يعقد وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي اجتماعا اليوم، الخميس، في مقر المجلس الأوروبي في بروكسل لبحث سبل تحسين التنسيق الأمني، عقب يومين من انفجارات هزّت العاصمة البلجيكية وأسفرت عن مقتل 34 قتيلا وعشرات الجرحى، في الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة تكثيف عملياتها لاعتقال المتهم الرئيسي في التفجيرات.
يأتي الاجتماع بالتزامن مع انعقاد أولى جلسات محاكمة المتهم الرئيسي بتفجيرات باريس الإرهابية التي وقعت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وأسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصا وجرح مئات آخرين.
وبدأت المحاكمة في بروكسل بالاستماع لإفادة المتهم صلاح عبد السلام، الذي أظهرت تحقيقات أخرى ارتباطه بالخلية التي نفذت التفجيرات أمس الأول، الثلاثاء، فبعدما تبيّن أن المتهم الرئيسي الهارب نجم العشراوي صديق طفولة عبد السلام، أشارت التحقيقات إلى أن الأخير كان من المفترض قيامه بدور ما في التفجيرات الأخيرة.
وقال مصدر بلجيكي كبير إن رجال الأمن الذين فتشوا شقة سكنية استأجرها الإرهابيان وسط العاصمة بروكسل ليجدوا متفجرات أخرى كان من المفترض استخدامها في العملية الأخيرة، مشيرا إلى أن اقتحمت الشقة الأسبوع الماضي في إطار مداهمات شنتها للاشتباه في المجرمين، وفقا لما نشرته مجالة «بوليتيكو» في نسختها الأوروبية.
وبعدما تبين ضلوع الأخوين إبراهيم وخالد البكراوي في التفجيرات، أشارت معلومات جديدة إلى أن مشتبه به ثالث ظهر يحمل حقيبة كبيرة على ظهره في لقطات لكاميرات مراقبة، قناة CCTV الصينية، في مترو أنفاق ماليبيك حيث أسفر الانفجار عن مقتل 20 شخصا، وقال مصدر شرطي إنه «من غير المؤكد أن المشتبه الثالث قُتل، ربما يكون هاربا».
وكان وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز قال، يوم السبت الماضي في مؤتمر لكبار خبراء الأمن، أي بعد اعتقال عبد السلام بيوم واحد، إن «عبد السلام يخطط لهجوم كبير آخر، لا نعرف بالضبط ماهو المخطط حتى الآن، إلا أننا وجدنا كميات كبيرة من الأسلحة بحوزته، وأيضا نراقب مجموعة من المشتبه بهم المتورطين في مساعدته في بروكسل».
ويتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري غدا، الجمعة، إلى بروكسل في زيارة تهدف للوقوف على تطورات الموقف هناك وتقديم المساعدة لبلجيكا وتعبيرا عن التضامن معها، فيما انضم فريق من محققي FBI للمكتب القانوني التابع لهم في بروكسل.
ونقلت شبكة NBC الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول في مكتب التحقيقات قوله إن: «عدد من المحققين توجه إلى بروكسل، لكن ليس للقيام بأي تحقيقات هناك، إن ما سيفعله سيكون مشابها تماما لما حدث عقب تفجيرات باريس الإرهابي، سيلتحقون فقط بالمكتب التابع لنا في السفارة الأمريكية».
وكانت صحف بلجيكية قالت أمس، الأربعاء، إن السلطات ألقت القبض على العشراوي، إلا أن ذلك تم نفيه بعد ساعات، فلا يزال العشراوي هاربا وتكثف الشرطة عملياتها للبحث عنه.
ووفقا لما نشرته وكالة أنباء رويترز اليوم، الخميس، فإن مسؤولين أمريكيين أعربوا عن استيائهم وإحباطهم تجاه صعوبات التواصل الاستخباراتي مع البلجيكيين، وقال مصدر رسمي أمريكي: «عندما يحاول محققون أمريكيون الاتصال بوكالات بلجيكية طلبا للمعلومات فإنهم يواجهون صعوبات في معرفة الوكالة المعنية أو القسم المختص»، إلا أن جي رابايل رئيس لجنة الإشراف على أجهزة الأمن والمخابرات البلجيكية قال: «هذه الهجمات تُظهر أن زيادة التنسيق مع الولايات المتحدة مرغوبة».