البلد الآسيوي.