بعد اتفاق تركيا وأوروبا.. «القارة العجوز» حلم اللاجئين المستحيل

باتت لغة المصالح السياسية تطغى على الجوانب القانونية والإنسانية والأخلاقية، التي نصت عليها الاتفاقات الدولية بعد الاتفاق التركي الأوروبي، حول تحديد أعداد المهاجرين الأمر الذي بدد أحلام اللاجئين من دخول أوروبا.

«أخشى أن أوروبا اﻵن أصبحت حلما بعيد المنال»، هكذا وصف جاسم الصالح عالم الرياضيات السوري الذي فر من دمشق،لصحيفة «واشنطن بوست» اﻷمريكية، حال اللاجئين المتواجدين في تركيا بعد الاتفاق اﻷخير مع الاتحاد اﻷوروبي بشأنهم.

صالح وصل إلى أزمير، في انتظار وصول خطيبته من سوريا، التي حاولت خلال الشهرين الماضيين الوصول ﻷزمير قبل أن تنجح اﻷسبوع الماضي، إلا أن الآن فرص العروسين في الوصول ﻷوروبا ضاعت، بحسب قوله.

وتوصل الاتحاد اﻷوروبي وتركيا الجمعة الماضية لاتفاق ينص على إعادة جميع المهاجرين الجدد، الذين يصلون اليونان اعتبارا من 20 آذار/مارس الجاري إلى تركيا.

وينص أحد بنود الاتفاق على أنه سيطرد جميع المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذين يصلون من تركيا للجزر اليونانية، اعتبارا من 20 آذار/مارس الجاري إلى تركيا.

وأكد صالح أنهم لا يريدون إضاعة الـ 1200 دولار، التي سوف يحصل عليها المهربين مقابل تهريبهما إلى اليونان، إذا كانت السلطات سوف تعيدهم في اليوم التالي إلى تركيا.

وعن خطورة الرحلة، قال صالح، بالتأكيد الرحلة خطيرة، بعض السوريين مازال يحاول عبور البحر، إنهم يخاطرون بحياتهم، لذلك يعتقدون أن اليونانيين لا يمكنها إعادتهم، ولكن أعتقد أنها سوف تعيدهم مرة أخرى لتركيا، أعتقد أن الاتفاق دخل حيز التنفيذ، وبهذه الطريقة انتهى المشوار.

على مدى الأشهر الـ 15 الماضية، تم تهريب حوالي مليون لاجئ من تركيا للجزر اليونانية، وقالت السلطات إن مافيا التهريب، حصدت أكثر من 4 مليارات دولار من هذه التجارة العام الماضي.

كما قتل حوالي 400 شخص خلال عبورهم بحر إيجة، معظمهم غرقا، وحوالي 170 مفقودا، بحسب خفر السواحل اليوناني.

وبدأت وكالة «فرونتكس» التابعة للاتحاد الأوروبي، والمسؤولة عن وقف الهجرة غير الشرعية، في الاستعانة بحوالي 2500 شرطي، وضباط لمواجهة مشكلة قضية اللجوء للبدء في معالجة اللاجئين.

على ما يبدو أوروبا سمعت ما يكفي من هذه القصص، ووعدت بوقف موجة المهاجرين الجدد، واتخذ القرار قبل الانفجارات التي ضربت بروكسل الأسبوع الماضي.

مسؤولون في الاتحاد الأوروبي يقولون إن تركيا يمكن أن توفر ملاذا آمنا، وتعهدوا بإغلاق طريق شرق المتوسط.

ومقابل قبول عودة اللاجئين من اليونان، تحصل تركيا على أكثر من 6 مليارات دولار مساعدات، وتخفف إجراءات حصول مواطنيها على التأشيرات للسفر إلى أوروبا، واستئناف المفاوضات لضم تركيا للاتحاد الأوروبي.

أما المهاجرون الذين وصلوا لليونان بعد 19 آذار/مارس سوف يبقون قيد الاحتجاز على الجزر، ولن تسمح لهم بالوصول إلى البر الرئيسي، وتوقع مسؤولون بفرونتكس أن تكون أول رحلة عائدة باللاجئين إلى تركيا في 4 نيسان/إبريل.

وقالت جيجدم يليبول نائب رئيس بلدية أزمير، إن اﻷشخاص في البلدة يشعرون بالأسف لأولئك الذين يخاطرون بكل شيء في البحر، لكنهم يخشون أيضا ضياع حلمهم، بالنسبة ﻷكثر من 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا، أوروبا حاليا أصبحت حلم بعيد المنال.

وقال محمد الويك 45 عاما لاجئ سوري: لكي نكون صادقين، لقد نفذ المال لذلك نحن مازلنا هنا وهذه المدينة ليست سيئة للغاية، الأتراك يعاملوننا جيدا بما فيه الكفاية.

وأضاف، لقد سمعت أن السوريين المتواجدين في اليونان سوف يعودون لتركيا مرة أخرى، لذا فإننا سوف نعلق جميعا هنا.