بسام درويش يكتب: جلسة المجلس الوطني.. خطوة في الاتجاه الصحيح

انعقدت جلسة المجلس الوطني الفلسطيني بما لها وما عليها. لم تنفع دعوات تأجيلها وكذلك فشلت محاولات مقايضة المشاركة فيها مقابل تحقيق مطالب معينة مثل رفع الإجراءات العقابية على غزة أو تغيير مكان انعقاد الجلسة. وصاحبت انعقاد الجلسة حالة من الجدل والنقاش بين المؤيدين لعقدها أو المعارضين لها. غير أن هذا النقاش لم يسهم في إيضاح الصورة بل زاد في ارباك المشهد الفلسطيني. حيث أنه في معظمه لم يكن نقاشا سياسيا بل على العكس كان متمترسا في خندق الانقسام ويستعير لغته ومفرداته ويضرب بسيفه. فهبطت لغته وفقدت حججه وجاهتها وقدرتها على الاقناع.

نعم انعقدت الدورة العادية الثالثة والعشرون للمجلس الوطني الفلسطيني في ظل ظروف فلسطينية بالغة التعقيد جراء استمرار الانقسام وتوالد مشاكله وأزماته ففي قطاع غزة يقع السكان بين مطرقة التمكين وسندان اللا تمكين. ويعانون جراء ذلك من تجفيف منابع الحياة الكريمة بدءًا من الراتب المحجوب مرورا بفتح باب التقاعد المبكر لعشرات الآلاف من الموظفين وليس انتهاء بأزمة الكهرباء والدواء وتلوث البيئة وغيرها من المشاكل والأزمات. كما أن الدورة الثالثة والعشرين تنعقد في ظل تفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا جراء الأزمة السورية. حيث يتزامن انعقاد الدورة مع استعار المعارك في مخيم اليرموك بين الجيش السوري وحلفائه من جهة وخاطفي المخيم الإرهابيين من جهة ثانية، فيتعرض اليرموك أكبر مخيمات اللاجئين في سوريا الى تدمير ممنهج، ويتعرض ما تبقى من سكانه للتنكيل والقتل من قبل طرفي الصراع فيه.

تنعقد الدورة الثالثة والعشرون بعد اثنين وعشرين عاما عن الدورة التي سبقتها. سنوات كانت حبلى بالأحداث والتطورات العاصفة فلسطينيا وإقليميا ودوليا. أبرزها دوران اتفاق أوسلو في حلقة مفرغة واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وتغييب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عن المشهد بعد حصار دام. واستعادة احتلال الضفة الفلسطينية وشرك الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة الذي نفذه رئيس وزراء الاحتلال أرئيل شارون. وعلى المستوى الإقليمي تغيرت الخارطة العربية بالمطلق بدءًا من احتلال العراق وليس انتهاء بالأزمة السورية وحرب اليمن وغيرها من الأحداث الدراماتيكية التي مازالت المنطقة العربية تئن تحت وطأتها.

ولعل تلك الفترة الطويلة بين دورتي المجلس وفرت مادة خصبة لمنتقدي منظمة التحرير الفلسطينية وزودتهم بسهام نقدها. سواء من باب الحرص عليها أو من قبيل التربص بها وفي هذا السياق نشطت محاولات التشكيك بوحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني وبدأت تطفو على السطح بروفات لتشكيل أطر موازية لها كمؤتمر فلسطينيي الشتات الذي عقد في إسطنبول في شباط | فبراير عام 2017. الذي أثار موجة غضب واسعة لدى معظم الأوساط الفلسطينية.

كان من الخطأ رهن عقد المجلس الوطني الفلسطيني لأجندة الانقسام فالمجلس هو بوابة التجديد لمؤسسات المنظمة وهو المكان الأنسب لصياغة الرؤى الفلسطينية ووضع الاستراتيجيات الوطنية لمواجهة التحيات التي يفرزها الواقع. ومن الخطيئة السياسة انتظار عقد جلسته حتى انجاز ملف المصالحة سيما بعد أن شهد ملف المصالحة تعثرا ملحوظا اعادها الى المربع الأول. والمفارقة ان من يرهن عقد جلسة المجلس الى حين إتمام المصالحة وفي نفس الوقت لا يملك أدوات الضغط لإنجازها يكون كمن يسعى للقبض على الريح. لأن مثل هذا الاشتراط بضع المنظمة تحت قبضة من يشكك بوحدانية تمثيلها ويسعى إلى خلق أطر موازية لها أو الى السيطرة عليها.

صحيح أن ثمة أخطاء ارتكبت أثناء الاعداد للجلسة كان من المفترض تجاوزها مثل اسقاط عضوية أعضاء في اللجنة التنفيذية للمنظمة من عضوية المجلس وهذا خطأ فادح. أو مثل الخلل في نسبة تمثيل المحافظات الجنوبية في الاتحادات والمنظمات الشعبية وكذلك عدم الالتزام بالكوتة النسائية كما أقرها المجلس المركزي. وغيرها من الأخطاء الإدارية التي قد يكون طول الفترة بين دورتين أحد أسبابها. ولكن رغم هذه الأخطاء فإن انعقاد الدورة يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح. ويجب أن ينصب الاهتمام الآن على مخرجات الدورة بأن تستجيب للتحديات الخطيرة المتربصة بالقضية الفلسطينية وتستهدف المشروع الوطني الفلسطيني وفي مقدمتها فتح الأبواب واسعة لاستكمال الحوار الوطني الفلسطيني للعمل على انجاز المصالحة الفلسطينية مما يمهد الطريق لدورة جديدة للمجلس.

إن تجديد مؤسسات وهيئات المنظمة وتعزيز شرعيتها في هذا الوقت بالذات يكتسب أهمية بالغة في مواجهة مشروع ترامب الذي يقوم على تجاوز الشرعية الوطنية الفلسطينية وسلب القرار الوطني المستقل ومحاولة تمريره الى أطراف ترتضي ان تلعب دور البرغي في ضرس تصفية المشروع الوطني الفلسطيني.

فاذا لم يكن لهذه الدورة من انجاز سوى تجديد مؤسسات المنظمة وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة فذلك انجاز هام يمكن ان يبنى عليه لتصحيح بعض أخطائها.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]