بعد انتهاء التحقيق.. الشرطة تسرد قصة 71 مهاجرا لاقوا حتفهم في النمسا

في أواخر أغسطس/ آب من العام الماضي، تكدس 71 لاجئا من سوريا والعراق وأفغانستان في مؤخرة شاحنة صغيرة تحركت من منطقة الحدود بين صربيا والمجر في طريقها إلى بودابست.

وكان لكل مهاجر مساحة نحو قدمين مربعين وكانت الأبواب الخلفية للشاحنة مغلقة بإحكام فيما لم يحتو جسم الشاحنة على فتحات أو أجهزة تهوية.

وفي خلال ساعات تُركت الشاحنة على الطريق واختنق كل المهاجرين، وهم 59 رجلا وثماني نساء وأربع أطفال.

وسببت وفاتهم صدمة في أوروبا التي كانت تكابد للتعامل مع أكبر موجة من المهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية. وكانت هذه أسوأ حادثة على طريق بري عبر البلقان حيث كان مئات الآلاف يشقون طريقهم من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا ليصلوا إلى النمسا وألمانيا.

وقال ضباط كبار خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء أثناء استعدادهم لتسليم القضية إلى ممثلي الادعاء، إن الشرطة المجرية والأوروبية أنهت اليوم تحقيقا في وفاة هؤلاء المهاجرين.

وقال الكولونيل بالشرطة المجرية زولتان بوروس، إن السلطات النمساوية والمجرية عملتا جنبا إلى جنب للكشف عن شبكة من المهربين الذين كانوا يشحنون أكبر عدد ممكن من المهاجرين غربا متجاهلين سلامتهم.

وقال بوروس، «جشع زعيم هذه الشبكة الإجرامية معدوم الضمير هو السبب في هذه المأساة.. بعد يوم واحد من العثور على هذه الشاحنة المليئة بالجثث كدست الشبكة ذاتها 67 مهاجرا في شاحنة أخرى مثلها».

وذكر، أن الشرطة اعترضت طريق الشاحنة الأخرى في جولز بالنمسا في الوقت المناسب لإنقاذ المهاجرين، لكن «المهربين كانوا سيواصلون عملهم كالمعتاد رغم تلك المأساة».

وترى وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول»، مثل هذه الحالات كثيرا. وقال روبرت كريبينكو مدير وحدة مكافحة تهريب البشر بالوكالة، إن وفاة 71 شخصا كانت الأسوأ، لكنها قطعا لم تكن المرة الأولى التي تسبب فيها تهريب البشر في سقوط قتلى.

وقال، «إنه سوق إجرامي مزدهر.. جرى التعرف على أكثر من 12 ألف مشتبه به جديد في تهريب البشر هذا العام.. حسب تقديراتنا حققت هذه السوق الإجرامية في أوروبا إيرادات تراوحت بين خمسة مليارات وستة مليارات يورو (5.60 مليار دولار إلى 6.7 مليار دولار) هذا العام».

وذكر، أن الشبكات تضم في عضويتها مواطنين أوروبيين وغير أوروبيين وفي بعض الأحيان من 20 دولة.

وقال بوروس، إن الشبكة المسؤولة عن وفاة المهاجرين الواحد والسبعين تضم زعيما أفغانيا وتسعة بلغاريين يديرون عمليات القيادة وبلغاريا لبنانيا يشتري الشاحنات.

وباستخدام وثائق السفر والهواتف المحمولة التي عثر عليها في الشاحنة واختبارات الحمض النووي لأفراد أسر محتملين تعرفت السلطات في نهاية المطاف على 70 من 71 جثة. واستغرقت هذه العملية أسابيع.

لكن ملاحقة المهربين استغرقت وقتا أقل. فبفضل عقد شراء الشاحنة الذي ترك في المركبة تم ضبط عدد من أعضاء الشبكة خلال 24 ساعة من الحادث. واعتقل ثمانية منهم أربعة بتهم القتل وأربعة بتهم التهريب بينما لاذ ثلاثة آخرون بالفرار.

ويعيش زعيم الشبكة في المجر منذ 2013 ويهرب المهاجرين منذ فبراير/ شباط 2015. وكسب نحو 1.5 مليون يورو مع هذه الشبكة تحديدا التي نشطت منذ مايو/ أيار، حتى أغسطس/ آب، وكسب أكثر من ذلك بكثير في الشهور التي سبقتها. وقال بوروس، إنه كان يحول الأموال لأفغانستان.

  • رحلة قاتلة ..

وفقا لبوروس بدأت الرحلة التي انتهت بوفاة 71 شخصا عندما اتصل زعيم الشبكة الأفغاني مع أحد شركائه في صربيا الذي أرسل له المهاجرين مجمعين بحسب الوجهة عبر حدود المجر. وكان من المفترض أن يصلوا في الفجر ويركبوا شاحنات متجهة غربا فيما أصبح عملية تسير بسلاسة.

وفي الساعة الثالثة صباحا يوم 27 أغسطس/ آب 2015، غادر سائق بلغاري مدينة كيشكميت في شاحنة فولفو مجرية وتحرك جنوبا. وأخذ المهاجرين من مكان قريب من معبر على الطريق السريع على الحدود الصربية المجرية وانطلق بهم إلى بودابست.

وخلال مئة كيلومتر انخفض الأكسجين في الخلف إلى مستويات خطرة. وتوقف السائق ومتتبعيه الذين كانوا يتحركون معه في سيارات من طراز أودي و«بي.إم. دبليو» عدة مرات، لكنهم واصلا التحرك رغم الكارثة التي كانت في طريقها للحدوث.

ووقفا لخبراء طبيين وخبراء سيارات فقد نفد الأكسجين فيما استخدمت الشاحنة والسيارات طريقا دائريا للوصول إلى بودابست. وتوفي المهاجرون في الوقت الذي وصلت فيه الشاحنة إلى الطريق السريع «إم1» المؤدي إلى فيينا.

لكن الشاحنة واصلت طريقها وعبرت إلى النمسا، حيث توقفت على الطريق وركب السائق في إحدى سيارات أودي. وعثر على الشاحنة بحلول ظهيرة اليوم التالي وبداخلها الجثث المتكدسة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]