«الاستفتاء».. كان الحل الذي حسم به البريطانيون موقفهم من الاتحاد الأوروبي بمغادرته، لكن العدوى انتقلت إلى دول أخرى أوروبية، ظهرت بها دعاوى لإجراء استفتاءات من أجل أسباب مختلفة.
بالأمس صوت 51,9% من البريطانيين، الخميس، لصالح خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مقابل 48,1% عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه، حسب النتائج النهائية، التي أعلنتها اللجنة الانتخابية اليوم الجمعة. لتكون بريطانيا أول دولة رئيسية تقرر مغادرة الاتحاد، الذي برز من بين أنقاض الحرب، حيث سعى قادة أوروبا إلى تعزيز الروابط وتجنب ويلات الحروب في المستقبل.
وفي الوقت الذي حذرت الهيئات المالية حول العالم من العواقب الوخيمة، التي سيجرها خروج بريطانيا على الاقتصاد العالمي الهش، دعا آخرون للسير على نهج بريطانيا ومغادرة الاتحاد.
ففي هولندا دعا الزعيم المعارض للهجرة، خيرت فيلدرز، اليوم الجمعة، إلى استفتاء على عضوية هولندا في الاتحاد الأوروبي، المؤلف من 28 دولة.
وقال فيلدرز، في بيان، «نريد أن نتولى مسؤولية إدارة شؤون بلدنا وأموالنا وحدودنا وسياستنا للهجرة».
أما في فرنسا، فدعا حزب الجبهة الوطنية اليميني، اليوم الجمعة، إلى إجراء استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي، بعدما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد.
وقال فلوريان فيليبو، نائب رئيس الحزب، في تغريدة على تويتر، «حرية الشعوب تفوز دوما في النهاية، برافو للمملكة المتحدة، الدور علينا الآن».
ودأب حزب الجبهة الوطنية على الدعوة لخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وهو الحزب الذي حقق نتائج جيدة في انتخابات أجريت مؤخرا.
وفي سياق مختلف، توقع أليكس سالموند، الزعيم السابق للحزب القومي الأسكتلندي، اليوم الجمعة، أن يدعو الحزب لاستفتاء جديد على استقلال أسكتلندا عن بريطانيا، عقب تأييد البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي، في استفتاء صوت فيه معظم الأسكتلنديين لصالح البقاء.
وقال سالموند، في مقابلة مع قناة سكاي نيوز، «الحكمة تقتضي عدم خروج أسكتلندا من الاتحاد الأوروبي أبدا».
ولدى سؤاله عما إذا كانت نيكولا ستيرجن، رئيسة وزراء أسكتلندا وزعيمة الحزب القومي، ستسعى الآن لإجراء استفتاء ثان على الاستقلال، رد سالموند بالإيجاب.
في الجانب المقابل، بدأت أصوات تقلل من شأن دعوات اللجوء إلى «الاستفتاء» من أجل الانفصال، إذ استبعد كريستيان كيرن المستشار النمساوي أن يكون لتصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي «أثر الدومينو»، على حد تعبيره الذي نقلته وكالة رويترز للأنباء. مؤكدا أن بلاده لن تقدم على مثل هذه الخطوة في المستقبل.
