منذ أن اعترفت السويد بالدولة الفلسطينية، أصبحت علاقتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي عبارة عن تصريحات عدائية من الجانب الإسرائيلي في كل مناسبة تتحدث فيها وزير خارجية السويد عن الأوضاع في الأراضي المحتلة، وتصاعدت وتيرتها مؤخرا إلى أن وصلت لحد السب بالشتائم علنا.
وبعد أن تعرضت وزيرة الخارجية السويدية، مارغوت فالستروم، لاعتداءات بأبشع الألفاظ من الخارجية الإسرائيلية، وصفت فيها بـ”الوقاحة”، دخلت الخارجة الفلسطينية على الخط، ودافعت عن نظيرتها السويدية، واصفة تصريح الحكومة الإسرائيلية بـ”الوقح والمخزي”، معتبرة أنه يفتقر إلى “الدبلوماسية والرصانة”.
ورحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات الوزيرة فالستروم، التي انتقدت فيها إسرائيل بإعدام الفلسطينيين دون محاكمات، في معرض حديثها بالبرلمان السويدي، واعتبرت أن ذلك يعبر عما يجول في عقول الكثير من الساسة الدوليين، والذي يمثل ظاهرة نوعية جديدة جريئة على المستوى الأوروبي.
ودائما ما تثير وزير الخارجية السويدية غضب الاحتلال الإسرائيلي بتصريحاتها الجريئة بشأن الانتهاكات ضد الفلسطينيين، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد أن قالت إثر الهجمات الإرهابية في باريس: “ما جرى يذكرنا بالوضع في الشرق الأوسط، حيث يرى الفلسطينيون أن لا مستقبل لهم، وأن عليهم إما القبول بالوضع البائس أو اللجوء إلى العنف”، وقد وصفت الحكومة الإسرائيلية تلك التصريحات وقتها بـ”الصفيقة إلى حد مريع”.
ويبدو أن الاعتداءات بالشتائم والسب لم يشبع إسرائيل في الرد على السويد، حيث تعقد الخارجية برئاسة نتنياهو اليوم، الأحد، نقاشا خاصا لمناقشة سبل الرد على وزيرة الخارجية السويدية، حسبما أعلنت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطبلي، التي ألمحت في تصريح للإذاعة الإسرائيلية إلى إمكان استبعاد الحكومة السويدية من الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين المتوقفة منذ مطلع 2014.
وعلقت حكومة نتنياهو الأسبوع الماضي الاتصالات مع هيئات الاتحاد الأوروبي المشاركة في جهود السلام مع الفلسطينيين، بعد أن بدأ الاتحاد يطلب وضع علامات إرشادية على الصادرات من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.