«طارق عبد الجابر موفد التليفزون المصري..من القدس المحتلة».. جملة يعرفها جيدا من كان يتابع نشرة التاسعة المصرية، فقد كان يطل على المشاهدين بشكل شبه يومي، لينقل للمصريين ما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية، ويختتم تقريره بتلك الجملة، عرف اسمه بشكل أكبر وقت الانتفاضة الفلسيطينية، في وقت لم تكن الأطباق الهوائية والإنترنت منتشرة بشكل واسع في البلاد.
بعد غياب 3 سنوات وصل عبد الجابر اليوم، الأربعاء، إلى مصر، قادما من العاصمة اليونانية أثينا، بعد تطمينات بعدم القبض عليه.
«أنا ندمان إنى خرجت من مصر، واعتراضي كان لا بد أن يكون من داخل البلد، وأقول رأيي حتى لو كان مخالفا».. تصريحات أطلقها عبد الجابر قبيل عودته.
من فلسطين إلى تركيا
بدأ حياته في المجال الصحفي والإعلامي بالعمل في مؤسسة أخبار اليوم، ثم أصبح مراسلا للتليفزيون المصري في قطاع غزة لعدة سنوات، وأنشأ إذاعة على الإنترنت، ثم عمل في إحدى القنوات الخاصة.
اختفى عبدالجابر مدة طويلة، ليظهر فجأة في اعتصام رابعة العدوية، الذي نظمته جماعة الإخوان في يوليو/تموز 2013، وقال وقتها للمتظاهرين، «أنا لازم أكون معاكم»، بعدها سافر لليونان ومنها لتركيا لينضم لقناة الشرق، التي تبث من تركيا، والتي تهاجم برامجها الرئيس والحكومة المصرية.
قدم عبد الجابر هناك برنامج «الأبواب الخلفية»، قبل أن يختلف إداريا وماديا مع القناة وينسحب منها في 2015، وهو ما أوضحه رئيس قناة الشرق أيمن نور، أن عبد الجابر حضر من اليونان للعمل في قناة الشرق، التي تبث من تركيا بمبادرة وإلحاح منه، واستمر عمله بها لشهور قليلة، وترك العمل بعدها، وعاد إلى اليونان، قبل توقف القناة لأسباب مالية، وأشار إلى أن علاقته بالشرق انتهت نهائيا منذ منتصف 2015.
عايز أموت في مصر
«أصبت بسرطان في المعدة، وعايز أموت في مصر، وأريد العودة، لكني خائف».. تصريحات أطلقها عبد الجابر في الفضائيات، مطالبا بالعودة إلى مصر.
وعقب لقاء الكتاب والمثقفين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خرج الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، ليعلن أن الرئيس تعهد بإصدار قرار بعودة طارق عبدالجابر إلى مصر دون أي ملاحقات أمنية.
ليعبر بعدها مراسل التليفزون المصري السابق عن سعادته الشديدة والترحيب بقرار رئيس الجمهورية بالسماح له بالعودة إلى القاهرة، قائلا: «أنا النهاردة أتولدت من جديد».
اتهامات متبادلة
منذ أن قرر أن يعود بدء عبد الجابر بالهجوم على جماعة الإخوان المسلمين، فكتب رسالة قال فيها، إن «الإخوان ضللوني، وأيمن نور ضحك عليّ».
وأعلن أنه ليس إخوانيا، بل وطني مائة في المائة، موضحًا أنه كان ومازال ليبراليا ينتمي إلى حزب الجبهة الديمقراطية، الذي كان يترأسه الكاتب الصحفي أسامة الغزالي حرب قبل دمجه مع حزب المصريين الأحرار.
فيما تلقي هجوم من جماعة الإخوان المسلمين، فهيثم أبو خليل، الذي يقدم برنامج على قناة الشرق، كذب ادعاءات عبد الجابر، واصفا ما يفعله بالتمثيلية المكشوفة، ليؤكد «طارق ليس مريضا بالسرطان مطلقا، أؤكد مطلقا».
الهجوم عليه لم يكن من قبل الإخوان فقط، بل من الداخل أيضا، فكلا الطرفين يعتبرونه عميلا، ومن أبرز المهاجمين له داخل مصر مصطفي بكري، النائب البرلماني، الذي أعلن بأنه سيتقدم ببلاغ ضده، مشددا على أنه لن يتسامح مع أي شخص هاجم البلد، مؤكدا أنه سيحاربه وسيرفض عودته.
وقال بكري، «الخائن والمتآمر مالوش مكان في مصر، يموت في المكان اللي هو فيه، أو يروح يموت في إسرائيل زي غيره».
وكذلك وحيد حامد الكاتب المصري، الذي اتهم عبد الجابر بأنه يريد خداع المصريين، مضيفا أن عليه أن يخضع لسيادة القانون والعدالة.
