بعد اختفاء مثير للجدل.. العثور على حطام المقاتلة الأميركية «إف-35»
أعلن المسؤولون في قاعدة تشارلستون المشتركة، مساء الإثنين، أنه جرى العثور على حطام الطائرة المقاتلة F-35 التي فقدت الأحد في مقاطعة ويليامزبرغ بولاية كارولينا الشمالية.
وفي سلسلة من المنشورات على منصة إكس، قالت القاعدة العسكرية، إن أجزاء من الطائرة المفقودة جرى تحديد موقعها على بعد ساعتين تقريبًا شمال قاعدة تشارلستون المشتركة بمساعدة السلطات المحلية ومحطة مشاة البحرية الجوية في بوفورت بولاية كارولينا الشمالية.
Personnel from Joint Base Charleston and @MCASBeaufortSC, in close coordination with local authorities, have located a debris field in Williamsburg County. The debris was discovered two hours northeast of JB Charleston.
— Joint Base Charleston (@TeamCharleston) September 18, 2023
وجاء في البيان الذي جرت مشاركته: «يجب على المواطنين تجنب المنطقة بينما يقوم فريق الإنقاذ بتأمين حقل الحطام».
وقال مسؤولون عسكريون في بيان سابق، إن الطائرة المقاتلة شبحية من طراز F-35B Lightning II كانت ضمن سرب تدريب مع جناح الطائرات البحرية الثاني، جرى الإبلاغ عنها في عداد المفقودين الأحد بعد تورطها في «حادثة مؤسفة».
وقال أعضاء قاعدة تشارلستون المشتركة، إن الطيار الذي كان على متن الطائرة خرج بسلام، ونُقِلَ إلى مركز طبي محلي في حالة مستقرة.
ولم يجرِ حتى الآن، الكشف عن هوية الطيار الذي كان يقود الطائرة قبل القفز منها، وكذلك التفاصيل المتعلقة بأسباب الحادثة.
حادثة مؤسفة
وبحسب مجلة «نيوزويك»، فإنه غالبًا ما تستخدم القوات الجوية الأميركية مصطلح «حادثة مؤسفة» للإشارة إلى عدة سيناريوهات محتملة، مثل الحوادث «غير المقصودة» التي تؤدي إلى الوفاة أو الإصابة أو تلف الممتلكات.
وأثارت الطائرة المفقودة سخرية واسعة النطاق على الإنترنت، بعد أن طلب المسؤولون العسكريون من الجمهور الأميركي نقل أي معلومات قد تكون لديهم حول موقع الطائرة.
لا تفاصيل حول الحادثة
وقال المتحدث باسم قاعدة تشارلستون المشتركة، لصحيفة «واشنطن بوست»، الأحد، جيريمي هوغينز، إنه بسبب قدرة الطائرة على التخفي، فإن اكتشافها «أصعب من اكتشاف طائرة عادية».
وتعد مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35، التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، من بين طائرات الشبح الأكثر تقدما في العالم وتستخدمها قوات مشاة البحرية الأميركية والقوات الجوية الملكية البريطانية والقوات الجوية الإيطالية.
وبلهجة قد تحمل السخرية، قالت شبكة «nbcnews» الإخبارية الأميركية: «يبدو أن قدرات التخفي لدى الطائرة المقاتلة F-35 تعمل بشكل جيد للغاية، حيث استغرق الأمر ساعات من السلطات لتحديد موقع حقل الحطام».
ونقلت أنه عندما سُئل هوغينز، الإثنين، عما إذا كانت الطائرة قد تحطمت، أوضح إنه غير قادر على تقديم تفاصيل، لكنه وعد بتقديم المزيد من المعلومات، كذلك أعلنت قاعدة تشارلستون أنها لا تستطيع تقديم «تفاصيل إضافية للحفاظ على نزاهة عملية التحقيق».
وكان آخر موقع معروف للطائرة بالقرب من بحيرة مولتري وبحيرة ماريون، وهما مسطحان مائيان كبيران شمال غرب مدينة تشارلستون، وفقًا لقاعدة تشارلستون المشتركة، التي طلبت مساعدة الجمهور في العثور على الطائرة، بحسب «سي إن إن».
وتقدر قيمة الطائرة المقاتلة نحو 100 مليون دولار (80 مليون جنيه إسترليني).
كيف يمكن تحديد موقع الحطام؟
ونقلت شبكة «بي بي سي» عن كبير المحللين في مجموعة تيل الاستشارية الدفاعية، جي جي جيرتلر، إن «التسلسل المعقول للأحداث هو أنه عندما قفز الطيار، تعطلت الأجهزة الإلكترونية لجهاز الإرسال والاستقبال، وبالتالي لم يعد الجيش قادرًا على تتبع موقع الطائرة».
وتابع، إنه من الممكن أن تستمر الطائرة في الطيران بعد قفز الطيار، إلا أن هذا الأمر «مستبعد للغاية» بسبب الضرر الذي قد تتلقاه الطائرة جراء قذف مقعد الطيار والتغير في الديناميكا الهوائية عندما تختفي المظلة.
وحتى الآن لا توجد معلومات رسمية كافة عن الحادثة، كيف وقع؟ وكيفية تحديد موقع الحطام وغيرها من التفاصيل؟، إلا أن هناك افتراضات قد تساعد في تلك المسألة، فبحسب تقرير لـ«بي بي سي» فإن الطائرة تنتمي إلى فئة الطائرات الشبحية، ما يعني أن هيكل الطائرة وأجهزة الاستشعار والأنظمة الخاصة بها مصممة للعمل بدون أن يكتشفها الرادار.
وإذا كانت الطائرة تحلق نحو نقاط مخطط لها مسبقًا، فربما جرى تحديد موقع تحطمها بناءً على وقت نفاد الوقود.
كما أن السرعة المعروفة والارتفاع لحظة قذف مقعد الطيار، وكمية الوقود المتبقية، هي أمور تجعل الأمر بمثابة «تمرينًا رياضيًّا بسيطًا» لتحديد موقع الحطام.
