بعد التصعيد الإعلامي.. هل تشهد المنطقة حربا بين إسرائيل وحزب الله؟

التوتر بين حزب الله وإسرائيل أمر ليس بجديد، وإن كانت احتمالات التصعيد بينهما، التي لوح بها وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت الليلة الماضية، تثير بعض المخاوف من أن يتخد هذا التوتر منحى آخر لا يُرجى حدوثه على الأرض.

تهديدات إسرائيلية متواصلة

خلال الفترة الأخيرة، اشتد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، إذ إنه في الثامن من أغسطس الحالي، هددت إسرائيل، بإعادة لبنان إلى العصر الحجري في أي حرب تدخلها مع حزب الله، بعد مناوشات على مدى أسابيع معه على الحدود.

وأفادت صحيفة «يديعوت آحرونوت» العبرية، أنه على خلفية «التوترات واستفزازات حزب الله المتكررة»، بعث وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، برسالة إلى حزب الله يقول فيها: «أحذر حزب الله وحسن نصر الله ألا يخطؤوا.. لقد ارتكبت أخطاء في الماضي ودفعت ثمنا باهظا للغاية.. إذا تطورت الأمور هنا من تصعيد أو صراع سنعيد لبنان إلى العصر الحجري».

وأضاف غالانت: «لن نتردد في استخدام كل قوتنا، وإلحاق الضرر بكل شبر من حزب الله ولبنان إذا اضطررنا لذلك».

الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

حسن نصر الله يرد

ورد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، على تصريحات المسؤول الإسرائيلي، فقال: «أنتم أيضا ستعودون إلى العصر الحجري إذا هاجمتم لبنان».

وأضاف أن «إسرائيل انتقلت من الهجوم والمبادرة إلى وضعية الدفاع في الأعم الأغلب، ومحور المقاومة أمسك بزمام المبادرة بنسبة كبيرة»، محذرا من أنها ستعود للعصر الحجري بحال توجهت لشن حرب على لبنان.

وتابع أن «إسرائيل تختبئ خلف الجدران مع لبنان وغزة، وقبل أسابيع قرأنا أنهم سيبنون جدرانا مع الأردن بسبب الخشية من نقل السلاح إلى المقاومين في الضفة الغربية».

وقال: «وزير جيش الاحتلال يهدد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري وهذا ليس جديدا، لكن ما عليه فهمه هو ماذا يستطيع لبنان ومقاومته أن يفعلوه بكيان العدو».

وأكد نصر الله، أن كل المطارات المدنية والعسكرية وقواعد سلاح الجو ومحطات توليد الكهرباء والمياه ومراكز الاتصالات الرئيسية والبنى التحتية ومصافي النفط ومفاعل ديمونا، تحت مرمى صواريخ حزب الله الدقيقة، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أضعف بكثير مما كان عليه سابقا والمقاومة ومحورها اليوم أقوى بكثير مما كانا عليه، وإذا تطورت المعركة إلى معركة مع محور المقاومة فلن يبقى شيء اسمه إسرائيل.

احتمالات التصعيد تتزايد

لكن الجديد في هذا الجانب، هو تصريحات وزير جيش الاحتلال، خلال لقائه أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في نيويورك، الليلة الماضية، التي قال فيها إن احتمالات التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الشمالية تتزايد، مطالبا الأمم المتحدة بالحذر والتدخل الفوري لخفض التوتر من خلال تعزيز حرية الحركة لقوات يونيفيل في المنطقة، وأن تحافظ على قدرتها على التصرف بشكل مستقل في جنوب لبنان.

وخلال اللقاء، استعرض غالانت الضلوع الإيراني المتزايد عند حدود لبنان وسوريا والضفة الغربية، مشددا على أن هناك أهمية لتنديد علني من جانب الأمم المتحدة ضد عمليات من هذا النوع، كما تم استعراض «انتشار مواقع حزب الله على طول خط الحدود»، متوعدا أن «إسرائيل ستعمل ضد أي خرق للسيادة وتهديد على حياة المواطنين».

يوآف غالانت وقائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال يتطلعان إلى لبنان من منطقة جبل دوف
يوآف غالانت وقائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال يتطلعان إلى لبنان من منطقة جبل دوف

هل تشهد المنطقة حربا بين إسرائيل وحزب الله؟

وتعليقا على هذا الأمر، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد خليل الحلو، إن تصريحات غالانت تتزامن أولا مع تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله عندما قال بوضوح إنه يرفض التجديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان وفقا لشروط الأمم المتحدة نفسها، علما أنه تم التجديد لها عام 2022، وأُعطيت صلاحيات أوسع مما كانت عليه، أي أنها تستطيع التحرك دون التنسيق مع الحكومة اللبنانية، لكن عمليا هذا لم يحدث، فالقرار على الورق كان يعطيها حرية التحرك، لكن قائد هذه القوات في جنوب لبنان أبقى على التواصل الدائم مع الجيش اللبناني، ولم تتحرك هذه القوى خارج إطار التنسيق مع الجيش اللبناني.

وأضاف الحلو لـ«الغد» أن «هذه التصريحات تتزامن أيضا مع قرب التجديد لهذه القوات (اليونيفيل)، فبعد أيام يجب أن يتم التجديد لها لمدة عام، والحكومة اللبنانية تعترض على التجديد كما جرى في عام 2022، مشيرا إلى أن لبنان ليس له مصلحة في عدم التجديد مهما كانت الشروط، لأن قوات الأمم المتحدة هي قوات صديقة تحمي لبنان منذ عام 1978، أي منذ أكثر من 40 عاما، وبالتالي طلب الحكومة اللبنانية عدم التجديد بهذه الشروط أي بدون التنسيق معها والعودة إلى الوضع الذي كان قبل عام 2022 جاء بضغط من حزب الله».

وتابع: «تتزامن هذه التصريحات أيضا مع نشاط لحزب الله ضمن بقعة عمليات القوات الدولية على الحدود مباشرة، وزيارات لمسؤولين إيرانيين وميليشيات عراقية بجنوب لبنان».

وأكد الخبير العسكري أنه «باختصار، تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي وتصريحات حسن نصر الله، تعكس التوتر الحاصل في المنطقة، ليس فقط في جنوب لبنان، بل جزء من التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وخصوصا في الخليج، حيث قامت البحرية الإيرانية بالتحرش بناقلات نفط وأرسلت القوات الأميركية طيرانا وغيره».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك توقعات بشأن التصعيد من جانب إسرائيل، قال: «في الواقع يمكن أن نتوقع تصعيدا، لكن الأمور لن تصل إلى الحرب، لأن نتنياهو جمع مجلس الوزراء المصغر عندما نصب حزب الله خيمة على الحدود وقام ببعض النشاطات، والعسكريون الإسرائيليون قالوا لنتنياهو إن هذا لا يهدد أمن إسرائيل، وبالتالي لا أتوقع حربا، وإنما يمكن أن تحدث بعض المناوشات التي نادرا ما تحدث منذ العام 2006 حتى اليوم، فالمناوشات التي حدثت منذ أكثر من 17 عاما تعد على أصابع اليد الواحدة، ولم يسقط فيها ضحايا من الجانب اللبناني ولا قتلى من الجانب الإسرائيلي، فقواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل تُحتَرم على الأرض من قبل الطرفين ولا تتجاوز حدودا معينة، أما الاشتباكات الكلامية فبالمئات، ودائما ما نسمع تصريحات من الجانبين ويبقى الوضع الإعلامي متوترا أكثر من الوضع الواقعي على الأرض».

وبخصوص ما إذا كانت هناك رسائل خفية وراء التمديد وتعزيز سلطة اليونيفيل، قال الخبير العسكري: «أولا هذا التعديل حصل في العام 2022، المسألة اليوم هي تجديد لما تم التوقيع عليه، لبنان اعترض لأن حزب الله في الحكومة اللبنانية، وأريد ان أشير أن هذه القوات لا تعمل مجانا، فهناك دول مانحة لموازنة هذه القوات، والمانح الأكبر هي الولايات المتحدة، التي خصصت لهذه القوات حتى الآن أكثر من 10 مليارات دولار، والمسؤولون في الولايات المتحدة يقولون إنه لا جدوى من وجودها طالما أن حزب الله أعاد انتشاره في بقعة عملياتها».

وأضاف أن «الطرف الذي يريد التجديد بوضوح هو الطرف الفرنسي، وهو الذي يشغل المناصب في أركان القوات الدولية، ومن المرجح أن تكون فرنسا خلف القرار الداخلي الذي أبقى على التعاون مع الجيش، وبالتالي أتوقع أن يتم التجديد بالقرار كما هو وأن تتابع الأمم المتحدة القوات الدولية على الأرض في لبنان العمل كما كان في السابق بالتنسيق مع الجيش دون أي تغيير»، مشددا على أن «الوضع سيبقى كما هو عليه».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]