«لا تتطاول على أسيادك».. هكذا هاجم العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، في القمة العربية المنعقدة بشرم الشيخ عام 2003، أمام شاشات التلفزيون، عندما شن القذافي هجوما على المملكة، لسماحها للقوات الأجنبية بدخول أراضيها لاحتلال العراق.
تلك الكلمات التي أثارت غضب القذافي، دفعته لتسيير مخطط لاغتيال الملك عبد الله وإنفاق مئات الآلاف من الجنيهات للمعارضين السعوديين المقيمين في بريطانيا، للبحث عن أشخاص داخل المملكة لتنفيذ «المؤامرة»، في الوقت الذي كان فيه الملك عبد الله وليا للعهد، إلا أنه كان الشخصية الأقوى في المملكة خلال مرض الملك فهد، حيث كان من المخطط اغتيال الملك عبد الله بإطلاق صاروخ على موكبه.
وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، اليوم السبت، إن السلطات البريطانية فتحت التحقيق من جديد مع أحد المتهمين بالمشاركة في محاولة اغتيال العاهل السعودي السابق الملك عبد الله، ويدعى محمد المسعري، بتهمة التهرب الضريبي، في محاولة لحرمانه من 600 ألف يورو يتهم بأنه حصل عليها من ليبيا لدوره في عملية الاغتيال، وهو ما ينكره.
وتصدرت أنباء محاولة الاغتيال بعد توقيف أحد المشتبه بهم، ويدعي عبد الرحمن العمودي، الذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، قبل اتهامه بتمويل تنظيم القاعدة، حيث تم توقيفه في مطار هيثرو عام 2003 وبحوزته 238 ألف يورو، واعترف بدوره في المخطط، وحكم عليه بالسجن 23 عاما بتهمة التعامل غير المشروع مع ليبيا.
وخلال التحقيق معه في مقر شرطة العاصمة البريطانية «سكوتلاند يارد»، كشف العمودي، أن المسعري متورط في محاولة الاغتيال بمشاركة الطبيب الجراح، سعد الفقيه، مؤكدا أن المسعري أجرى زيارة سرية إلى ليبيا التقى خلالها بمعمر القذافي، كما كشف عن تفاصيل اجتماعات أخرى أجريت في مطاعم لندن تضمنت تفاصيل عملية الاغتيال وتسليم المبالغ المالية المتفق عليها.
وقال العمودي، وفق التحقيقات التي تناولتها الصحيفة، أنه عرف المسعري على رئيس جهاز المخابرات الليبية السابق، موسى كوسا، الذي قدم الأسلحة للمسعري، وكان سعيدا لطلب القذافي، مؤكدا أن العقيد محمد إسماعيل، الضابط السابق في المخابرات الليبية، سافر إلى مكة المكرمة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، لدفع مليوني دولار لمن اختيرو لتنفيذ المهمة، إلا أن السلطات السعودية ألقت القبض عليهم، أما إسماعيل، فهرب إلى مصر، ثم تم توقيفه وترحيله إلى السعودية، حيث اعترف بدوره في مخطط الاغتيال، وجرى التحقيق معه من جانب محققين أمريكيين.
