بعد انتصاره الثاني على أردوغان.. هل يصبح إمام أوغلو رئيس تركيا القادم؟
هزيمة ثانية تحاصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينته المفضلة اسطنبول والتي شهدت شهرته السياسية، فالمدينة الأكبر من حيث عدد السكان بواقع 15 مليون نسمة خضعت لرئاسة أردوغان عام 1998، وسيطر عليها حزب العدالة والتنمية ما يقرب من 25 عاما، لكن الرئيس التركي وحزبه فشلوا في سباق انتخابي مرتين في تلك المدينة التي لفظته هو ومرشحه بن علي يلدريم واختارت المعارض والقيادي في حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو.
الفوز للمرة الثانية
نجح أكرم إمام أوغلو مرشح المعارضة في إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول أمس الأحد موجها ضربة قوية للحزب الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان، حيث اعترفت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء حصول مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو على نسبة 54,03% من الأصوات مقابل 45,9% ليلدريم، بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات.
وقال يلدريم “طبقا للنتائج حتى الآن، فإن منافسي يتصدر السباق، لذلك أهنئه وأتمنى له التوفيق”.
من جهته، صرح إمام أوغلو أن “هذه الانتخابات تعني فتح صفحة جديدة، وإنها تشكل بداية جديدة”.
الفوز الثاني لأوغلو بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات البلدية التي نظمت في 31 مارس، وفاز بها مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، وتمكن من التقدم بفارق 13 ألف صوت على رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم، وألغيت النتائج بعد تقديم حزب العدالة والتنمية طعونا لوجود “مخالفات كثيفة”، لكن المعارضة رفضت هذه الاتهامات منددةً بـ”انقلاب على صناديق الاقتراع” ورأت في الانتخابات الجديدة “معركة من أجل الديموقراطية”، لتعاد مرة أخرى الانتخابات ويفوز أوغلو بفارق أكبر من المرة الأولى بلغ 777 ألف صوت اليوم، ليفز بتركيا مثلما قال أردوغان قبل ذلك، إن “من يفز في اسطنبول يفز بتركيا”.
من هو أكرم أوغلو
في عام 2009 عرف الأتراك أكرم إمام أوغلو بعد توليه منصب رئيس مقاطعة تابعة لحزب الشعب الجمهوري، وفي 2014 ترشح لمنصب عمدة بلدية بيليك دوزو، وحقق إنجازات عديدة، أبرزها اهتمامه بالتوسع الحضاري ونجاحه في جذب الشركات للاستثمار.
إنجازات أوغلو شجعته للترشح أمام القيادي في حزب العدالة والتنمية وأكثر المقربين لأردوغان بن علي يلدريم، لكن أوغلو لم يكن يرغب في البداية تصعيد المعركة الانتخابية وزيادة توترها لذلك طلب قبل الترشح رسميا من الرئيس التركي أردوغان مقابلته لطرح مخطط تطوير إسطنبول لكن أردوغان رفض واختار التصعيد فلم يكن أمام أوغلو إلا الطريق الذي رسمه أردوغان له والدخول في معركة انتخابية شرسة راقبها المجتمع الدولي وشهد على هزيمة الرئيس التركي مرتين.
أوغلو رئيس محتمل لتركيا
أكد الكاتب والمحلل السياسي جواد جوك، أن ” فوز أوغلو هو بداية النهاية لحزب العدالة والتنمية، فالمواطن التركي قال كلمته إنه يريد وجوه جديدة في الساحة السياسية التركية”.
وأضاف جوك، أن”حزب الشعب الجمهوري نجح في الفوز في رئاسة 3 مدن تركية، فالمواطن التركي يريد إعداد أوغلو لرئاسة تركيا فيما بعد”.
وأوضح جوك، أن”إعادة الانتخابات أثبتت إصرار المواطن التركي على هزيمة أردوغان وهو ما ظهر في فارق الأصوات”.
أولويات المعارضة
أكد المحلل السياسي هشام جوناي، أن”فوز أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول يعتبر دعم للمعارضة وبداية لحزب الشعب الجمهوري في جولات انتصارات ضد حزب العدالة والتنمية”.
وأكمل جوناي، أن ” المعارضة غير جاهزة لانتخابات جديدة بسبب الاقتصاد التركي المرهق والذي انعكس على الشارع والمواطن”.
وأضاف جوناي، أن ” المعارضة سوف تركز على البلديات التي فازت بها لتثبت للمواطن قدرتها على إدارة تركيا بالكامل”.
وأكمل جوناي، أن ” حزب العدالة والتنمية سوف يدرس خلال المرحلة المقبلة أسباب الهزيمة لمعالجتها خوفا من هزائم أخرى”.
