بعد إسقاط رئيسين في يومين.. محتجو السودان: هذا لا يكفي

اعتبر منظمو الاحتجاجات في السودان تنازل رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عوض بن عوف مساء الجمعة عن منصبه، غداة الإطاحة بالرئيس عمر البشير، خطوة لا تكفي.

وطالب المحتجون بضرورة نقل السلطة فورًا إلى حكومة مدنية انتقالية، مؤكدين أنهم لن يبارحوا الشارع حتى تنظيم جميع مطالبهم، وعلى رأسها ، أنهم لا يريدون أوجهاً تتبدل أقنعتها من البشير إلى ابن عوف إلى برهان.

بيان بن عوف

نقلا عن التليفزيون السوداني نقلت قناة الغد استكمالا لتغطيتها الشاملة حول العالم خاصة العربي منه، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عوض بن عوف مساء الجمعة تنازله عن منصبه واختياره الفريق أول عبدالفتاح برهان خلفاً له، وذلك غداة إطاحته بالرئيس عمر البشير.

وأصر المحتجون على أن هذة الخطوة غير كافية، وطالبوا قواتهم المسلحة بنقل السلطة فوراً إلى حكومة مدنية انتقالية.

وأكد بن عوف ثقته في كفاءة وجدارة من كان يشغل منصب المفتش العام في الجيش، عبدالفتاح برهان، لهذا المنصب وأنه على ثقة بأنّ الأخير سيصل بالسفينة التي أبحرت إلى برّ الأمان.

وفي خطابه أعلن بن عوف يضًا أنه أعفى الفريق أول دكتور ركن كمال الماحي من منصبه نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي والذي كان يشغل هو رئيس أركان الجيش، وذلك بعد أن إصرّاره على المغادرة، وفق قوله.

وأتت خطوة بن عوف الذي كان وزير دفاع في عهد البشير، غداة إطاحة الجيش بالرئيس وتشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسة ابن عوف، في خطوة لم تلق ارتياحاً في صفوف المحتجين في شوارع الخرطوم الذين يطالبون بأن تكون الحكومة المقبلة مدنية.

فيما أدى برهان القسم رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي في السودان، ليل الجمعة بجسب ما اعلنته وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”.

إصرار المحتجين

أصر منظّمو الاحتجاجات التي اندلعت منذ 4 أشهر ضد حكم البشير على إعلان رفضهم الإجراء الجديد، مؤكّدين أنّ المتظاهرين لن يبارحوا الشارع إلاّ بعد “تنحّي النظام ونقل السلطة لحكومة مدنية انتقالية فوراً.

وفي بيان خاطبت “قوى إعلان الحرية والتغيير” القوات المسلحة بأن تضمن عملية النقل الفوري للسلطة إلى حكومة مدنية انتقالية عبر المجلس القيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير”.

وطالبوا أيضًا بإلغاء أيّ قرارات تعسّفية من قيادات لا تمثّلها ولا تمثل الشعب، والتحفّظ على جميع رموز السلطة الماضية من المتورّطين في جرائم ضد الشعب حتى عرضهم على محاكمات عادلة يحاسبون فيها على ما اقترفوه.

وأكّدت القوى تمسكهم بالاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة وفي جميع ولايات السودان، بل هددوا بالإضراب الشامل حتى تنقل السلطة بالكامل لحكومة مدنية انتقالية.

وصدر بيان منظّمي الاحتجاجات بعيد إعلان “تجمّع المهنيين السودانيين”، رأس حربة الحركة الاحتجاجية، أنّ تنازل بن عوف عن منصبه يعد انتصارًا لإرادة الجماهير.

 ليلة الاحتفال بإسقط رئيسين

ما إن أعلن ابن عوف تنحّيه، إلا وسرعان ما انطلقت حشود من المواطنين في شوارع العاصمة مرددين هتافات مثل “مالْها؟ … سقطت!”، و”في يومين سقّطنا رئيسين!.

وآخرون رفعوا صوراً لأشخاص قتلوا أثناء الاحتجاجات، مردّدين منها  “دم الشهيد ما راح، الليلة سقطت صاح”.

رؤية لإدارة البلاد

يأتي ذلك فيما أصدرت قوات الدعم السريع بالسودان، بقيادة اللواء محمد حمدان حميدتي دقلو، بيانا طرحت فيه رؤيتها لإدارة البلاد.

أشار البيان إلى ضرورة فتح باب الحوار مع مختلف شرائح المجتمع والإسراع في تنظيم لقاءات مع قيادات ورؤساء الأحزاب السياسية وتجمع المهنيين وقادة الشباب، وقيادات تنظيمات المجتمع المدني.

وأضاف البيان أنه يجب وضع برنامج واضح لفترة انتقالية لا تقل عن 3 أشهر، ولا تزيد على 6، ويتم خلالها تعديل الدستور عبر لجنة صياغة تشارك فيها جميع قوى السودان.

كما أكد أهمية تشكيل مجلس انتقالي يتضمن تمثيلاً عسكرياً، ومدنياً من مجلس الوزراء، بالإضافة  إلى تشكيل حكومة مدنية يتم الاتفاق عليها بواسطة الأحزاب وتجمع المهنيين ومنظمات المجتمع المدني وقادة الشباب والمرأة وفق الحراك.

ولفت إلى تحديد مهمة المجلس الانتقالي بالتركيز على إنقاذ الوضع الاقتصادي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، والإشراف على لجنة صياغة تعديل الدستور دون التدخل في مهامها.

كما ذكر أن تشكيل محاكم ونيابات عامة لمكافحة الفساد بشتى صوره، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف رقابة محلية ودولية وفقاً لقانون انتخابات يتفق عليه بين أصحاب المصلحة، يأتي ضمن مهمام المجلس الانتقالي

واختتم البيان الذي تم نشره على صفحة قوات الدعم السريع عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بإعلانه عدم المشاركة في المجلس العسكري إلى حين الاستجابة لمتطلبات الشعب وبدء تنفيذ الإجراءات  المذكورة سلفاً.

مقتل وإصابة 36

في سياق آخر، أعلنت الشرطة السودانية مقتل 16 شخصاً وإصابة 20 آخرين بجروح يومي الخميس والجمعة في الخرطوم جراء إصابتهم بأعيرة نارية خلال “تفلتات” أمنية و”اعتداءات” استهدفت ممتلكات حكومية وخاص، وفقا لما أعلنهالمتحدث باسم الشرطة السودانية، اللواء هاشم على عبد الرحيم.

وأشار عبد الرحيم إلى أنّ الاعتداءات شملت بعض المقار والممتلكات الحكومية والخاصة”.