تفاهمات جرت خلال الفترة الأخيرة بين حزب الله وهيئة تحرير الشام، فيما سمي باتفاق عرسال، والذي جاء علي 5 مراحل تمثلت في تبادل جثث القتلى والأسرى من الطرفين، وخروج آلاف اللاجئين مع المئات من مقاتلي “تحرير الشام” إلى إدلب.
وبثّت وكالة “إباء” الذراع الإعلامى لهيئة تحرير الشام فيديو يظهر عملية تبادل الأسرى التي جرت الأربعاء الماضي، وخرج بموجبها ثلاثة عناصر من حزب الله، مقابل ثلاثة أسرى من سجن رومية في لبنان، كما بثت هيئة تحرير الشام الفيديو الأخير للأسرى الخمسة المتبقيين لحزب الله، الذين أسروا في العامين الماضيين في معارك ريف حلب.
التفاهمات التي تمت بين حزب الله من ناحية وبين هيئة تحرير الشام تدفع للحديث عن تكرار نفس الأمر مع تنظيم داعش، لا سيما بعد تصريحات زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، بشأن وجود جثث ومفقودين لعدد من مقاتليه، في يد جماعات مسلحة مختلفة في سوريا وأن الحزب سيتابع هذا الملف بكل دقة.
ولفت نصر الله إلى أن ” تنظيم داعش يسيطر على نحو 141 كم مربعا من الأراضي اللبنانية، و55 كم مربعا من الأراضي السورية على جانبي الحدود في جرود القاع ورأس بعلبك، موجها حديثه لداعش قائلاً: “معركتكم خاسرة والتفاوض حول الأسرى مفتوح”.
المحلل السياسي سامح عيد، قال إن إيران في الفترة الأخيرة وصلت إلى درجة عالية من “البراجماتيه السياسية” وقد انعكس ذلك في توطيد علاقتها بحماس، ومن قبل بتنظيم القاعدة، حتى أنها احتضنت أسرة بن لادن وعدد من قيادات التنظيم على أراضيها، وذلك نكاية في أمريكا.
وأوضح عيد في تصريحات خاصة لـ”الغد” أن إيران تسعي لعقد صفقات لتحقيق مكاسب لها عبر النظام السوري الحاكم أو من خلال حزب الله، فهي لا تترك فرصة إلا وتغتنمها، وتتحرك لعقد المزيد من المناورات السياسية التي تحقق لها مكاسب عدة.
وألمح عيد إلى أن ملامح سوريا الجديدة سوف تتشكل خلال الشهور، ومن ثم سنجد العديد من المنارات السياسية والصفقات التي ستعقد، حتي بين الأطراف المتقاتلة فيما بينها، وذلك لتوسيع مناطق النفوذ والسيطرة، ومن ثم لن يكون من المستحيل أن تعقد إيران صفقات مع داعش عبر حزب الله، لمواجهة التحالف الدولي، لاسيما مع ما يتردد من الدعم الخفي لداعش من قبل قوات الأسد، لوقف تقدم باقي الفصائل المقاتلة في سوريا.
