بدأت إسبانيا عمليا في إجراءاتها الخاصة باستدعاء زعيم ما يسمى جبهة “البوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي للتحقيق، بعدما كان قد دخل إليها، قبل أيام، طلبا للاستشفاء.
وكشفت وسائل إعلام إسبانية، أن قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية الإسبانية أمر بالتحقق مما إذا كان زعيم البوليساريو يوجد على الأراضي الإسبانية بهوية وأوراق مزورة، قبل أن يقرر في مسألة استدعائه للتحقيق في جرائم تعذيب واغتصاب وغيرها من انتهاكات حقوق الانسان في إطار شكوى مقدمة ضده من قبل حقوقيين.
ويأتي التحرك الإسباني الأخير، بعد تلويح المغرب بالتصعيد ضد إسبانيا، بسبب استضافتها لغالي.
وأوردت مصادر إعلامية إسبانية خبر استدعاء إبراهيم غالي زعيم ما يسمى بجبهة البوليساريو الإنفصالية للمثول أمام النيابة العامة على خلفية شكايات تقدم بها نشطاء حقوقيون بإسبانيا تتعلق بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
من جهتهم طالب أعضاء البرلمان المغربي السلطات القضائية الإسبانية بتطبيق القانون وتدارك ما وصفوه بالفضيحة.
وقال المحامي والأكاديمي المغربي، تاج الدين الحسيني، إن إبراهيم غالي يواجه ورطة قانونية حقيقية أمام القضاء الإسباني الذي يجرم ما ينسب إليه من جرائم خطيرة، خاصة الاغتصاب والتعذيب، والتي تعتبر جرائم ضد الإنسانية وتصل عقوبتها إلى إسبانيا إلى السجن 20 عاما.
فيما أوضح الكاتب الصحفي المغربي، محمد الطالبي، أن غالي مطالب الآن للمثول أمام القضاء الإسباني، وربما يتم الاعتذار عن ذلك بسبب ظروفه الصحية، مؤكداً أن غالي لا يمتلك أي حصانة أمام القضاء الإسباني أو الأوروبي.
وأخد ملف إبراهيم غالي في ارتباطه بقضية المغاربة الأولى أبعاد سياسية و دبلوماسية استاثرت باهتمام الرأي العام المغربي.
وشكلت محور نقاش برلماني طالب خلاله نواب وممثلو المغاربة بالتحرك وفق اختصاصاتهم الدستورية.
وجددت أحزاب الأغلبية والمعارضة دعهما للدبلوماسية المغربية في مواقفها المعلنة من الموقف الإسباني، وطالبت حكومة مدريد بتدراك ما تصفه بـ” الفضيحة”.
تصعيد الرباط من لهجتها في قضية إبراهيم غالي يقابله صمت إسبانيا, ما يفتح باب التكنهات بمستقبل العلاقات بين الجارتين على احتمالات عدة.
وقال الخبير في العلاقات الدولية من مدريد، محمد الروين، إن ردود الأفعال الإسبانية جاءت نتيجة للضغط المغربي القوي من أجل استدعاء غالي للتحقيق معه.
فيما قال الكاتب السياسي في الرباط، عبدالفتاح نعوم، إن إسبانيا تقول إنها قدمت تفسيرات للمغرب، لكنها تفسيرات غير واضحة أو دقيقة، ورأى أن المشكلة تكمن في أن ما يتعبر دواعي إنسانية وراء استقبال غالي لابد أن تسقط في أقرب فرصة، لذا ستنكشف سريعا التبريرات التي طرحتها مدريد.
وأوضح نعوم أن تنظيم البوليساريو يدعي طوال سنوات أنه ممثل لما يسمي الشعب الصحراوي، والآن يخرج زعيمه بطريقة ساقطة أخلاقيا وسياسيا وبهوية مزورة، وهو ما يعكس أزمة حقيقية للتنظيم ويعكس وضعه الحقيقي على المستوى السياسي والقانوني الدولي، واصفا أن التنظيم يتبع أسلوب الفارين من العدالة والمرتزقة والخارجين عن القانون في السفر لدول أخرى.
