بسام درويش يكتب: مقاطعة الجبهة الشعبية للمجلس الوطني.. التاريخ يعيد نفسه

 

في النصف الثاني من عام 2015، وتحديدا في سبتمبر وجهت دعوات لعقد المجلس الوطني الفلسطيني وسط حالة من الجدل حول طبيعة الجلسة هل ستكون جلسة عادية او استثنائية وقد انقسم الفلسطينيون حول عقدها بين معارض وداعيا في نفس الوقت الى إعطاء فرصة اكثر للحوار من اجل جذب القوى الفلسطينية التي هي خارج منظمة التحرير الفلسطينية الى الجلسة وتحديدا حركتي حماس و الجهاد الإسلامي وبين مؤيد لعقد الجلسة التي من وجهة نظرهم تأخر عقدها اكثر من اللازم وأن عقدها ضرورة و مدخل هام لتجديد هيئات ومؤسسات المنظمة . وفي الربع ساعة الأخيرة تم تأجيل الجلسة لمدة ثلاثة أشهر وثد ذكر حينها أن قرار الجبهة الشعبية بمقاطعة جلسة المجلس الوطني كان وراء التأجيل.

اليوم وجهت الدعوات لعقد المجلس في الثلاثين من هذا الشهر، نيسان “ابريل” وأمامه استحقاقات مفصلية لعل أبرزها وضع رؤية جديدة لمواجهة التحديات المصيرية وفي مقدمتها ما يسمى بمشروع صفقة القرن. وهذه المرة أيضا ستلتئم الجلسة بغياب حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقد أعلنت الجبهة الشعبية عن مقاطعتها لجلسة الثلاثين من نيسان في اعقاب جلسة حوار معمق مع حركة فتح جرت في القاهرة مطلع ها الشهر.

مما لا شك فيه إن مقاطعة الجبهة الشعبية لجلسة المجلس ستحدث فراغا في بنية المجلس غير أنها لن تمس صفته التمثيلية ولكن في نفس الوقت ستبعد الجبهة الشعبية عن مركز صنع القرار فلسطينيا وستفوت فرصة طرح ما تريد طرحه داخل أطر المنظمة سيما وأنها الفصيل الثاني فيها.

إن عقد المجلس الوطني الفلسطيني في ظل التحديات المصيرية التي تتربص بالقضية الفلسطينية ضرورة وطنية ومهمة ملحة من الواجب القيام بها. كان المأمول ان تتم وفق ما اتفق عليه عام 2011 ولكن تعثر الملفات الخمس لهذا الاتفاق يطرح سؤالا هاما هل تبقى منظمة التحرير الفلسطينية رهينة الانقسام والمناكفات والتجاذبات المصاحبة له او ضرورة العمل على تعزيز مكانتها وتطويرها لتكون حافزا على طي صفحة الانقسام.

فالحديث عن مجلس وطني ” توحيدي ” بينما الأمور تسير نحو تعميق الانقسام كلمة حق تخدم الباطل، فقد دللت التجربة عدم جدية حماس بالانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية بشكلها الحالي فالحوار معها من أجل أن تكون فصيلا من فصائل المنظمة لم ينقطع منذ تأسيسيها أواخر ثمانينات القرن الماضي . وكذلك بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي حيث يرى كل منهما نفسه فصيلا موازيا للمنظمة. ولا يغير من هذه الحقيقة موافقتهما في 2011 على ملف تفعيل منظمة التحرير لانهما راهنا على شياطين التفاصيل بأن يبقى الملف حبرا على ورق. وبالتالي أن تترك مؤسسات المنظمة تتهالك تسقط بفعل الوقت.

في الواقع في ظل تعثر المصالحة بل وانتكاس ملفها بعد محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء لم يكن الخيار بين عقد مجلس وطني بدورة جديدة ، او عقده بدورته الحالية،  حسب ما اتفق عليه . بل كان بين ان يعقد مجلس وطني يعيد التجديد لمؤسسات المنظمة خاصة وان اخر اجتماع له كان عام 1996 او ان نترك للزمن فرصة تآكل مؤسسات المنظمة وتذويبها.

ان إصرار الجبهة الشعبية على مقاطعتها لجلسة المجلس الوطني المنوي عقدها نهاية هذا الشهر رغم فوات الفرصة الناجمة عن تأجيل جلسة سبتمبر 2015 لتوسيع رقعة المشاركة. ينسجم الى حد بعيد مع تاريخ عملها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية. ففي لحظات الاختلاف كانت الشعبية تعمل على تجميد عضويتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كما حدث في النصف الأخير في سبعينات القرن الماضي حين جمدت عضويتها احتجاجا على تبني منظمة التحرير الفلسطينية لبرنامج النقاط العشر. وشكلت مع الجبهة الشعبية القيادة العامة وجبهة التحرير العربية وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني اطارا موازيا للمنظمة باسم ” حبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية ”

كما انها سبق وقاطعت الدورة السابعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت بعمان عام 1984 والتي جاءت في اعقاب الانشقاق المدعوم من سوريا وبعد تعذر اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بسبب مقاطعة الفصائل الموالية لسوريا حضورها وحينها وضعت عراقيل كثيرة حول مكان انعقاد المجلس لدرجة ان بعض قيادة فتح اقترح ان تعقد على ضهر سفينة في قلب البحر كأصرار على ضرورة عقدها لمواجهة حالة الشلل في اللجنة التنفيذية من جهة ووضع البرامج والخطط الكفيلة بمحاصرة الانشقاق وتداعياته.  ثم سارعت الشعبية الى تشكيل ما سمي بجبهة الإنقاذ الوطني والتي رفعت شعار” إسقاط النهج من اسقاط الرمز ” أي تبني دعوة صريحة لأسقاط ياسر عرفات.

وهنا يسجل للشعبية هذه المرة انها استفادت من تجربتها بشكل ما اذ أعلنت مع مقاطعتها لجلسة المجلس انها لن تشارك في أي إطار مواز لمنظمة التحرير الفلسطينية.

سيعقد المجلس في الثلاثين من هذا الشهر وسينقسم الفلسطينيون حول نتائجه بين مرحب ومعارض. ولكن بالتأكيد لن تكون هذه الجلسة خاتمة المطاف فليتواصل الحوار و يكثف العمل لإنجاز ملفات المصالحة وحينها تتم الدعوة لعقد دورة جديدة حيث لا تناقض بين تجديد منظمة التحير لمؤسساتها وبين استمرار العمل لطي صفحة الانقسام وتجاوز وتبعاته

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]