جاء إعلان جماعة تدعي “كتيبة الإمام شامل”، مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع في مترو مدينة سان بطرسبرج الروسية مطلع الشهر الجاري والذي أسفرعن مقتل 16 شخصاً وإصابة أخرين .
وفي بيانها الصادر، ذكرت “كتيبة الإمام شامل”، والتي يعتقد أنها حديثة الإنشاء، أن من قام بتنفيذ العملية أحد أعضاء الكتيبة ويدعى” أكبر جان جليلوف”، وأن العملية تمت بتوجيهات من زعيم تنظيم “قاعدة الجهاد”، الدكتور أيمن الظواهري، رداً على التدل الروسي في سوريا- بحسب وصف البيان، ومتوعدين بمزيد من العمليات داخل العمق الروسي.
ساعات فقط هي الوقت الزمني الفاصل بين بيان” كتيبة الإمام شامل” وبين التسجيل الصوتي الذي خرج فيه زعيم تنظيم القاعدة، الدكتور أيمن الظواهرى والذي دعا فيه إلى الانتقال لحرب العصابات.
ودعا الظواهري في كلمته التي بثتها “مؤسسة السحاب الإعلامية”، بعنوان “الشام لن تركع إلا لله”، الفصائل السورية دون تسميتها، إلى الاتحاد، مطالباً إياهم بعدم التراجع.
المحلل السياسي الدكتور كمال حبيب، قال أن صدور هذا البيان علي هذا النحو يؤكد مسؤلية القاعدة عن الحادث ، مشيراً إلي ثمة تعاون و تنسيق قد يحدث بين التنظيمين داعش والقاعدة، في ظل السياقات التي تستهدفهما معاً في نفس الوقت سواء في استهداف القاعدة في اليمن وداعش في الموصل و في مدن سوريا.
حبيب أضاف في تصريحات خاصة لـ”الغد” ليس مستبعداً أن يكون هناك تعاون بين الطرفين، بعد فترات من الخلاف والفرقة علي خلفية الخلافات التي بدأت بين الفريقين على من يكون الخليفة، وشروط ذلك، وعلى ما يبدو أن هذه الخلافات تراجعت أمام ما يعتبره الطرفان تهديداً لهما، خصوصاً مع فكرة الظواهري القديمة بشأن قتال العدو البعيد هو الأولى والذي كان وقتها أمريكا، وفيما يبدوا أنه أضاف روسيا أيضا، مع تنحية خلافاته مع داعش.
ورجح، حبيب نسب العملية للقاعدة، على الرغم من إعلان داعش في وقت سابق مسؤليتها عن الحادث الإرهابي، وفسر ذلك بوجود نوع من التنسيق في بعض الأماكن بين التنظيمين، لاسيما وأن هناك تواجد قديم للقاعدة في روسيا و جمهورياتها الإسلامية، خصوصاً في الشيشان، وقد يحدث تطور في هذا التنسيق مستقبلاً، مع استمرار سياسة ترامب في استهداف القاعدة وداعش على حد سواء.
وتوقع المحلل السياسي، مزيد من العمليات في روسيا خلال الفترة المقبلة على اعتبار أن روسيا كانت أحد المسارح الحيوية القديمة التي عملت فيها القاعدة، وانتشار فكرها بين مسلموا آسيا الوسطى وخصوصاً أوزبكستان و الشيشان، وأوضح أن تسمية الكتيبة بمسمى “الأمام شامل” والذي قاد حركة المقاومة ضد الروس في القرن 19 لكونه رمز معنوي وجهادي كبيرلدى أعضاء تنظيم القاعدة في روسيا .
بدوره أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يحاول استرجاع قيادته المزعومة للجهاد العالمي في ظل تنافسه المحموم مع تنظيم داعش الإرهابي، حيث يقدم تنظيم القاعدة نفسه كطليعة الجهاد، حسب فهمه السقيم، ضد أمريكا وروسيا وبريطانيا، خاصة في ظل التشتت داخل الحركات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة.
وأوضح المرصد في تحليله للتسجيل الصوتي، أن كلمة الظواهري لم تخرج عن نسق الخطاب الحماسي الذي تروِّج له الجماعات المتطرفة، والمتمثل في الوصاية على الأمة الإسلامية وحثها على الجهاد الذي ما شوَّه فكرتَه ولا لوَّث قدسيتَه سوى تنظيم القاعدة والتنظيمات المنشقة عنه، مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها .
وأشار المرصد أن الظواهري يستخدم آليات خطابية من القرآن الكريم والسنة المطهرة لتخدم أغراضه في الصراع على زعامة موهومة، وأكد المرصد أن الكلمة المقتضبة التي ألقاها الظواهري تكشف مخاوفه من الابتعاد عن الاهتمام الإعلامي؛ لذلك وجَّه كلمته لعموم المسلمين، حتى يظل في صدارة المشهد، فكلمته القصيرة كان الغرض الرئيس منها أن يقول: “أنا لا زلت هنا”.
جدير بالذكر أن الحركة تنسب نفسها لشامل سلمانوفيتش باساييف، القائد العسكري الشيشاني، والذي قتل في انفجار وقع في 10 يوليو 2006.
