يتحدث الجميع الآن عن إمبراطور اليابان الذي قرر أن يتخلى عن الحكم بمحض إراداته ليتولى الحكم ولي العهد، وذلك بسبب أن صحة الإمبراطور لم تعد على ما يرام ولم يعد قادرا على مواصلة إدارة شؤون بلاده، ليفتح ذلك مشكلة انقراض العائلة الحاكمة اليابانية بسبب القوانين الدستورية التي لا تسمح بالحكم للنساء، ويتساءل البعض عن ما تبقى من العائلة ويمكن أن يضمن بقاء العرش فترة أطول.
في تقرير نشره موقع nippon الياباني، أكد أن ما تبقى من العائلة الإمبراطورية اليابانية هم خمسة أفراد فقط، وذكر التقرير أن هؤلاء الخمسة هم فقط المؤهلين لتبوء سدة العرش الإمبراطوري وهم بالترتيب التالي:
ولي العهد الأمير ناروهيتو، «النجل الأكبر للإمبراطور أكيهيتو، 56 عاما»، والأمير أكيشينو «الابن الأصغر للإمبراطور أكيهيتو، 50 سنة»، والأمير هيساهيتو «حفيد الإمبراطور أكيهيتو ونجل الأمير أكيشينو، 9سنوات»، والأمير هيتاشي «الشقيق الأصغر للإمبراطور أكيهيتو والابن الأصغر للإمبراطور الراحل شووا، 80 سنة»، وأخيرا الأمير ميكاسا نوميا «الابن الرابع للإمبراطور الراحل تايشو والشقيق الأصغر للإمبراطور الراحل شووا 100 سنة».
انقراض العائلة وزوال الحكم
وأوضح الصحفي الياباني تاكاهاشي كوإيتشير، أنه من الناحية الواقعية، فقد توافي المنية الأمير هيتاشي والأمير ميكاسا قبل أن يصل إليهما الدور، كما أنه لا يمكن توقع المزيد من الأطفال من ولي العهد وزوجته ولا من الأمير والأميرة أكيشينو، نظرا لتقدمهم بالعمر، ولعل الأمل الوحيد لاستمرار خط الذكور هو أن يتزوج الأمير هيساهيتو يوماً ما وينجب ولداً.
حيث أن نصف عضوات العائلة الإمبراطورية البالغ عددهن ١٤ إما من العوانس أو من لا يزلن دون السن القانونية، ومن المرجح أن يتزوجن في نهاية المطاف من خارج الأسرة. في أي وقت من ١٠ إلى ٣٠ سنة، ولذا يمكن أن يتضاءل عدد أفراد العائلة الإمبراطورية إلى ٥ أشخاصٍ فقط: وهم ولي العهد والأميرة، الأمير والأميرة أكيشينو، والأمير هيساهيتو.
فتح باب الخلافة الإمبراطورية أمام الإناث لإنقاذ العرش
وأضاف، أن الجيل الحالي لديه خمسة ذكور في السلالة الذكرية، وباستخدام معدل الخصوبة ١.٢٩ ونسبة المواليد الذكور إلى الإناث ١:١، سيكون هناك ٣.٢٣ ذكر في الجيل القادم، ٢.٠٨ ذكر في الجيل الثالث و١.٣٤ ذكر في الجيل الرابع. مما يعني أن أعداد الذكور ستتناقص مع كل جيل. وحتى لو كان معدل الخصوبة ١.٥٠، فإن الجيل الرابع من الذكور سيكون ٢.١١ ذكر في السلالة الذكرية، وهذا أقل من نصف عدد الذكور في الجيل الحالي. ولكن إذا سمح لكلا الجنسين التربع على العرش الإمبراطوري، فإن خط الذكور الخمسة من الجيل الحالي سينجب ٦.٤٥ طفل، ٨.٣٢ حفيد، و١٠.٧٣ من أبناء الأحفاد. كما أن فتح باب الخلافة الإمبراطورية إلى الإناث سيضمن ايضاً نمو العائلة الإمبراطورية. وجدير القول إن دستور اليابان فقط يذكر أنه «يجب على العرش الإمبراطوري أن يكون سلالياً»، ولا يحدد جنس الإمبراطور. علماً بأن تنقيح نص قانون القصر الإمبراطوري يشترط «ذرية من الذكور في خط السلالة الذكرية» وهذا هو كل ما يتوجب عليه الحصول بغية ضمان خط ثابت من الخلافة.
هل تعود الأباطرة النساء؟
أوصى المجلس الاستشاري لقانون القصر الإمبراطوري عام ٢٠٠٥ اعتماد مبدأ البكورة بغض النظر عن الجنس، حيث اقترح الموافقة على الأباطرة الإناث والأباطرة من السلالة الأنثوية اللاتي ولدن من أباطرة إناث. وفي استطلاع للرأي أجري في ذلك الوقت، قال حوالي ٨٠٪ من الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يمانعون وجود الإمبراطورات الإناث. ولكن هناك البعض في اليابان في نفس الوقت من يرفضون منح النساء فرصة الصعود لسدة الحكم وفقا للتقاليد الموروثة وعلى الرغم من خطر اندثار العائلة.
