بريطانيا تقرر مصيرها بين الانسحاب أو الاستمرار في الاتحاد الأوروبي
23 يونيو .. تاريخ ترتقبه الأوساط الأوروبية بشكل عام، والبريطانية بشكل خاص، حيث حدد لإجراء استفتاء وقف بـ«المصيري» حول موقف بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي ما بين الخروج منه أو الاستمرار فيه.
ويجرى الاستفتاء بناء على تعهدات دأب رئيس الوزراء البريطاني على قطعها ردا على الدعوات المتصاعدة، لذلك من جانب النواب المحافظين، وحزب الاستقلال، فيما يعد الاستفتاء الأول من نوعه منذ التصويت على البقاء في الاتحاد الأوروبي عام 1975.
وعلى الرغم من التعهدات المستمرة لكاميرون، إلا أنه يأتي على رأس الداعمين لاستمرار بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي محذرا من نتائج انسحابها من الاتحاد.
ومع اقتراب التصويت، يتصاعد الجدل بين الفريقين المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي والمعارض له، حيث يرى المؤيدون أن البقاء يعد أفضل للاقتصاد البريطاني، وأن المخاوف بشأن الهجرة، وغيرها من القضايا لا تقارن بالعواقب الاقتصادية للخروج من الاتحاد الأوروبي.
ووفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن تصويت الناخبين في الاستفتاء المرتقب يرتكز على الاختلافات الطبقية العميقة في المجتمع البريطاني، حيث أن الفئة التي تحصل على مال وتعليم أقل سيصوتون بالضرورة للانسحاب
البقاء «الخيار الأفضل»
في الوقت الذى يرى فيه مراقبون أن تأثير الانسحاب سلبي على الاتحاد الأوروبي، حيث أن بريطانيا من بين الدول ذات الإسهام الصافي «تدفع اشتراك أكثر مما تحصل علي مزايا»، وتأثير سلبي علي تجارة بريطانيا ذاتها باحتمال حرمانها من مزايا التجارة الحرة، أشارت صحيفة «الجارديان» إلى ارتفاع نسبة المؤيدين لخروج بريطانيا من عضوية الإتحاد الأوروبي لنسبة 53%، فيما تراجعت النسبة المؤيدة للبقاء لـ47%، وذلك بعد استبعاد الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
وأشار الاستطلاع الذي أُجري عبر الهاتف ميل الناخبين نحو التصويت للبقاء فى الإتحاد، حيث حصل حزب المحافظين على نسبة تأييد 34%، بينما حصل حزب العمال على 33%، وحصل حزب الاستقلال على 14%، فيما حصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 9%، وحصل حزب الخضر على 5%.
استطلاع الهاتف كشف عن أن البقاء في الاتحاد الأوروبي مازال الخيار المفضل لناخبي حزب العمال، حيث وصلت نسبة تأييد البقاء لـ 58% فى مقابل 38% فضلوا المغادرة، بينما وصلت النسبة لحزب المحافظين، 49% مؤيد للمغادرة، مقابل 47% يؤيدون البقاء، أما حزب الاستقلال، فقد وصلت نسبة التأييد للمغادرة لـ97%، مقابل 2% يؤيدون بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبى.
وبالنسبة للأوروبيين، فإن دراسة أجرتها مؤسسة ألمانية وأورتها صحيفة بي بي سي البريطانية أكدت أن أغلبية الأوروبيين يريدون بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، لكنهم منقسمون حول تأثير خروجها منه وإن كان هذا سيؤدي إلى معاناة الاتحاد.
الموقف الألماني
ويعد الموقف الألماني هو الأكثر دعما لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي شددت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أهمية بقاء بريطانيا فيما اعتبر وزير الخارجية الألماني أن تصويت البريطانيين إلى جانب الخروج «سيشكل صدمة للاتحاد الأوروبي، وسيتوجب علينا بعدها العمل للحفاظ عليه لكي لا تنتهي عملية اندماج ناجحة دامت عقودا إلى تفكك هذا التكتل».
ويعزي مراقبون الموقف الألماني إلى التمسك بالوحدة الأوروبية، حيث فضلت ألمانيا الاقتطاع من أراضيها في مقابل ذلك، فقد فقدت ألمانيا نحو 30% من أراضيها في الشرق لبولندا وفي الغرب لفرنسا، حيث أن هناك مدن ما زال سكانها من الألمان لكن تحت علم فرنسا، وذلك في إطار تسويات ما بعد الحرب العالمية الثانية.
