جدل كبير دار حول إمداد أوكرانيا بالدبابات، وبعد أن وافقت الولاياتُ المتحدة وألمانيا على تزويد كييف ببعض أقوى دباباتهما القتالية، أشار مراقبون إلى أن هذا القرار يعكس تغيرا في ميزان القوى داخل أوروبا.
والمستشار الألماني أولاف شولتس قاما لعدة أشهر بتأجيل الطلبات الأوكرانية للحصول على مركبات قويةٍ عاليةِ القدرة على المناورة، خوفًا من تصعيد الصراع بين الغرب وروسيا.
ومنذ بداية الحرب، حاولت ألمانيا والولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، ولكن ليس بالقدر الكافي الذي يسمح للجيش الأوكراني بطرد القوات الروسية من جميع المناطق الأوكرانية، بما في ذلك تلك التي احتلتها روسيا عام 2014.
وكان الهدف الأوروبي هو منع خسارة أوكرانيا ومنعُ روسيا من الانتصار في الحرب دون الدخول في صدام مباشر معها.
ولكن الشركاء والحلفاء الأصغر في الناتو وأوروبا وخاصة الدولَ الأكثرَ عرضة لأي هجوم روسي في منطقة البلطيق وأوروبا الوسطى والشرقية ضغطوا بقوة وأجبروا أعظم قوتين في الناتو على اتخاذ تلك الخطوة.
فكلما طال أمد الحرب، ازداد إدراك هذه الدول لخطورة التهديد الروسي، وباتوا يعتبرون أن خطابَ موسكو حول التوسع الوطني هو الخطر الأكبر عليهم.
وفي مواجهة هذه الضغوط بدأت ألمانيا في التخطيط لنقل الدبابات لأوكرانيا، كما وافقت للدول الأخرى على إرسال الدبابات لأوكرانيا، كما عرض بايدن علنًا إمدادَ أوكرانيا بإحدى وثلاثين دبابة من طراز أبرامز.
وجاءت استجابة واشنطن وبرلين لتؤكد على وجود قوة جديدة في أوروبا، كما أدركت ألمانيا والولاياتُ المتحدة حدوث تحول بطيء ولكن لا هوادة فيه في النهج الغربي تجاه روسيا، وهو التغير الذي حدث في عواصم البلدان التي كان يُنظرُ إليهم كشركاءَ صغار.
الأسلحة الغربية
* “ليوبارد 2” الألمانية
تصنع في 3 دول بترخيص من ألمانيا وتوجد لدى 21 دولة أخرى في الناتو
تصل سرعتها القصوى72 كلم في الساعة
* “إم 1 آبرامز” الأمريكية
2- تقدر سرعتها القصوى بنحو 68 كلم في الساعة
4- مجهزة بمدفع عيار 120ملم وتحمل 40 قذيفة
* “تشالنجر 2” البريطانية
المدفع الرئيسي: عيار 120 ملم بـ 47 قذيفة على دفعات متتالية
المدافع الرشاشة: مدفعان عيار 7.62 ملم بـ 4 آلاف طلقة
مزودة بأنظمة دفاعية لمواجهة الصواريخ المضادة للدروع
طائرات إف 16
بعد حسم القرار بالموافقة على إرسال الدبابات لوكرانيا، بدأ الجدل بين الحلفاء الغربيين حول إرسال طائرات مقاتلة إلى كييف.
فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشار إلى انفتاحه على إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، في المقابل استبعد الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال مقاتلات إف ستة عشر، وسبقه المستشار الألماني بالتأكيد على أن مسألة الطائرات المقاتلة لم تُطرح على الإطلاق.
فما الذي يمنع تسليمَ مقاتلات لأوكرانيا، وهل سيتمسك بايدن وشولتس بموقفهما، أم سيتغير الحال كما حدث في مسألة الدبابات؟.
المواقف الغربية من إرسال مقاتلات إلى أوكرانيا
الرئيس الفرنسي: لا يوجد شئ مستبعد عندما يتعلق الأمر بالمساعدة العسكرية
الرئيس الفرنسي: يجب تأكيد أن الطائرات لن تقصف الأراضي الروسية
رئيس الوزراء البولندي لم يستبعد إمكانية توريد طائرات F-16 إلى أوكرانيا
رئيس الوزراء البولندي: أي مساعدة من هذا القبيل ستتم بالتنسيق الكامل مع دول الناتو
الرئيس الأمريكي يستبعد إرسال مقاتلا إف – 16 إلى أوكرانيا
المستشار الألماني: مسألة إرسال مقاتلات لأوكرانيا لم تطرح على الإطلاق
متحدث باسم الحكومة البريطانية: نعتقد أن إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا ليس عمليا
دعم أوكرانيا
من باريس، مسؤولة الشؤون السياسية السابقة لحلف الناتو، سامانثا دي بندرن، أن قرار إرسال الدبابات إلى أوكرانيا لم يكن قرارا سريعا.
وأوضح دي بندرن، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الدبابات التي سترسل إلى أوكرانيا تعتبر أسلحة هجومية وليست دفاعية.
وأشار إلى أن أوروبا تدعم أوكرانيا بأسلحة هجومية لدعم القوات الأوكرانية لحماية أراضيها من الهجمات الروسية.
الخطوط الحمراء
من العاصمة الإستونية تالين أكد الباحث في المركز الدولي للدفاع والأمن، توماس يرمالا فيتشيوس ، أن الغرب تخلى عن خطوطه الحمراء وقرر إرسال الدبابات لأوكرانيا.
وأوضح فيتشيوس، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الغرب اتخذ تلك القرارات بعد التصعيد والتهديد الروسي باستخدام الأسلحة النووية.
وأشار إلى أن الغرب كان يراقب الممارسات الروسية لهدم وتدمير البنية التحتية الأوكرانية وقتل المدنيين الأوكرانيين لذلك قرر إرسال مزيد من الأسلحة للقوات الأوكرانية.
التقدم الروسي
من ولاية مين الأمريكية، العقيد السابق في الجيش الأمريكي، إريك روخو، أن التقدم الروسي في الحرب سبب إرسال الدبابات لأوكرانيا.
وأوضح روخو، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الغرب يصر على هزيمة روسيا ودعم أوكرانيا بكافة الأشكال.
وأشار إلى أن تدمير البنية التحتية الأوكرانية والخسائر البشرية مثلت ضغوطا على أوروبا وأمريكا لإرسال أسلحة متطورة لأوكرانيا.
أسلحة مستبعدة
من برلين أكد الباحث في المعهد الألماني للشئون الدولية والأمنية، رافائيل بوسونج، أن الرئيس الأمريكي وعد أوكرانيا بدعم غير محدود في مواجهة روسيا.
وأوضح بوسونج، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أنه من المستعبد أن ترسل الولايات المتحدة وأوروبا لمقاتلين إلى أوكرانيا بشكل رسمي.
وأشار إلى أنه من المستعبد أن تدعم أوروبا والولايات المتحدة أوكرانيا بمدفعيات طويلة المدى وذلك لأسباب أمنية.
العنصر البشري
من كارولاينا الشمالية، أكد المسؤول السابق في الاستخبارات الامريكية، أنتوني شيفر، أن التقنيات العسكرية لن تنفع أوكرانيا إذا لم تتمكن من استخدامها.
وأوضح شيفر، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أنه يجب توفير الإمكانيات البشرية لأوكرانيا لكي تتمكن من استخدام تلك الأسلحة المتطورة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترغب في دعم أوكرانيا بالأسلحة المتطورة لمواجهة روسيا وذلك خوفا من انتصار روسي.
