برنامج التطعيم من كورونا في المغرب يتجاهل المهاجرين غير الشرعيين
يمضي المغرب قدما في برنامجه للتطعيم من فيروس كورونا بوتيرة أسرع من أي بلد أفريقي آخر، لكن المهاجرين غير الشرعيين ليسوا ضمن خططه تلك، مما قد يقوض الجهود الرامية للسيطرة على المرض.
وتعصف جائحة كوفيد-19 بقطاع السياحة في المغرب، وأدت لانخفاض الصادرات الصناعية. وتأمل المملكة أن يساعد برنامج التطعيم اقتصادها على التعافي.
ويتجاوز معدل التطعيم لدي المغرب، وهو 14 جرعة لكل مئة فرد، فرنسا وإيطاليا الأكثر ثراء.
ويركز البرنامج إلى الآن على العاملين في المجال الطبي وغيرهم من المشتغلين في المجالات الحيوية وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، لكن الحكومة تستهدف الوصول إلى مناعة القطيع هذا الصيف.
وحصل المغرب على 8.5 مليون جرعة، منها سبعة ملايين من أسترا زينيكا ومليون من سينوفارم الصيني، ومن المتوقع كذلك أن يقر لقاح سبوتنيك الروسي.
وسئل عبد الكريم يحيان، المسؤول بوزارة الصحة عن حملة التطعيم، عن الخطر الذي قد يشكله عدم تطعيم المهاجرين غير الشرعيين، فقال إنه لم يصدر بعد قرار رسمي حيال ذلك الأمر.
وأضاف أن عشرات الآلاف من الأجانب المقيمين بشكل قانوني تلقوا التطعيم.
وقال يحيان “مع تجاوز الطلب على اللقاحات العرض (عالميا)، حرصنا على توقع احتياجاتنا والحفاظ على إمدادات اللقاحات دون انقطاع”.
وقالت بعض الجماعات التي تدعم حقوق المهاجرين إن إسقاط المهاجرين غير الشرعيين من برنامج التطعيم قد يكون مكلفا.
وقال يونس فضيل رئيس جمعية أوراق للجميع “كلفة عدم إدراج المهاجرين الذين لا يحملون وثائق في حملة التطعيم أعلى من كلفة اللقاح”.
ودائما ما كان المغرب قبلة لعدد كبير من المهاجرين الأفارقة الساعين للوصول إلى أوروبا، خاصة وأنه لا يفصله عن إسبانيا سوى 14 كيلومترا عبر مضيق جبل طارق.
وعلى الرغم من منحه الإقامة لأكثر من 50 ألفا منهم منذ 2013 في إطار مسعى أوسع لبناء تحالفات مع منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، فإن أعدادا كبيرة لا تزال دون وثائق رسمية.
قال الكونجولي فرانك إيانكا عضو المنظمة الديمقراطية للشغل، “سنستقل نفس الحافلات وسيارات الأجرة ونذهب إلى نفس المطاعم والأسواق”. وحث السلطات على وضع المهاجرين غير الشرعيين ضمن خططها.
ونقابته واحدة من جماعات عدة في المغرب انضمت الأسبوع الماضي في مطالبة السلطات بتوسيع نطاق الإقامة ليشمل المزيد من المهاجرين من خلال إصدار وثائق مؤقتة.
ولا توجد أرقام رسمية لعدد المهاجرين غير الشرعيين في المغرب. وقال إيانكا إن هناك ما لا يقل عن 20 ألفا.
يعمل الغيني كوندي سيما حارس عقار في الرباط وحاول سدى العبور مرتين إلى أوروبا. وقال إنه أراد الحصول على التطعيم لكن لم يتسن له ذلك لانتهاء تصريح الإقامة الخاص به وعدم تجديد صاحب العمل عقده.
وأضاف سيما البالغ من العمر 36 عاما ولديه رضيع عمره 11 شهرا “أرغب في تلقي اللقاح لكن دون رقم بطاقة إقامة سليم لا أستطيع التسجيل للحصول عليه”.
